المخاوف التنظيمية تعود وتضرب أسهم الصين من جديد

شخص يمشي أمام "إكستشينج سكوير" ولوحات عرض بيانات بورصة هونغ كونغ.
شخص يمشي أمام "إكستشينج سكوير" ولوحات عرض بيانات بورصة هونغ كونغ. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية لمستويات قياسية منخفضة جديدة، لتتبع نظيرتها الأمريكية التي سبقتها بليلة واحدة، وسط تجدد المخاوف التنظيمية لدى المستثمرين الذين شهدوا تقلبات أسعار شديدة هذا الأسبوع.

انخفض مؤشر "هانغ سينغ لقطاع التكنولوجيا" في هونغ كونغ 8.9% ليقترب من تسجيل أكبر انخفاض منذ إطلاقه في يوليو 2020. وتصدرت أسهم شركتي "جيه دي دوت كوم" (JD.com) و"تريب دوت كوم غروب" (Trip.com Group) قائمة الأسوأ من حيث الأداء، بينما انخفض مؤشر "هانغ سنغ العام" 3.9% ليقترب من تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2020.

تتزامن عمليات البيع التي شهدتها تداولات يوم الجمعة مع تحديد "لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية" هذا الأسبوع 5 شركات صينية قد تتعرض للشطب في حالة فشلها في الامتثال لمتطلبات التدقيق. وقد انخفض مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China) %10 بين عشية وضحاها؛ ليسجل أكبر انخفاض منذ أكتوبر 2008 رغم إعلان "هيئة الأوراق المالية الصينية" عن تعاونها مع الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة.

"الدببة" تحكم قبضتها على سوق الأسهم الصينية

ورغم استبعاد المحللين الشطب في المدى القريب، لكن أثارت الأخبار قلق المستثمرين، خاصة بعد حملة بكين القمعية التي استمرت عاماً، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، ليتراجع مؤشر شركات التكنولوجيا الصينية بأكثر من 60% منذ ذروته في فبراير 2021.

قال في سيرن لينغ كبير محللي "يونيون بانكير برايفي" (Union Bancaire Privee): "الزعم بأن البيع بسبب المخاوف من شطب شهادات الإيداع الأمريكية ليس منطقياً، لأنه لا يوجد شيء جديد لم يتم الإعلان عنه مسبقاً، لكن المعنويات ضعيفة للغاية، وقد يوفر البيع العشوائي فرصة جيدة للمستثمرين على المدى الطويل".

تعرضت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ والصين لنوبة جديدة من التقلبات هذا الأسبوع مع تذبذب الأسعار بشكل حاد على مدار اليوم. ويبدو أن حملة بكين على الشركات الخاصة قد اشتدت مؤخراً، بعد مطالبة السلطات منصات توصيل الطعام بخفض الرسوم المفروضة على المطاعم وتحذيرها من مخاطر الاستثمار في المنتجات المرتبطة بتقنية "ميتافيرس".

اتخذت توقعات الأسهم في هونغ كونغ منعطفاً أسوأ هذا الأسبوع، بعد إعلان "صندوق الثروة السيادي النرويجي" استبعاده شركة "لي نينغ" (Li Ning) من استثماراته بسبب مخاطر مساهمة شركة صناعة الملابس الرياضية في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانغ الصينية، ما أثار مخاوف بشأن احتمال تراجع مستثمرين استراتيجيين آخرين.

مؤشر قطاع التكنولوجيا الصيني يبحث عن قاع جديد

قال أليكس وونغ مدير إدارة الأصول في "أمبل كابيتال" (Ample Capital) على تلفزيون بلومبرغ يوم الجمعة: "أعتقد أن الناس قلقون للغاية من تخارج الأموال الأجنبية من الصين لوجود حالة واحدة فقط (لي نينغ).. لا جديد تماماً على السوق، وبالطبع ما تزال المخاطر التنظيمية قائمة".

في ضربة أخرى للمستثمرين في مجال التكنولوجيا، أوقفت "ديدي غلوبال" (Didi Global) الاستعدادات لإدراجها المزمع في هونغ كونغ، بعد فشلها في استيفاء مطالب الجهات التنظيمية الصينية وإصلاح أنظمة تعاملها مع بيانات المستخدمين الحساسة، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر. وكانت شركة تقديم خدمات النقل التشاركي واحدة من أكبر أهداف حملة قمع شركات التكنولوجيا العام الماضي.

تزامن ذلك مع تراجع مؤشر "سي إس أي 300" (CSI 300) الصيني 2.4% ليزيد خسائر الأسبوع لتصل إلى نحو 7%. ورغم إعلان المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني عن تخفيضات ضريبية، ودعم مالي لحكومات الأقاليم المحلية بهدف تعزيز الاقتصاد يوم الجمعة، استمر الأداء السلبي لمؤشر الأسهم، في طريقه لتسجيل أسوأ أداء منذ عام 2008.