فوضى البحر الأسود تدفع المشترين للبحث عن القمح الأسترالي

روسيا وأوكرانيا تمثلان نحو ربع تجارة القمح عالمياً
روسيا وأوكرانيا تمثلان نحو ربع تجارة القمح عالمياً المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع تعثر تدفقات القمح من منطقة البحر الأسود بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا؛ بدأ المشترون بالنظر في العقود الآجلة للحبوب الأسترالية حتى الربع الثالث، وفقاً لـ "سي بي إتش غروب" CBH Group.

دفعت الحرب في أوكرانيا بأكبر المستوردين في العالم إلى الهرولة للحصول على الحبوب، مع وصول الشحنات من البلدين إلى طريق مسدود بالفعل. وتمثّل روسيا وأوكرانيا عادة أكثر من 25% من صادرات القمح العالمية، وهناك مخاوف متزايدة من أنَّ القتال والفوضى في البلاد سيقللان كذلك من احتمالات حصاد المحاصيل هذا الصيف.

قال بن تيلر، رئيس التداول لدى "سي بي إتش"، في مؤتمر، اليوم الأربعاء، إنَّ الطلب الناشئ على العقود الأطول أجلاً قد يُصبح ملحوظاً بشكل أكبر، في ظل استيعاب السوق للاضطرابات، وأضاف: "أعتقد أنَّ المشترين في البداية ظنوا أنَّ هناك بعض الوقت حتى الآن قبل احتياجهم إلى اتخاذ قرار بشأن المراكز التي قد تصل في الربع الثالث من عام 2022"، لكن هذا الشعور تبدَّل حالياً.

أفاد تيلر قائلاً: "قد نرى تسارع ذلك وسط حدوث هذا الاضطراب الهائل في سلاسل إمدادات الحبوب على مستوى العالم".

اقرأ أيضاً: مشترو القمح يبحثون عن بدائل بسبب تداعيات الحرب في "سلة الخبز العالمية"

ترك الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أسوأ أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود، مصير المصدر الحيوي لإمدادات القمح مُعلقاً في وضع مبهم. كما يلقي التوقيت الحالي بتأثيراته، فربما تم شحن جزء كبير من صادرات الموسم في البلدين حالياً، لكنَّ موسم الحصاد القادم في أوكرانيا وروسيا؛ قد يكون في شهري يوليو وأغسطس، وهناك مخاوف من حدوث نقص في المحاصيل.

أنهت أستراليا للتو حصاداً قياسياً للقمح، مع تقديرات بتفوق الإنتاج هذا العام بشكل أكبر من المتوقَّع نتيجة للطقس الملائم في الغالب، مما سيساعد على تخفيف النقص العالمي الناجم عن الجفاف والحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: قصف السفن يُشعل فوضى بحرية في البحر الأسود.. والسفن التجارية تعاني

مع ذلك، يُمثّل تلبية الطلب على المدى القريب تحدياً مع محدودية قدرة التصدير في أستراليا، وحجز مواعيد الشحن بالكامل لعدة أشهر. ودفع ذلك المشترين بالفعل إلى شراء مراكز أبعد بكثير، فقد أدى وضع البحر الأسود إلى خلق ضغط إضافي لتأمين العقود، كما قد تتحوّل طرق تجارة القمح بعد تقلّب السوق نتيجة أزمة أوكرانيا.

قال تيلر: "نتوقَّع المزيد من الطلب هنا مع خسارة أحجام البحر الأسود على المدى القصير والمتوسط، وتبذل سلسلة التوريد هنا قصارى جهدها للاستجابة بالتأكيد."

أشار "تيلر" أيضاً إلى الاهتمام المتجدّد والمحتمل في "وقت يكون خامداً بالعادة"، في سوق زيوت الكانولا، فيما يتعلق بتصدير بذور زيتية إضافية إلى أوروبا في الربع الثالث. تشحن روسيا وأوكرانيا حوالي 80% من شحنات زيت عباد الشمس العالمية.

ردد سايمون غيلرت، مدير تجارة الحبوب لدى "فيتيرا" Viterra، وجهة نظر "تيلر" حول زيادة شراء المستهلكين على طول المنحنى، مضيفاً أنَّه كان من النادر بالنسبة لأستراليا أن ترى إتمام أعمال تصدير المحاصيل الجديدة قبل النصف الثاني.