بعد 16 عاماً من الانتظار.. "فالي" تربح رهانها الكبير على النيكل

النيكل يصعد بمستويات غير مسبوقة
النيكل يصعد بمستويات غير مسبوقة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حوّلت زيادة غير مسبوقة في أسعار النيكل، نتيجة الحرب في أوكرانيا، محفظة من المناجم، كانت ذات يوم متناثرة ومبعثرة، إلى مجموعة من الأصول الثمينة.

في ذروة دورة صعود أسعار السلع الأولية الفائقة خلال العقد الأول من الألفية، راهنت شركة خام الحديد البرازيلية العملاقة "فالي" (Vale) بقيمة 17 مليار دولار على معدن يستخدم بالأساس في صناعة الصلب المقاوم للصدأ.

وكان شراء شركة تعدين النيكل الكندية "إنكو" (Inco)، الذي أعلن عنه في عام 2006، جزءاً من أهداف الرئيس التنفيذي آنذاك روغر أغنيللي في تحويل شركة "فالي" إلى شركة عالمية متعددة الأغراض من الوزن الثقيل، في وقت بدا فيه أنَّ نهم الصين على المواد الأولية لا يتوقَّف.

مع تحول رواج معدن النيكل إلى "هرولة جامحة" في أوائل 2007؛ بدا أنَّ جرأة "أغنيللي" في المزايدة على مناجم شركة "إنكو"، المنتشرة في كندا والبرازيل وإندونيسيا و نيوكالدونيا، كانت فكرة عبقرية فريدة في نوعها. غير أنَّ الأسعار انهارت بعد ذلك، وتحوّلت "غزوة" النيكل بسرعة إلى عقبة تعترض طريق "فالي".

اقرأ أيضاً: "النيكل" يشعل المنافسة بين كبار اللاعبين وسط رهان على ارتفاع الطلب

في مقابلة، يوم الثلاثاء، قال خوسيه كارلوس مارتينز، وهو مسؤول كبير سابق لدى شركة "فالي": " كان حلم ليلة صيف؛ فقد تراجعت الأسعار حتى اقتربت من تكلفة الإنتاج لعدة سنوات".

غير أنَّ حظوظ النيكل بدأت تتغير، إذ أصبح المعدن مكوّناً أساسياً في البطاريات القابلة لإعادة الشحن. ومع اكتساب ثورة السيارات الكهربائية قوة دافعة؛ تشهد سوق النيكل المستخدم في صناعة البطاريات نقصاً في المعروض، حتى ارتفعت قيمة تلك المناجم، التي تم الاستحواذ عليها ضمن صفقة "إنكو".

ثم جاء غزو أوكرانيا الذي حلقت معه أسعار النيكل بمعدلات صاروخية، إذ جعلت المخاوف بشأن الإمدادات من روسيا، المشترين عرضة لضغوط تاريخية.

اقرأ أيضاً: نقص حاد في إمدادات النيكل ومخزونات بورصة لندن تواصل التراجع

قد لا يكون صعود النيكل لفترة قصيرة متجاوزاً 100 ألف دولار للطن المتري في بورصة لندن للمعادن أمراً مستداماً، لكنَّ شركة "فالي"، باعتبارها ثاني أكبر شركة في إنتاج المعدن في العالم، من المرتقب أن تستفيد من المخاوف التي تحيط بالإمدادات من شركة "إم إم سي نوريلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) الروسية، وهي أكبر شركة لإنتاج النيكل في العالم.

وفقاً لتقديرات دانيال ساسون، المحلل لدى شركة "إيتاو بي بي إيه" (Itau BBA)؛ فإنَّ كل تغيّر بقيمة 10 آلاف دولار في سعر النيكل يُترجم إلى 1.8 مليار دولار في أرباح شركة "فالي". يترتب على ذلك زيادة قيمة الأصول التي كانت الشركة فعلاً تدرس فصلها، في محاولة لتحرير القيمة الكامنة فيها، والتي حسبتها الشركة في الشهر الماضي عند 40 مليار دولار.

يعد صعود النيكل المثير خلال الأسبوع الحالي، علامة لشركة "فالي" كي تسير قدماً في طريق فصل نشاط المعادن الأساسية، وفق تصريحات "ماتينز"، الذي يعمل حالياً كشريك إداري لدى شركة "نيليكس كونسالتيغ ماينينغ أند ميتالز" (Neelix Consulting Mining & Metals)، وقال: "إنَّه الوقت المناسب لاتخاذ خطوة جريئة تتعلق بمعدن النيكل".

اقرأ أيضاً: تسينغشان.. ملك النيكل يراهن على مستقبل أخضر في صناعة البطاريات

ربما تساعد اضطرابات أسواق النيكل في الأسبوع الماضي شركة "فالي" على ترويج مزايا محفظتها من المعادن الأساسية، التي تتعافى من سلسلة من التراجعات التشغيلية في كندا والبرازيل. وربما تؤدي زيادة الأسعار إلى تسريع إنجاز مشروع مشترك جديد في إندونيسيا.

في حديث هاتفي بشأن الربحية يوم 25 فبراير الماضي؛ قالت ديشني نيدو، رئيسة الشركة الجديدة المختصة بالمعادن الأساسية: إنَّ "فالي تستطيع أن تصنع السحر. فلدينا الأصول الصالحة، وقاعدة موارد لا تضاهى في مناطق قوية مع خبرة تقنية تستطيع تحرير سلسلة القيمة لتلبية هذا النمو في معدلات الطلب".