العقوبات على روسيا تدعم الدولار في السوق العالمية

لافتة رقمية تعرض أسعار صرف العملات في نافذة فرع بنك "فورا" في العاصمة الروسية موسكو في 24 فبراير 2022
لافتة رقمية تعرض أسعار صرف العملات في نافذة فرع بنك "فورا" في العاصمة الروسية موسكو في 24 فبراير 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي مقابل كل العملات المناظرة تقريباً، نتيجة للعقوبات التي فرضت على روسيا واشتعال الطلب على عملة الاحتياطي الدولي، فيما صعدت أيضاً أسعار سندات الخزانة الأمريكية.

يقبل المتعاملون على مراكمة أكثر الأصول سيولة مع امتداد تأثير العقوبات التي فرضت على بنك روسيا المركزي وبنوكها الأخرى إلى الأسواق العالمية، إضافة إلى الحديث عن احتمال أن يضطر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التدخل في الأسواق الدولية.

انخفضت العقود المستقبلية على الأسهم الأوروبية والأمريكية، وكذلك تراجعت قيمة العديد من العملات مثل اليورو والراند. وقال رودريغو كاتريل، محلل أسواق العملة لدى بنك "ناشيونال أستراليا بنك" (National Australia Bank):

الدولار الأمريكي هو الملك، إذ يجمع بين صفتي السيولة والملاذ الآمن. والناس تبحث عن غطاء للحماية عندما تواجه أزمات في طريقها

أصبحت بوادر أزمات التمويل واضحة في أسواق العملة الرئيسية في صباح اليوم الإثنين؛ إذ اتسعت هوامش المخاطرة على عقود اليورودولار قصيرة الأجل، وزادت الفجوة بين أسعار الليبور المستقبلية وأسعار الفائدة الفيدرالية (FRA/OIS) بمقدار 9 نقاط أساس بالنسبة للعقود لأجل شهر، مسجلة أعلى مستوى منذ مارس 2020.

انخفضت عقود اليورودولار عن شهر مارس مقارنة مع نظيرتها عن شهر يونيو، في إشارة كلاسيكية إلى أزمة في التمويل.

يأتي ذلك بينما حذر بنك "كريديه سويس" من تأثير عزل بعض البنوك الروسية من نظام "سويفت" للمراسلة بين البنوك على أسواق النقد، مع فشل إنجاز المدفوعات والزيادة الضخمة في عمليات السحب على المكشوف.

تعرّف على التفاعلات التطورات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية

قارن خبير أسواق العملة زولتان بوزار الموقف الحالي مع اضطرار الاحتياطي الفيدرالي إلى ضخ السيولة في أسواق النقد أثناء ذروة حالة الرعب من جائحة كورونا في مارس 2020.

ارتفع مؤشر سعر الدولار الأمريكي بنسبة بلغت 0.7%، مواصلاً الزيادة التي شهدها في الأسبوع الماضي بنسبة 0.4%. وصعدت أسعار السندات العالمية، مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار 7 نقاط أساس إلى 1.89%، بينما تراجعت عوائد سندات الحكومة الأسترالية لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس.

انخفضت قيمة الروبل الروسي بنسبة 28% أمام الدولار الأمريكي في التعاملات الخارجية اليوم الإثنين، وقد تراجعت العملة الروسية بنسبة تجاوزت 6% في التعاملات الداخلية، وكان أداؤها أضعف من جميع نظيراتها من عملات الأسواق الناشئة في شهر فبراير، إذ يستعد المتعاملون لاستقبال رد الرئيس فلاديمير بوتين على تشديد العقوبات.

كتب سكوت غلاسر، رئيس شركة "كليربريدج إنفستمنتس" لشؤون الاستثمار، في مذكرة مشتركة مع خبير الاستثمار جيف شولز: "تتحمل أوروبا العبء الأكبر من الأضرار الأولية لعملية الغزو، مع تأثر المستهلكين بارتفاع تكاليف الطاقة ومستوى العقوبات التي تضغط على معدلات نمو الاقتصاد في أوروبا، وما لذلك من تأثير غير مباشر على فرص النمو في الولايات المتحدة".

مخاطر سويفت

كتب جيسون شنكر، رئيس شركة "بريستيج إيكونوميكس" في مذكرة: "إن إخراج روسيا من شبكة (سويفت) سيعزل البلاد مالياً عن العالم، وقد يؤدي إلى شلل الاقتصاد الروسي".

يستخدم نظام "سويفت" في تنفيذ تعاملات قيمتها تريليونات الدولارات في مختلف أنحاء العالم.

قدر بوزار من بنك "كريديه سويس" أيضاً أن روسيا لديها أرصدة بنحو 300 مليار دولار بالعملات الأجنبية تحتفظ بها خارج البلاد، وهي تكفي لإحداث اضطراب في أسواق النقد إذا جرى تجميدها في سياق العقوبات أو إذا نقلت فجأة لتجنب ذلك.

الدولار الأميركي