النفط يقفز إلى 130 دولاراً مع استعداد أمريكا وبريطانيا لحظر واردات روسيا

مخاوف في الأسواق من نقص إمدادات النفط
مخاوف في الأسواق من نقص إمدادات النفط المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها في وقت تتوارد فيه الأنباء عن خطط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لحظر واردات النفط الروسية، فيما أعلنت شركة "شل" العملاقة للنفط أنها ستوقف أيضًا عمليات الشراء من البلاد.

تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت 132 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 128 دولارًا.

تستعدّ إدارة بايدن لفرض حظر على واردات الولايات المتحدة من الطاقة الروسية بحلول يوم الثلاثاء، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. سيشمل الحظر النفط الروسي والغاز الطبيعي المسال والفحم، وفقًا لشخصين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما. قال شخص مطلع على الأمر إنّ المملكة المتحدة تخطط للتخلص التدريجي من جميع واردات النفط الروسي.

ساعدت الزيادة الكبيرة في أسعار النفط على ارتفاع أسعار بيع التجزئة للوقود حول العالم. سجّل البنزين مستوى قياسياً في الولايات المتحدة، وفقًا لجمعية السيارات الأمريكية، كما ارتفعت أسعار الديزل الأوروبية أيضًا، مما يؤكد التأثير التضخمي لارتفاع تكاليف الطاقة.

قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي" (CIBC Private Wealth Management)، إنه مع تجنب المشترين بالفعل للنفط الروسي إلى حد كبير، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رمزية. لكن العقوبات الرسمية تشير إلى "صراع طويل الأمد"، وسيكون لها "تداعيات هائلة" على سوق الطاقة على المدى الطويل.

توقعات الأسعار

قالت "شل" إنها ستتوقف عن شراء الخام الروسي في السوق الفورية ولن تجدد عقودها الآجلة ما لم توجه الحكومات بخلاف ذلك. وقالت أيضاً إنها ستغير سلسلة إمدادها بالنفط الخام لإزالة الكميات الروسية، رغم أن ذلك قد يستغرق بضعة أسابيع، وسيؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في بعض مصافيها.

تسبب ارتفاع أسعار النفط منذ غزو روسيا لأوكرانيا في رفع بعض الأسماء الرئيسية في "وول ستريت" لتوقعات الأسعار، إذ ترى مجموعة "غولدمان ساكس" الآن أن متوسط سعر خام برنت عند 135 دولارًا هذا العام، ارتفاعًا من 98 دولارًا سابقًا. وقال "جيه بي مورغان" إنّ خام برنت قد يرتفع إلى 185 دولارًا بنهاية هذا العام إذا استمرت الظروف الحالية. قالت مجموعة "يو بي إس" إنها ترى 125 دولارًا حداً أقصى للأسعار، لكنها قد تصل إلى 150 دولارًا في حالة الحرب الطويلة.

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية إنّ الوكالة يمكنها الإفراج عن إمدادات إضافية لتهدئة الأسعار إذا احتاجت إلى ذلك، وإنها أصيبت بخيبة أمل من إجراءات المنتجين لتثبيت إنتاج النفط الخام حتى الآن.

وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في شركة "إنيرجي أسبكتس" الاستشارية، في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ": "قد نحصل على بعض التصحيحات السعرية في الطريق، لكن في النهاية يتجه السعر نحو الأعلى". "أودّ أن أقول إنك بحاجة إلى 150 دولارًا على الأقل إنّ لم يكن أعلى للتباطؤ المادي في نمو الطلب".

حذّر الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، من أن العالم ليس لديه طاقة إنتاج نفطية كافية لتحل محل مساهمة روسيا في أسواق النفط الخام، وفقًا لتصريحات في أسبوع كامبريدج لأبحاث الطاقة الذي نظمته "S&P غلوبال" في هيوستن. وفي نفس الحدث، قال الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون"، مايك ويرث، إنه لا يوجد دليل على نقص مادي في أسواق النفط أو الغاز حتى الآن.

تصدّعات السوق

بدأ بعض التصدعات يظهر عبر أسواق النفط، إذ بدأت التكاليف المرتفعة في الظهور. يقلل صانعو البلاستيك في آسيا من إنتاجهم، فيما تدرس المصافي في المنطقة تخفيضات في التكرير.

ارتفعت تكلفة الشحن كذلك، مما زاد الضغط المتزايد على مصافي التكرير التي تعافت للتو من الوباء.

لا يزال الديزل هو ركن السوق الذي يظهر أقصى درجات الضيق، لا سيما في أوروبا. يدفع التجار علاوة تزيد على 100 دولار للطن للعقود الآجلة لزيوت الغاز منخفض الكبريت في بورصة انتركونتينتال مقارنة بعقد أبريل، وهو مستوى غير مسبوق، في وقت تبرز فيه ارتفاع الأسعار الفورية عن العقود العقود الآجلة.