الطروحات الخليجية تصمد أمام تداعيات الغزو الروسي على الأسواق

برج المملكة، الذي تديره شركة المملكة القابضة، طريق الملك فهد السريع في الرياض، المملكة العربية السعودية
برج المملكة، الذي تديره شركة المملكة القابضة، طريق الملك فهد السريع في الرياض، المملكة العربية السعودية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تثبت الطروحات العامة الأولية في منطقة الخليج العربي أنَّها قادرة على الصمود في وجه التقلبات التي تضر بالصفقات في الأسواق الأخرى، بفضل ارتفاع أسعار النفط، والاقتصادات المستقرة، ووفرة السيولة في قطاع الوقود.

تلقّت شركة "النهدي الطبية"، سلسلة الصيدليات، طلبات كافية لتغطية ما من المقرر أن يكون أكبر طرح عام أولي في السعودية منذ اكتتاب عملاقة النفط "أرامكو" في غضون ساعات، من بدء عملية بناء سجل الأوامر، بحسب ما أفادت "بلومبرغ". وفي دبي، تستعد هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) أيضاً لإجراء طرح كبير لأسهمها.

لم تتأثر أي خطط للاكتتاب العام في المنطقة بتقلبات السوق حتى الآن، في الوقت الذي تلاشت فيه الرغبة في المشاركة في عمليات الإدراج بأوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا.

بداية عام صعبة

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى توقف أسواق الاكتتابات الأولية بشكل فعّال، مما زاد الأمر سوءاً لبداية العام البطيئة بالفعل. فقد ألغت العديد من الشركات طروحاتها العامة الأولية، في حين كان على الشركات التي مضت قدماً أن تخفف من توقُّعات التقييمات مع تراجع مؤشرات الأسهم في أوروبا، وآسيا، والولايات المتحدة.

الأزمة الأوكرانية تعطل الطروحات العامة الأولية في أوروبا

تمثل منطقة الخليج استثناء نادراً؛ إذ يدعم ارتفاع أسواق الأسهم المحلية بفضل صعود أسعار النفط، تدفق الصفقات.

قال سامر الدغيلي، رئيس أسواق رأس المال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في "اتش اس بي سي هولدينغز": "ليس لدينا أي مؤشرات حتى الآن على أنَّ اهتمام المستثمرين الإقليميين قد تغيّر". وأشار إلى أنَّ ارتفاع أسعار النفط، والانتعاش الاقتصادي، والإصلاحات في المنطقة، تجذب المشترين الدوليين والمحليين على حد سواء.. "هذا الأمر مصدر سعادة غامرة لهم".

عمالقة وول ستريت: الطلب على طروحات الشرق الأوسط هو الأعلى على الإطلاق

تؤتي الرهانات على الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط ثمارها خلال 2022، إذ تحقق عوائد في المتوسط ​​29% مقارنة بعوائد أوروبا البالغة 17% حتى الآن منذ بداية العام، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

قفزت أسهم شركة "علم" السعودية للأمن الرقمي، التي تلقّت طلبات من مستثمرين مؤسسيين لما يقرب من 70 ضعف الأسهم المعروضة، بنسبة 54% منذ إدراجها الشهر الماضي.

4.6 مليار دولار حصيلة الاكتتابات العامة في السعودية عام 2021

مع ذلك؛ ما يزال هناك خطر من أنَّ التقلبات التي أثارتها الحرب على أوكرانيا، ونطاق العقوبات الأكثر صرامة على روسيا؛ قد ينعكسان على أسواق الخليج. فقد يؤثر تدهور المعنويات إلى جانب قيود سلسلة التوريد، في طلب المستثمرين على الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط.

قال صلاح شما، رئيس قسم الاستثمار في الأسهم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ "فرانكلين تمبلتون"، ومقرها دبي :"كل هذا يشكل خطراً على التوقُّعات الاقتصادية العالمية مع تعافي الدول من الوباء"، مشيراً إلى أنَّ التأثير الاقتصادي المباشر على منطقة الخليج، من المحتمل أن يتم احتواؤه في ضوء الانكشاف المحدود على روسيا وأوكرانيا.

لم تحقق جميع الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة نجاحاً ساحقاً أيضاً. تخلى سهم "موانئ أبوظبي"، وهو من أكبر الاكتتابات، عن جميع مكاسبه تقريباً منذ بدء تداوله في فبراير، في حين تراجع سهم "شركة أنابيب الشرق المتكاملة للصناعة" السعودية بنسبة 7.9% منذ إدراجه في سوق الأسهم بالمملكة.