"ريو تينتو" للتعدين بصدد قطع العلاقات التجارية مع الشركات الروسية

لافتة على الحائط بجوار مدخل مكاتب "ريو تينتو" في لندن، المملكة المتحدة.
لافتة على الحائط بجوار مدخل مكاتب "ريو تينتو" في لندن، المملكة المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انضمت مجموعة "ريو تينتو" (Rio Tinto) إلى صفوف الشركات متعددة الجنسيات التي تغادر روسيا في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، مما يثير الشكوك حول مصير مشروع الألومينا المشترك مع شركة "يونايتد روسال إنترناشونال".

قال متحدث باسم شركة التعدين العالمية في بيان عبر البريد الإلكتروني اليوم الخميس: "ريو تينتو بصدد إنهاء جميع العلاقات التجارية التي تربطها بأي شركة روسية".

تقوم الشركة، التي يقع مقرها في لندن، بتشغيل مشروع "كوينزلاند ألومينا" (Queensland Alumina) المشترك مع "روسال"، التي تمتلك حصة 20%.

أوضح المتحدث أن "ريو" تقيّم خياراتها فيما يتعلق بشراكتها مع "روسال"، في حين يؤكد مجدداً بيان صدر الأسبوع الماضي بأن الشركة لديها "الهياكل المناسبة" لضمان عدم تعطيل عمليات "كوينزلاند ألومينا".

يعد قرار شركة التعدين العالمية هو الأحدث في موجة تحركات الشركات لقطع العلاقات مع روسيا.

من جهة أخرى، أعلنت شركة "أمازون" يوم الثلاثاء أنها أوقفت شحن المنتجات المبيعة على موقعها للبيع بالتجزئة للعملاء المقيمين في روسيا، في حين أغلقت شركة "ماكدونالدز"مؤقتاً جميع منافذها البالغ عددها 850 فرعاً في روسيا.

كما تنسحب شركات النفط العملاقة بما في ذلك "شل" و "بريتش بتروليوم" و "إكسون موبيل" من العمليات في روسيا.

قالت شركة "ريو" إنه ليس لديها أصول تشغيلية أو موظفون في روسيا أو أوكرانيا.

أنهت أسهم "ريو" جلسة التداول في سيدني على انخفاض 7.7% عند مستوى 110.61 دولار أسترالي.

أزمة الألمونيوم

يمكن أن يضاف إعلان ريو إلى الأزمة التي ضربت سوق الألمنيوم، خاصة في ظل تداوله عند مستويات سعرية قياسية بالفعل، إذا ما قُلص توريد "روسال" للألومينا من "كوينزلاند ألومينا".

تواجه روسيا، التي تُعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للألمنيوم خارج الصين، ضغوطاً على الإنتاج بعد أن أوقفت "روسال" الشحنات من مصنع للألومينا في أوكرانيا، يوفر المواد الأولية لمصاهرها في روسيا.

حققت "ريو" عائدات بقيمة 12.4 مليار دولار من أعمالها في الألمنيوم خلال عام 2021، بما في ذلك من "كوينزلاند ألومينا"، مما يجعلها ثاني أكبر مصدر لعوائد الشركة بعد خام الحديد.

قال بيتر أوكونور محلل التعدين في "شو آند بارتنرز" (Shaw & Partners): "قد يُبقي تحرك ريو الوضع متأزماً في سوق الألمنيوم حتى تتكيف التدفقات التجارية".

في غضون ذلك، تدرس "إن بلس غروب إنترناشيونال" (En + Group International) المالكة لـ 57% من "روسال" تحويل عملياتها الدولية إلى شركة جديدة بدون مساهمة مستثمرين روس، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

الشركة الأم لعملاقة الألمنيوم "روسال" تدرس فصل أصولها الدولية

يعد الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا هو مالك الأغلبية في "إن بلس" وكان أيضاً مؤسس "روسال" في تسعينيات القرن الماضي، كما يخضع للعقوبات الأمريكية منذ 2018.

عزل بوتين

سيكون من الصعب على "ريو" التوقف عن استخدام منتجات من روسيا في عمليات النحاس بمنجم "أويو تولجوي" (Oyu Tolgoi) في منغوليا. وفق ما نقلته "رويترز" عن بولد باتار، رئيس أعمال النحاس بالمجموعة، قوله خلال مؤتمر في هيوستن أمس الأربعاء.

من جانب آخر، قال دان غوشر، مدير شؤون المناخ والبيئة في "مركز أستراليا لمسؤولية الشركات" المعني بتوعية المساهمين، عبر الهاتف، إنه بينما من غير المرجح أن يكون لإعلان "ريو" يوم الخميس، تأثير مادي كبير على صافي أرباحها، إلا أنه ما يزال موضع ترحيب.

"ألكوا" توقف تعاملها مع روسيا فيما يتقدم غزوها لأوكرانيا

أوضح غوشر " تطبيق هذه الأنواع من العقوبات والعراقيل الاقتصادية هو السبيل الوحيد لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. نعلم أنه يتلقى دعماً هائلاً من الأوليغارشية والشركات المحيطة به، و(روسال) بالتأكيد واحدة من تلك الشركات".

قالت شركة أسترالية أخرى "ورلي ليمتد" (Worley Ltd)، لتقديم الخدمات، يوم الخميس، إنها بدأت في سحب خدماتها المقدمة في روسيا ولن تدخل في إبرام عقود جديدة.