هل ستصمد "تويتر" بعد حظر ترامب؟

حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على تويتر يظهر معلقاً. كان لدى حساب الرئيس ما يقرب من 90 مليون متابع مقارنة بمتوسط ​​187 مليون مستخدم نشط يومياً يمكن تحقيق دخل منهم، وفقاً لتقارير "تويتر" في الربع الأخير 2020
حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على تويتر يظهر معلقاً. كان لدى حساب الرئيس ما يقرب من 90 مليون متابع مقارنة بمتوسط ​​187 مليون مستخدم نشط يومياً يمكن تحقيق دخل منهم، وفقاً لتقارير "تويتر" في الربع الأخير 2020 المصدر: بلومبرغ
 Tae Kim
Tae Kim

Tae Kim is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Barron's, following an earlier career as an equity analyst.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قامت شركة "تويتر"بشئ كان لا يُمكن تصوره في السابق. فلقد أغلقت حساب دونالد ترمب، وهو واحد من أكثر الحسابات الجاذبة للموقع. ولكنها بذلك تكون قد ألغت أيضاً حساباً لرئيس أمريكي يشغل منصبه حالياً.

بشيء كان يُعتقد في السابق أنه لا يمكن تصوره، فقد أغلقت أحد أكبر عوامل الجذب لها -حساب دونالد ترامب- وبذلك ألغت أيضاً رئيساً أمريكياً في منصبه.

ويتعلق السبب المنطقي وراء الحظر وسلامة العامة بموجة الحملات على المساحات الرقمية الجماهيرية التي يتجمع فيها الأنصار الأكثر تطرفاً لترامب، فيما يأتي هذا الحظر ردًا على أعمال العنف وإراقة الدماء في الهجوم على مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أُغلقت شبكة "بارلير" (Parler) الاجتماعية الوليدة من قبل عمالقة التكنولوجيا الذين اعتمدت عليهم الشبكة في الوصول إلى قاعدة مستخدميها. كما تم إزالتها من متاجر تطبيقات "غوغل"، و"آبل" فيما قررت "أمازون ويب سيرفيزس" التابعة لشركة "أمازون" إيقاف استضافة خدمة "بارليرز. ورغم مشروعية تلك الإجراءات، إلا أن التطورات الأخيرة توضح حجم القوة الذي تمتلكه هذه الشركات فيما يتعلق بحراسة المحتوى والمعلومات؛ كما تُظهر مدى استعدادهم لاستخدام هذه القوة، ما يفتح فصلاً جديداً في قصة عمالقة التكنولوجيا.

التصرف بمسؤولية

كانت تلك الإجراءات الشيء الصحيح الذي وجب القيام به. بل لم يكن هناك مفر منها مثلما قلت في الأسبوع الماضي، حتى وإن أثارت أسئلة أكبر حول شركات التكنولوجيا بصفتها الحكم على نوعية الخطاب، أو سلطت الضوء على الطبيعة التعسفية للمعايير والقواعد التي تحكم المحتوى في تلك الصناعة. إلا أن الدليل الذي لا جدال فيه هو أن الغوغاء الغاضبين استخدموا "فيسبوك"، و"تويتر"، و"بارلير" لتنسيق هجومهم في 6 يناير، وقال موقع "تويتر" إن أحد الأسباب الرئيسية لحظره الحساب يتعلق بانتشار المنشورات التي خططت لتجمعات مسلحة مستقبلاً بعد أحدث تغريدات لترامب. من الجيد أنه تم حظرهم لأن السماح لذات المتطرفين باستخدام المنصات الجماهيرية مرة أخرى من أجل التحريض على المزيد من العنف سيكون تصرفاً غير مسؤول، على ضوء أحداث الأسبوع الماضي.

تداعيات تجارية

مهما كانت هذه الخطوات مبررة، تواجه "تويتر" بشكل خاص تداعيات تجارية ملموسة. ففي السراء والضراء، سيحد حظر ترمب من نمو عدد المستخدمين وتفاعلهم، حيث أثارت تصريحاته ومنشوراته جدلاً كبيراً ونقاشاً محتدماً على المنصة في السنوات الأخيرة. وتتحدث الأرقام عن نفسها، فكان لدى حساب الرئيس ما يقرب من 90 مليون متابعاً مقارنة بمتوسط ​​187 مليون مستخدم نشط يومياً يمكن تحقيق دخل منهم، وفقاً لتقارير "تويتر" في الربع الأخير. وهدد العديد من أنصار ترمب بمغادرة "تويتر" احتجاجاً على حظر ترمب، فهل هذا الخلاص جيد؟ ربما. لكن المستثمرين قلقون بالفعل بشأن المخاطر، حيث انخفض سعر سهم الشركة بنسبة 4.5% منذ أحداث الشغب في يوم الأربعاء، ثم انخفض بنسبة 3.8% أخرى بعد ساعات من يوم الجمعة عقب الأنباء حول حظر ترامب.

مستقبل وعر

على عكس عمالقة التكنولوجيا الآخرين الذين اتخذوا موقفاً- بل ويتمتعون بميزانيات قوية وأعمال مزدهرة بشكل عام - تجاهد "تويتر" لإصلاح العديد من المشكلات الأساسية بدءاً من الافتقار إلى الابتكار إلى رداءة تقنية منصة الإعلانات والهفوات الأمنية. وعلاوة على كل ذلك، تعرض الرئيس التنفيذي جاك دورسي إلى انتقادات من شركة الاستثمار النشطة "إليوت مانجمنت". فرغم الانتعاش الأخير في سعر السهم منذ الصيف الماضي بسبب ازدياد التفاؤل في شأن تعافي الإعلانات، تواجه "تويتر" مستقبلاً أكثر وعورة حالياً. وبينما قد تساهم بشكل هامشي القيود المفروضة على منافسيه من أمثال "بارلر" في منع بعض مستخدمي ترامب من المغادرة، إلا أن ذلك لن يكون كافياً للتغلب على تحديات "تويتر".

تقليد خدمات المنافسين

إذاً ماذا يجب أن تفعل "تويتر"؟ تحتاج المنصة إلى جذب المزيد من المستخدمين من خلال تجاوز خدمات أساسية عبر تقديم مزايا مبتكرة وإيجاد طرق لتحقيق الأرباح من خلالها. لقد فشلت المنصة في القيام بأي من هذا خلال العقد الماضي، ولكي نكون منصفين، تحاول الشركة فعل ذلك خلال الشهور الأخيرة. ففي نوفمبر الماضي، أطلقت الشركة "فليتس" (Fleets)، وهو نسخة قريبة من ميزة "إنستغرام ستوريز" (Instagram Stories)، و"سناب تشات ستوريز" (Snapchat Stories). ولكن على ما يبدو أن الميزة لم تنطلق بعد. ومن واقع خبرتي، فإن جزءاً كبيراً من القصص الموجودة على "فليتس" هو مجرد لقطات شاشة من تغريدات فردية، ما يبدد الغرض من الميزة الجديدة. وتختبر "تويتر" أيضاً ميزة "سبيسز" (Spaces)، وهي غرفة الدردشة الصوتية. إلا أن ذلك يعد نسخاً أيضاً من منافسيها، وهذه المرة من المشروع الناشئ، "كلَب هاوس" (Clubhouse)، إلا أن نجاح هاتين الميزتين غير مضمون.

من يركب على ظهر من؟

وربما يكون الأمر الأكثر إحباطاً بالنسبة إلى مستثمري "تويتر" هو أن قاعدة مستخدمي الشركة هي التي تقود النمو السريع وراء الشركتين الناشئتين الهامتين "كلَب هاوس" المذكورة أعلاه، وخدمة النشرة الإخبارية المدفوعة عبر البريد الإلكتروني "سابستاك" (Substack). وحسب الروايات المتداولة، ربما تكون "تويتر" قد تأخرت كثيراً بالفعل عن كليهما. فمنذ أن ربطت حسابي على "تويتر" بـ"سابستاك" و "كلَب هاوس"، تلقيت إشعارات يومية متكررة تُظهر تدفقاً هائلاً لمستخدمي "تويتر" الذين أتابعهم بهدف الانضمام إلى منصات الشركتين الناشئتين. هذا ليس مجرد كلام شفهي أيضاً؛ بل توفر رسائل البريد الإلكتروني لـ"سابستاك" وتطبيق "كلَب هاوس" عبر نقرة واحدة الاشتراك أو متابعة هذه الحسابات الجديدة.

في الحقيقة هم يركبون على ظهر "تويتر" مجاناً من أجل زيادة اشتراكاتهم. وفي غضون عام، قد يتحسر مساهمو "تويتر" مرة أخرى على فقدان الشركة فرص النمو في هذين المجالين المربحين اللذين كان من المفترض أن تهيمن عليهما "تويتر".

في نهاية المطاف، تنبغي الإشادة بـ "تويتر" لوضعها المصلحة العامة فوق أرباحها، إلا أن مستقبلها الرمادي فعلياً أصبح الآن أكثر تعقيداً.