الاتحاد الأوروبي يستهدف المليارديرات الروس من مؤيدي الحرب أو معارضيها

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُبرز تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على ستة من أغنى الشخصيات في روسيا الوضع الخطر الذي تجد نخبة البلاد نفسها متورطة فيه في ظل الهجوم الروسي المتواصل على أوكرانيا؛ على الرغم من قول نصفهم، إنَّهم يرغبون في توقف غزو أوكرانيا.

تعتبر القيود المفروضة يوم الإثنين من أشد القيود التي فُرضت حتى الآن على الأشخاص من فائقي الثراء في روسيا؛ إذ جُمّدت الأصول، وفُرض حظر على السفر وقيود تجارية. وقالت مصادر مطلعة، إنَّ الاتحاد الأوروبي يعمل فعلياً على إجراءات إضافية من أجل معاقبة مزيد من الأقلية الحاكمة، إذ يسعى لعزل أولئك الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن النظام المالي والاقتصاد العالمي.

وقال أندرو لوهسن، الزميل في برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "أي فرد تعتبر لديه صلات وثيقة مع مسؤول رفيع المستوى؛ سيتعرض لتكاليف ضخمة تتعلق بالسمعة". وأضاف: "سيصبح من الصعب عليهم تنفيذ أنشطة تجارية والانخراط في المجتمع في بعض المدن على مستوى العالم".

اقرأ المزيد عن التفاعلات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية

يسعى بعض المليارديرات الروس لاتخاذ موقف متوازن خلال مواجهتهم للتوترات الجيوسياسية سريعة التطور، عقب مرور أيام فقط على دعوة مديرين تنفيذيين، وملاك شركات روسية كبرى إلى اجتماع عُقد في الكرملين.

وصف ميخائيل فريدمان، وهو واحد من بين أولئك الذين طالتهم عقوبات الاتحاد الأوروبي، الحربَ بأنَّها "مأساة" في رسالة وجهها إلى موظفي شركة "ليتر وان" (LetterOne)، وهي شركة استثمارية تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها، ويمتلكها بالشراكة مع مليارديرات روس آخرين؛ من بينهم بيتر أفين، الذي طالته أيضاً العقوبات. وطالب بوقف "سفك الدماء".

في غضون ذلك؛ صرّح أليكسي مورداشوف، الذي يمتلك حصة الأغلبية في إحدى كبريات شركات تصنيع الصلب في روسيا لوكالة الأنباء الروسية "تاس" أنَّ "ما يجري في أوكرانيا هو مأساة يتعرض لها شعبان شقيقان"، وحثّ على إيجاد طريقة "لتسوية هذا الصراع، ووضع حد لسفك الدماء".

أصول مجمدة

علاوة على امتلاك حصص في الشركات الروسية والأصول العقارية الواسعة في أنحاء العالم كافةً؛ يمتلك العديد من أفراد الطبقة الحاكمة أيضاً يخوتاً بحجم ملاعب كرة القدم وطائرات خاصة. حظرت المملكة المتحدة الأسبوع الماضي دخول كل الطائرات الروسية الخاصة المجال الجوي للبلاد، وأصدرت تعليماتها إلى الموانئ بحظر دخول أي سفن يعتقدون أنَّها مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو مستأجرة أو يشغلها أي شخص على صلة بروسيا، أو من قبل أشخاص وقعت عليهم عقوبات.

قالت سويسرا، وهي دولة محايدة تاريخياً يوم الإثنين، إنَّها تلتزم بالعقوبات الموقَّعة من قبل الاتحاد الأوروبي على روسيا، بما فيها تجميد الأصول.

ومع ذلك؛ فإنَّ أي محاولة للاستيلاء على أصول من هذا النوع ربما تتسم بالصعوبة، لأنَّ القوانين تتباين بحسب اختلاف البلدان، كما أنَّ العديد من فائقي الثراء في روسيا يمتلكون أصولاً عبر شركات قابضة وشركات خارجية.

في غضون ذلك، حظرت الولايات المتحدة الشركات الأمريكية من التعامل مع البنك المركزي الروسي، وقالت إنَّها، بالتزامن مع الحلفاء الأوروبيين، ستحظر على المؤسسات المالية الكبرى في البلاد استخدام نظام "سويفت" (SWIFT)، وهو نظام المراسلة الذي يسمح بإجراء معاملات تصل قيمتها لتريليونات الدولارات على مستوى العالم. وفي يوم الثلاثاء، ذكرت "بلومبرغ" أنَّ سفراء الاتحاد الأوروبي وافقوا على استبعاد سبعة بنوك روسية من نظام "سويفت" باستثناء مصرف "سبيربنك" (Sberbank PJSC) أكبر مقرض في البلاد، بالإضافة إلى بنك مملوك بطريقة جزئية لشركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم".

نلقي فيما يلي نظرة على ستة من أقطاب الأعمال تعرضوا لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، والذين يزيد صافي ثروتهم مجتمعة عن 60 مليار دولار.

أليكسي مورداشوف

يعتبر مورداشوف (56 سنة) المساهم الأكبر في شركة "سيفيرستال"، وهي واحدة من أكبر شركات صناعة الصلب في روسيا. ويستحوذ أيضاً على حصص ضخمة في شركة "نوردغولد" المنتجة للذهب، وشركة السفر الألمانية "تي يو آي" (TUI).

بات مورداشوف الرئيس التنفيذي لشركة "سيفيرستال" في سنة 1996 عندما كان يبلغ من العمر 31 سنة، عقب تراكم حصة الأغلبية في الشركة لديه من خلال صندوقين استثماريين أسسهما بغية شراء أسهم العمال.

مورداشوف؛ خبير اقتصادي سابق، وحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال سنة 2006 من جامعة "نورثمبريا" في المملكة المتحدة. وتبلغ ثروته الصافية نحو 21.9 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

قال مورداشوف يوم الإثنين: "لا يوجد لدي أي علاقة مطلقاً باندلاع التوتر الجيوسياسي الحالي. لست أدري لماذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليَّ".

أليشر عثمانوف

يمتلك عثمانوف (68 سنة) حصة ضخمة في شركة "يو أس أم" (USM)، وهي مجموعة استثمارية روسية لديها حصص ملكية في واحدة من أكبر شركات إنتاج خام الحديد في العالم/ شركة "ميتالوإنفست" (Metalloinvest)، وشركة "ميغافون" (MegaFon) للاتصالات.

يعد مساهماً سابقاً في نادي "أرسنال" الإنجليزي لكرة القدم، وسيطر على حصص ملكية في شركة "جيه دي.كوم"، وشركة "أوبر تكنولوجيز". كما أنَّه يدير صحيفة "كوميرسانت" الروسية. يبلغ صافي ثروة عثمانوف نحو 19.7 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

في منشور له على موقع الاتحاد الدولي للمبارزة يوم الثلاثاء؛ وصف عثمانوف قرار الاتحاد الأوروبي بأنَّه "غير عادل"، و"افترائي"، وأعلن أنَّه كان يقوم بتعليق المهام الخاصة به كرئيس للاتحاد الرياضي.

ميخائيل فريدمان

يبلغ صافي ثروته نحو 10.6 مليار دولار. ويعتبر فريدمان (57 سنة) المساهم الأكبر في مجموعة "ألفا"، وهي شركة استثمارية تملك حصصاً في المقرض الروسي "ألفا بنك"- والذي جري أيضاً فرض عقوبات عليه من قبل الاتحاد الأوروبي- وشركة التجزئة لبيع المواد الغذائية "أكس 5" (X5).

كما أنَّه يملك حصصاً في شركة "وينترشال ديي" (Wintershall Dea) الألمانية للنفط والغاز، وشركة "فيون" (Veon) العالمية للهاتف المحمول من خلال شركة "ليتروان" (LetterOne). قدّم استقالته من مجلس إدارة "فيون" اعتباراً من يوم الإثنين.

كتب في رسالة يوم الجمعة إلى الموظفين: "لا أقوم بإلإدلاء بتصريحات ذات طبيعة سياسية. أنا رجل أعمال أتحمّل مسؤولية عدة آلاف من الموظفين في روسيا وأوكرانيا.. بيد أنَّ لدي قناعة بأنَّ الحرب ليس من الممكن أن تكون بمثابة حل على الإطلاق".

بيتر أفين

يعد أفين رئيس مجلس إدارة شركة "ايه بي اتش" القابضة (ABH Holdings SA)، ومن خلالها يمتلك ما يصل إلى 12% من الأسهم مع ميخائيل فريدمان في مصرف "ألفا بنك". كما أنَّ لديه حصة في شركة "ليتر وان"، وتلقى في السابق ما يفوق مليار دولار من بيع حصة ملكيته في مشروع مشترك بين كبار رجال الأعمال الروس، وشركة "بريتش بترليوم" في سنة 2013.

تصل ثروة أفين الذي يبلغ من العمر 66 عاماً نحو 5.6 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

عقب اعتماد الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة عليهما؛ قال بيان صدر باسم فريدمان وأفين، إنَّهما يعتزمان الطعن على إجراء يستند لـ"مغالطات كيدية ومقصودة".

غينادي تيمشينكو

يدير تيمشينكو، الذي يبلغ من العمر 69 عاماً، مجموعة "فولغا" (Volga Group)، وهي شركة استثمارية يقع مقرها في روسيا، كما تمتلك مصالح في مجالات الطاقة والنقل والتشييد. تأتي أكبر حصص ملكية في شركة "نوفاتيك" لإنتاج الغاز الطبيعي المتداولة في البورصة، وشركة صناعة المواد الكيميائية "سيبور" (Sibur). باع حصة له في مجموعة "غنفور" (Gunvor Group) لتجارة النفط قبل التعرض لعقوبات أمريكية إثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في سنة 2014.

كما فرضت حكومة المملكة المتحدة عقوبات على تيمشينكو خلال الشهر الماضي في ظل تفاقم الأزمة الأوكرانية. يصل صافي ثروته نحو 11.1 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

الكسندر بونومارينكو

يبلغ بونومارينكو من العمر 57 سنة، وهو رئيس مجلس إدارة مطار "شيريميتيفو" الدولي (Sheremetyevo International Airport) أحد أكبر المطارات الروسية. صنع بونومارينكو ثروته عبر امتلاك حصة في ميناء "نوفوروسيسك" التجاري البحري في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع شريكه ألكسندر سكوروبوغاتكو، ثم ضخ استثمارات فيما بعد في سوق العقارات باستخدام عائداته من شركة الخدمات اللوجستية.

تصل ثروته إلى نحو 2 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديريات.