في تحوُّل بعد حرب أوكرانيا.. السويديون والفنلنديون يدعمون الانضمام إلى "الناتو"

الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ (وسط الصورة) ووزراء خارجية فنلندا بيكا هافيستو (يسار الصورة) ووزيرة خارجية السويد آن ليندي (يمين الصورة) يعقدون مؤتمراً صحفياً بعد اجتماعهم في مقر "الناتو" ببروكسل في 24 يناير 2022
الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ (وسط الصورة) ووزراء خارجية فنلندا بيكا هافيستو (يسار الصورة) ووزيرة خارجية السويد آن ليندي (يمين الصورة) يعقدون مؤتمراً صحفياً بعد اجتماعهم في مقر "الناتو" ببروكسل في 24 يناير 2022 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يؤيد السويديون والفنلنديون بشكل متزايد الانضمام إلى الكتلة الدفاعية "الناتو" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يزيد الضغط على قادة الدولتين لتغيير سياسات عدم الانحياز العسكري طويلة الأمد.

أظهرت استطلاعات الرأي التي نُشرت في الدولتين الشماليتين يوم الجمعة أن 51% من السويديين و48% من الفنلنديين يدعمون الآن الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي. تُعَدّ هذه المرة الأولى التي تدعم فيها غالبية السويديين الانضمام إلى الحلف، وأظهر استطلاع سابق في فنلندا أيضاً دعم الأغلبية.

السويد تتعهد بعلاقة أعمق مع "الناتو" بعدما أزعجتها مطالب روسيا

تداعيات عسكرية وسياسية

لم تُظهِر الحكومتان حتى الآن أي استعجال لاتخاذ هذه الخطوة التي حذّرت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها ستؤدي إلى تداعيات "عسكرية وسياسية".

تمتلك فنلندا أطول حدود لعضو في الاتحاد الأوروبي مع روسيا، إذ تمتد إلى مسافة 1300 كيلومتر (800 ميل)، فيما تقع جزيرة غوتلاند السويدية في موقع مهمّ استراتيجياً في بحر البلطيق، ليس بعيداً عن الأرض المُستحاطة الروسية كالينينغراد.

في يوم الأربعاء خرقت أربع طائرات مقاتلة روسية المجال الجوي السويدي شرقي غوتلاند، بالتزامن مع تدريبات عسكرية للقوات السويدية والفنلندية حول الجزيرة.

"الناتو" يدعو أوروبا إلى تنويع إمداداتها من الطاقة وسط مواجهة مع روسيا

عقد السياسيون الفنلنديون الأسبوع الماضي مجموعة كبيرة من الاجتماعات لمناقشة كيفية الرد على عدوان روسيا على جارتها. ويوم الجمعة، يزور رئيس الدولة، سولي نينيستو، الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن العاصمة.

في استطلاع أجرته صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية، يعتقد 51% من المشاركين أن السويد يجب أن تنضم إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، فيما عارض ذلك 27%. يظهر الاستطلاع تحولاً واضحاً عن شهر يناير، عندما أيد 42% عضوية السويد في التحالف.

منذ غزو روسيا لأوكرانيا، دحضت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، الدعوات لانضمام البلاد إلى حلف "الناتو" مراراً وتكراراً، مشددة على أهمية تجنب التحولات السياسية المفاجئة في وضع متوتر. في أثناء ذلك، ينقسم البرلمان في البلاد حول هذه القضية، إذ تسيطر أحزاب المعارضة التي تفضل الانضمام إلى التحالف على أكثر من 40% من المقاعد.

تحوُّل في فنلندا

أيضًا قفز دعم الانضمام إلى حلف "الناتو" بشكل كبير في فنلندا، ففي استطلاع نشرته صحيفة "هيلسينجين سانومات"، أيد 48% من المستطلعين الانضمام إلى "الناتو"، بزيادة 20% عن شهر يناير. يُعَدّ هذا أعلى دعم خلال عقدين من الزمن أجرت فيه الصحيفة استطلاعات لرأي المواطنين حول هذا الموضوع.

معارضة روسيا تدفع فنلندا والسويد إلى التمسك بـ"الناتو"

جمع الاستطلاع الفنلندي، الذي أجرته شركة "كانتار" (Kantar)، 501 إجابة في الفترة من 28 فبراير إلى 3 مارس، وكان بهامش خطأ 4.5%.

أظهرت النمسا، وهي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي تقع على مقربة من الصراع، حتى الآن قليلاً من الطموح في السعي للحصول على عضوية "الناتو". كان حيادها العسكري شرطاً لاستعادة الاستقلال في عام 1955، وهو مُكرَّس في دستورها.