الدولار التايواني.. مرآة لمخاطر الأزمة الأوكرانية على آسيا

موظف "سينوباك بنك" يحصي الأوراق النقدية بالدولار التايواني الجديد في فرع البنك في تايبيه، تايوان.
موظف "سينوباك بنك" يحصي الأوراق النقدية بالدولار التايواني الجديد في فرع البنك في تايبيه، تايوان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يصبح الدولار التايواني سريعاً رمزاً للمخاطر الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا على الأسواق الآسيوية.

كانت العملة بالفعل واحدة من أسوأ العملات أداءً في المنطقة في فبراير مع انسحاب المستثمرين من الأسهم التايوانية. والآن، يشير تسعير الخيارات إلى ميلٍ للتحوط في حال تسارعت وتيرة الأحداث، ويظهر مقياس أن المتداولين يشعرون بأكبر قدر من التشاؤم في عامين حيال الدولار المحلي.

تعكس هذه الرهانات التكهنات حول ما إذا كانت الصين ستستغل الغزو الروسي لأوكرانيا كمصدر إلهاء لتصعيد التوترات مع تايوان، وحتى لو رأى القليل أن ذلك مرجحاً، فإن أسواق تايوان العميقة والسائلة نسبياً تجعلها جاذبة للمستثمرين الذين يسعون إلى ضمان استثمارات استراتيجية مع تزايد المخاطر الجيوسياسية.

الأزمة الروسية الأوكرانية تثير قلق الصناديق حول مخاطر تايوان

قال رئيس الوزراء، سو تسينغ-تشانغ، إن البنك المركزي لديه سيولة كافية بالدولار الأمريكي للحفاظ على استقرار العملة المحلية.

من جهته، أوضح ستيفن تشيو، استراتيجي العملات والفائدة في آسيا لدى "بلومبرغ إنتليجنس" في هونغ كونغ: "يتعرض الدولار التايواني لضغوط بسبب الغزو الروسي، لأن تحركات موسكو يُمكن أن تعزز المخاوف من احتمالية تحرك الصين ضد تايوان عسكرياً.. ولدى الدولار التايواني زخم وعمق كافيان، وهو من أكثر أزواج العقود الآجلة غير القابلة للتسليم تداولاً في العالم".

أكبر اتجاه صعودي

قفزت عقود خيارات عكس المخاطر لأجل شهر على سعر صرف الدولار الأمريكي أمام التايواني إلى 1.1525% يوم الثلاثاء، ما يشير إلى أكبر اتجاه صعودي متوقع للعملة الخضراء منذ مايو 2020، وقفزت عقود عكس المخاطر أكثر من 100 نقطة أساس في فبراير، وهي أكبر زيادة في شهر واحد منذ 2012.

صعدت العقود الآجلة غير القابلة للتسليم لأجل شهر على زوج العملة إلى 28.190 الشهر الماضي، وهو الرقم الأعلى في عام تقريباً.

البنك المركزي التايواني يتجه للتخلي عن سياسة "العملة الضعيفة"

تستمر تهديدات بكين باستخدام القوة العسكرية لمنع تايبيه من إعلان الاستقلال الرسمي لسنوات. من جهتها، قللت رئيسة تايوان، تساي إنغ-وين، من المخاوف من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى أزمة مماثلة في آسيا، محذرة من أي جهود لاستخدام الأزمة في أوروبا لبث الذعر في تايوان.

يشير التاريخ إلى أن العوامل الجيوسياسية لها تأثير كبير على الدولار التايواني، وتراجعت العملة بأكثر من 3% مقابل الدولار بين يوليو 1995 ومارس 1996، عندما أجرت الصين سلسلة من اختبارات الصواريخ في المياه المحيطة بالجزيرة.

التدخل

رغم ذلك، قد تكون أي خسائر في الدولار المحلي محدودة من الآن فصاعداً مع تدخل السلطات لتقديم الدعم، حيث باعت البنوك المدعومة من الدولة العملة الأمريكية لمساعدة الدولار التايواني على محو خسائره قبل الإغلاق يوم الثلاثاء، وفق متداولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علناً.

هبط الدولار التايواني بنسبة 0.1% إلى 28.050 للدولار الأمريكي يوم الأربعاء بعد إغلاقه اليوم السابق دون تغيير تقريباً.

"المركزي" التايواني يُقر بتدخله في سوق صرف العملات الأجنبية

قال رئيس الوزراء، سو، في تقرير للمشرعين يوم الثلاثاء، إن العملة مستقرة نسبياً مقارنة بالنظراء الرئيسيين، وأكد أن صانعي السياسات سيحافظون على سياسة سعر صرف مرنة، وأضاف أن السلطات ستراقب تدفقات الأموال عن كثب في حالة حدوث تقلبات غير طبيعية في سوق العملات الأجنبية بسبب الحرب.

تظهر المخاوف بشأن تصاعد التوترات في أداء أسهم الجزيرة، حيث قفزت نسبة البيع للشراء في أكبر صندوق متداول في البورصة والذي يشتري الأسهم التايوانية - أو مقدار عقود الخيارات القائمة المراهنة على الهبوط مقارنة بالعقود المراهنة على الصعود - إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر.

ربما يعكس ذلك جزئياً أيضاً المخاوف من أن الشركات التايوانية قد تتأثر بأي اضطراب في إمدادات أوكرانيا من الغازات المستخدمة في إنتاج أشباه الموصلات.

وقال المحللان، جوهانا تشوا ويوانليو هو، من "سيتي غروب": "بينما لا يوجد أي نقص رئيسي حتى الآن مع احتفاظ صانعي الرقائق بمستويات أعلى من المعتاد من المخزونات، فإن استمرار الصدمة قد يتحدى آفاق القطاع".