هل يستجيب بايدن لضغوط المشرعين لوقف واردات النفط والغاز من روسيا؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتعرض الرئيس جو بايدن إلى ضغوط من أعضاء المجلس التشريعي من الحزبين لوقف واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الروسي لرفع تكلفة غزو أوكرانيا على روسيا.

ربما ترفع هذه الخطوة أسعار البنزين بنسبة كبيرة في الولايات المتحدة، مما يجعلها خطيرة من الناحية السياسية والاقتصادية بالنسبة إلى رئيس يصارع فعلاً أعلى مستوى من التضخم تشهده البلاد منذ أربعة عقود.

سجلت أسعار النفط الخام 110 دولارات للبرميل يوم الأربعاء، معززة مخاوف ارتفاع التضخم.

غير أنَّ هذه الحالة الشعورية التي تتراكم في الكونغرس توازي الضغط الذي مارسه القادة الديمقراطيون من أجل طرد البنوك الروسية من نظام "سويفت" للمراسلة بين البنوك، وهو الإجراء الذي قاومته الإدارة في البداية وسط تحذيرات من نتائجه الوخيمة. وقد تلاشى هذا التردد مع تقدّم قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر داخل أوكرانيا.

توحد حزبي

زعماء الجمهوريين مثل السيناتور ليندساي غراهام من ساوث كارولينا يرون أنَّ بايدن أخفق في "ضرب بوتين ضربة موجعة".

لكن مثلما تغيّر موقف بايدن بشأن نظام "سويفت"؛ فقد يثبت أنَّ حملة الضغط من أعضاء حزب الرئيس هي الأكثر تأثيراً في النتائج؛ خاصة مع استعداد بايدن لأول خطاب له عن حالة الاتحاد ليلة الثلاثاء القادم.

قدم السيناتور الديمقراطي إدوارد ماركي، عن ولاية ماساتشوستس، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تشريعاً يوم الثلاثاء يفرض حظراً على جميع واردات النفط الخام ومنتجات البترول من روسيا إلى الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، يقود السيناتور جو مانشين، عن ولاية غرب فرجينيا، حملة الضغط من أجل زيادة أعمال الاستخراج المحلية بهدف زيادة التصدير إلى الدول أعضاء حلف شمال الأطلنطي.

مانشين الذي يرى أنَّ اعتماد الولايات المتحدة على الطاقة الروسية هو "أمر سخيف"؛ يمثل في أغلب الأحوال أقلية داخل حزبه، غير أنَّه ليس العضو الوحيد في الحزب الديمقراطي الذي يهتم بتغيير سياسة إدارة بايدن المتعلقة بالنفط والغاز.

قال السيناتور بوب كاسي من بنسلفيانيا، إنَّه مستعد للتفكير في اتخاذ مواقف لم يكن ليتخذها قبل الغزو، بما في ذلك زيادة إنتاج الطاقة. وكذلك قال السيناتور جون تيستر من مونتانا، إنَّه قد يؤيد زيادة أعمال الحفر والتنقيب أيضاً.

أضاف تيستر: "الحقيقة أننا أمام مشكلة مختلفة الآن، لأنَّنا قد نضطر إلى إمداد أوروبا بالطاقة".

حجم الواردات

في عام 2021، كانت أمريكا تستورد ما يزيد على 600 ألف برميل نفط ومنتجات بترولية يومياً من روسيا، بما يزيد بنسبة 24% عن عام 2020، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. وتمثل هذه الكمية نحو 3% من استهلاك الولايات المتحدة من البترول.

حظرت كندا يوم الإثنين استيراد النفط الخام من روسيا، برغم أنَّها لم تستورد أي نفط منها منذ عام 2019.

قدّم الجمهوريون أيضاً بقيادة السيناتور روغر مارشال من ولاية كانساس اقتراحهم الخاص بحظر استيراد النفط الروسي مساء الثلاثاء.

لم تتخذ الإدارة أي خطوات لوقف استيراد النفط والغاز الروسي؛ لكنَّ مسؤولاً كبيراً ألمح أمس الثلاثاء إلى الاستعداد لاتخاذ إجراءات تخفف من تأثير فقدان هذه الواردات.

قال بهارات رامامورتي، نائب مدير "المجلس الاقتصادي الوطني" لتليفزيون "بلومبرغ": "لقد أجرينا مفاوضات مع منظمة (أوبك+) بشأن زيادة إنتاجها، كما تجري حالياً مناقشات تتعلق بتنسيق ضخ النفط من الاحتياطي الاستراتيجي لإنتاج وطرح المزيد من براميل النفط في الأسواق".

تواجه الإدارة أيضاً مطالب من القطاع الصناعي بزيادة الإنتاج المحلي، قال مايك ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة "تشيفرون"، إنَّ أي إجراءات قصيرة الأجل تتخذها الإدارة ينبغي أن تصاحبها التزامات طويلة الأجل تدعم الاستثمار في قطاع النفط والغاز المحلي,

أضاف رامامورتي أنَّ حكومة الولايات المتحدة منحت 9 آلاف امتياز غير مستخدم حتى الآن لإنتاج النفط والغاز، و"يحق للناس أن يستخدموا هذه التراخيص إذا أرادوا ذلك".

غير أنَّ زيادة إنتاج الوقود الأحفوري تصطدم برأي الكثير من الديمقراطيين الذين يقولون، إنَّ تغير المناخ تهديد وجودي، ولا يمكن مواجهته إلا بالتركيز على زيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة.

حرب المناخ

قال ديك ديربن، القيادي الديمقراطي رقم 2 في مجلس الشيوخ الأمريكي، في مقابلة: "إنَّنا نلاحظ حربين في الوقت الراهن: هي حرب ساخنة في أوكرانيا، حيث يكشف الناس عن شجاعة غير عادية من أجل استرداد حريتهم من هذا الغزو الذي شنه بوتين، وهناك حرب أخرى ضد تغير المناخ، التي ستكون مدمّرة للعالم كأي حرب ساخنة بالمعنى العسكري".

كما قلّل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشوك شومر، من أهمية موضوع النفط الروسي عندما سئل عن ضغوط مانشين من أجل زيادة أعمال الاستخراج، موضّحاً أنَّ النفط الروسي لا يمثل إلا جزءاً صغيراً من إمدادات الطاقة في الولايات المتحدة.

قال شومر: "إنَّ المشكلة الحقيقية في زيادة أسعار الغاز هي عمليات الاحتيال بالمغالاة في الأسعار والاحتكارات، والديمقراطيون يركزون على هاتين المشكلتين".

يعتزم مانشين، الذي يرأس لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ، تخصيص أسابيع لجلسات الاستماع والمناقشة حول زيادة إنتاج الطاقة، وتأتي هذه الضغوط في وقت تصاعد القلق بشأن معدلات التضخم وأسعار الوقود، في حين انخفض تقييم بايدن في استطلاعات الرأي.

من ناحية أخرى، يسعى الجمهوريون إلى زيادة إنتاج النفط والغاز محلياً منذ بداية إدارة بايدن، وهم يطلبون الآن تخفيف الشروط التنظيمية.

قالت السيناتور ليزا ميركوسكي، عضوة المجلس عن الحزب الجمهوري بولاية ألاسكا: "إذا كان هناك ما يدفعهم إلى تغيير سياستهم، فربما تكون الحرب".