"إياتا": خطر النزاع الروسي الأوكراني على انتعاش الطيران حتمي

شركات الطيران تتجنب مساحة كبيرة من المجال الجوي حول أوكرانيا
شركات الطيران تتجنب مساحة كبيرة من المجال الجوي حول أوكرانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

"يبدو جلياً أنه سيكون هناك مخاطر سلبية" للنزاع الروسي الأوكراني على قطاع الطيران العالمي، لاسيما في الأسواق المعرضة للنزاع، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا".

في حين أنه من المبكر تقدير تبعاته على المدى القريب، توقّع "إياتا" ألاّ يؤثر النزاع سلباً على النمو طويل الأمد للقطاع، لكن ذلك يخضع أيضاً للفترة الزمنية للعقوبات وإمكانية حظر المجال الجوي.

وبما يتعلّق بالشرق الأوسط تحديداً، تشير توقعات "إياتا" إلى أن المنطقة ستسجل وتيرة تعافٍ بطيئة في ظل ضعف أسواق الرحلات القصيرة، والتركيز على الرحلات الطويلة. ويُتوقّع أن يصل عدد المسافرين الخارجيين والداخليين في الشرق الأوسط عام 2022 إلى ما نسبته 81% من مستويات 2019، وإلى 90% العام المقبل، و98% في 2024، ونسبة 105% عام 2025.

اقرأ أيضاً: "إياتا": ارتفاع أسعار النفط قد يُعيق تعافي شركات الطيران

يقول كامل العوضي، نائب رئيس "إياتا" لإقليم أفريقيا والشرق الأوسط، لـ"الشرق": كنّا نأمل أن نعود إلى أرقام ما قبل كورونا لناحية حركة الطيران وعدد المسافرين مع نهاية العام المقبل، لكن النزاع الروسي الأوكراني أثر بشكلٍ مباشر على القطاع، لاسيما لناحية ارتفاع أسعار النفط بما ينعكس زيادةً من قِبل الشركات على أسعار تذاكر السفر، وبالتالي يُنفّر بعض الركاب".

وكانت السوق الروسية قبل أزمة كورونا في المرتبة 11 بمجال خدمات النقل الجوي من حيث عدد الركاب، بما في ذلك السوق المحلية الضخمة، بينما جاءت أوكرانيا في المرتبة 48.

النفط وأسعار التذاكر

إلى ذلك، يُحتمل أن تؤدي تقلبات أسعار الطاقة، أو تغيير مسارات الطيران لتفادي المجال الجوي الروسي، لتداعياتٍ أوسع. كما يُرجّح أيضاً أن تطال التأثيرات ثقة المستهلكين والنشاط الاقتصادي خارج أوروبا الشرقية.

ويرى معن رزوقي، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكويتية، أن زيادة أسعار النفط "ستؤثر بالطبع على قطاع الطيران، لكن أسعار التذاكر لم ترتفع بسبب النفط فقط، بل نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية لدى الشركات".

اقرأ أيضاً: "لوفتهانزا": الأزمة الأوكرانية تُخيّم على آفاق التعافي مع تحليق أسعار النفط

في حين يفصح سامر المجالي، الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية الأردنية، لـ"الشرق" أن شركته "تراقب بحذر الأحداث الروسية الأوكرانية وتأثيرها على أسعار الوقود، وبالتالي على أسعار التذاكر".

وأضاف أن "الملكية الأردنية" واجهت خسائر خلال فترة جائحة كورونا، "ونحن في مناقشات مع الحكومة الأردنية لدعم الشركة والاستثمار فيها مرّة أُخرى، لتخطي الأزمات الناجمة عن كورونا أو الظروف الجيوسياسية".

تحوّط الناقلات

بدوره، يكشف عادل علي، الرئيس التنفيذي لـ "العربية للطيران"، لـ"الشرق" أن شركته لديها تحوّط لنسبة 55% من احتياجاتها النفطية حتى عام 2024، "ونأمل أن تستقر أسواق النفط قبل ذلك".

وشدّد على أهمية فتح المطارات الإقليمية بالنسبة لنشاط "العربية"، لاسيما في المملكة العربية السعودية، "حيث كنّا ننقل الركاب إلى 12 مطاراً، مقابل 4 حالياً، ونحن موعودون بفتح باقي المطارات قريباً".

كان تيم كلارك، رئيس شركة "طيران الإمارات"، اعتبر في مقابلة مع "بلومبرغ" أن الانتعاش الذي يشهده قطاع الطيران يمكن أن يتعثر بسبب ارتفاع أسعار الوقود والصراع المحتمل في أوكرانيا.

ورأى أن "الحرب في أوروبا سيكون لها آثارٌ مدمرةٌ للغاية على صناعة الطيران، إذ ستتجاوز التداعيات الصراع بحدّ ذاته إلى ما قد يحدث بعد ذلك، لا سيما من حيث فرض عقوبات وإغلاق محتمل للمجال الجوي".

أول الطريق

بعيداً عن احتساب تبعات النزاع، يتوقّع "إياتا" وصول أعداد المسافرين حول العالم إلى 4 مليارات عام 2024، بما يُشكّل زيادة بمقدار 3 نقاط مئوية عن عام 2019.

يلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، يُنوّه بأن "قطاع الطيران استمرّ بالتعافي بعد أزمة كورونا، رغم ظهور أوميكرون. ومع أننا ما نزال في أول الطريق نحو الوصول إلى الوضع الطبيعي، إلّا أن الارتفاع المتوقع في أعداد المسافرين يدعو للتفاؤل".

اقرأ أيضاً: روسيا ترد على العقوبات وتحظر أجواءها على شركات الطيران الأوروبية

وفق تحديثات فبراير للتوقعات بعيدة المدى، بلغ عدد المسافرين في 2021 نسبة 47% من مستويات عام 2019، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 83% في 2022، و94% عام 2023.

القطاع الأكثر تضرراً كان السفر الدولي، حيث بلغ عدد المسافرين الدوليين عام 2021 نسبة 27% من مستويات 2019، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 69% في 2022، و82% العام المقبل.

في حين بلغت أعداد المسافرين المحليين عام 2021 نسبة 61% من مستويات 2019، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 93% عام 2022، و103% في 2023. لكن هذه الأرقام أكثر تشاؤماً مقارنةً بتوقعات نوفمبر، حيث لم تنجح الأسواق المحلية الرئيسية مثل الصين وكندا واليابان وأستراليا في التعافي.