روسيا تشعل تضخم الغذاء في العالم عبر بوابة الأسمدة

أكوام من البوتاس المكرر موجودة في حظيرة تخزين في منشأة "نيوترين" "كوري بوتاس" في ساسكاتون، ساسكاتشوان، كندا.
أكوام من البوتاس المكرر موجودة في حظيرة تخزين في منشأة "نيوترين" "كوري بوتاس" في ساسكاتون، ساسكاتشوان، كندا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تهدد مساعي روسيا لوقف صادرات الأسمدة من قبل المنتجين المحليين بصدمة السوق العالمية، ودفع أسعار مغذيات المحاصيل إلى مستويات قياسية جديدة، مما يؤدي إلى تفاقم تضخم الغذاء في جميع أنحاء العالم.

حثت وزارة الصناعة والتجارة منتجي الأسمدة الروس على خفض الكميات للمزارعين، بسبب مشاكل التسليم مع شركات الخدمات اللوجستية الأجنبية، وفقاً لبيان صدر يوم الجمعة. تعد روسيا، التي تواجه عقوبات دولية متزايدة منذ غزو أوكرانيا الأسبوع الماضي، مصدراً رئيسياً منخفض التكلفة لكل أنواع مغذيات المحاصيل.

قال أليكسيس ماكسويل، المحلل في "بلومبرغ غرين ماركتس"، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "خسارة روسيا وحجم صادراتها الكبيرة سيكون بمثابة صدمة شديدة من جانب العرض للسوق".

ارتفاع أسعار الأسمدة يهدد بزيادة تكلفة الغذاء عالمياً

تضيف الخطوة الروسية حالة من عدم اليقين إلى السوق العالمية عندما يواجه المزارعون في البرازيل- أكبر مستورد للأسمدة في العالم- مشاكل بالفعل في الحصول على العناصر الغذائية للمحاصيل. تقود الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية الصادرات العالمية من فول الصويا والبن والسكر، لذا فإن احتمالات انخفاض توفر الأسمدة وارتفاع التكاليف قد تؤدي إلى تفاقم تضخم الغذاء. كما أن التهديد بإضراب السكك الحديدية في كندا، أكبر مورد للبوتاس في العالم، يزيد أيضاً من مخاطر حدوث اضطراب في الصناعة.

قفز مؤشر "أسعار الأسمدة في أمريكا الشمالية للأسواق الخضراء" بنسبة 10% يوم الجمعة إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر. صعدت أسعار اليوريا المشهورة للأسمدة النيتروجينية بنسبة 5% أخرى في نيو أورلينز هذا الأسبوع، بعد ارتفاعها القياسي بنسبة 29% للأسبوع المنتهي في 25 فبراير.

السلع الزراعية

عوامل متشابكة

كانت أسعار الأسمدة ترتفع بالفعل بسبب أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا التي أجبرت بعض المنتجين على خفض الإنتاج أو الإغلاق في بعض الحالات. يعتبر الغاز الطبيعي عنصراً أساسياً في صناعة الأسمدة النيتروجينية. كما أن أسعار الشحن المرتفعة والتعريفات الجمركية والطقس القاسي والعقوبات المفروضة على بيلاروسيا، والتي تمثل حوالي خمس الإمداد العالمي من البوتاس، تضيف أيضاً إلى ارتفاع الأسعار.

أسعار الأسمدة تقفز بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا

قال ماكسويل: "سيستغرق استبدال أحجامها ما يقرب من نصف عقد على أفضل تقدير، وفي بعض الحالات يكون شبه مستحيل، لأن روسيا مصدر كبير للمخزونات المعدنية الموجودة في عدد قليل من المواقع العالمية الأخرى".

قد يؤدي توقف الصادرات الروسية إلى ارتفاع التكاليف على المزارعين في جميع أنحاء العالم، مما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الغذاء، بعد أن وصلت الأسعار العالمية إلى مستويات قياسية بالفعل. ارتفع مؤشر أسعار الغذاء في الأمم المتحدة بنحو 4% إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في فبراير. ووفقاً لما ذكره ماكسويل، فإن روسيا هي أكبر مصدر لليوريا في العالم والثاني للبوتاس.