القمح الأسترالي يستبدل الصين بأسواق الشرق الأوسط

حقل قمح اقترب من موسم الحصاد. أستراليا في طريقها لتحقيق ثاني أكبر محصول لها على الإطلاق -أكثر من 30 مليون طن- بعد هطول أمطار واسعة النطاق حفزت الإنتاج هذا العام
حقل قمح اقترب من موسم الحصاد. أستراليا في طريقها لتحقيق ثاني أكبر محصول لها على الإطلاق -أكثر من 30 مليون طن- بعد هطول أمطار واسعة النطاق حفزت الإنتاج هذا العام المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من التوترات المتصاعدة مع الصين إلى الاضطرابات التجارية الناجمة عن الوباء، تضررت الزراعة في أستراليا بفعل عدة ضربات غير متوقعة في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، فنادراً ما كانت الآفاق أفضل بالنسبة لمزارعي القمح.

تعد أستراليا واحدة من أكبر الدول المصدرة في العالم للسلع الأساسية إلى كل مكان والمستخدمة في كل شيء من الخبز إلى الكعك والمعكرونة، وفي هذا العام نجد أن البلاد في طريقها لتحقيق ثاني أكبر محصول لها على الإطلاق -أكثر من 30 مليون طن- بعد هطول أمطار واسعة النطاق حفزت الإنتاج.

تعني زيادة إمدادات التصدير من أستراليا ومتاعب الطقس في أجزاء أخرى من العالم أن كبار المشترين في المنطقة -بما في ذلك إندونيسيا وتايلاند وفيتنام- قد يعودون للتعامل مع أستراليا، وفقاً لأندرو وايتلو، المحلل الزراعي في "توماس إيلدر ماركتس" (Thomas Elder Markets) في ملبورن: "في السنوات الأخيرة، لم يكن لدينا حجم كافٍ لتلبية الطلب في جنوب شرق آسيا". ويضيف: "ليس لدينا محصول وفير فحسب، بل لدينا أيضاً محاصيل ضعيفة في أجزاء أخرى من العالم".

مع تضرر مناطق النمو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بسبب الطقس الجاف، تساعد محدودية الإمدادات العالمية وضع أستراليا. ويرى وايتلو أنه "إذا استمرت الأمور سيئة في روسيا، فإننا نتحدث عن تضاؤل محصولها". ويشير إلى أن ذلك سيؤدي إلى ضرورة انتقال القمح إلى كبار المستوردين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

تزوّد روسيا وأوروبا عادة هذه الأسواق، ولا تبيع أستراليا فيها منتجاتها بسبب تكاليف الشحن. كما أن روسيا فرضت الآن ضرائب على الصادرات لحماية الموارد المحلية. ويقول وايتلو: "يعتمد سوق القمح على السعر في كل مكان في العالم، والآن لدينا قمح رخيص للغاية".

وفي حين يبدو أن صناعة القمح قد تجنبت ضربة عامة كبيرة بسبب التوترات بين بكين وكانبيرا، إلا أن هناك ما يجري في الخفاء. فقد اشترت الصين 888 طناً فقط من أستراليا في نوفمبر، وهو أدنى مستوى منذ 2011، وفقاً لبيانات الجمارك التي جمعتها بلومبرغ. ومع ذلك، فإن الهيمنة الجديدة الواضحة لأستراليا في السوق العالمية قد تساعد في تخفيف الضربة.

قد يكمن التحدي في هذا العام في نقل مثل هذا الحجم الكبير من الحبوب. والقدرة الموسعة قد تعني أن التجار أقل رغبة في شراء الحبوب على المدى القصير إن تبينت وفرة الإمدادات على الطريق. وقد ينتقل هذا الازدهار إلى المحصول التالي بسبب الرطوبة المحسنة للتربة. ويقول وايتلو: "في الواقع لا أرى الكثير من الرياح المعاكسة في الوقت الحالي".