قيود أوروبا على واردات الصلب من روسيا تكثف الضغوط على الصناعة

قطعتان من الحديد المشغول على الساخن (HBI) في مصنع تعدين ومعالجة خام الحديد تديره شركة "ميتالوإنفست هولدينغ" في جوبكين، روسيا
قطعتان من الحديد المشغول على الساخن (HBI) في مصنع تعدين ومعالجة خام الحديد تديره شركة "ميتالوإنفست هولدينغ" في جوبكين، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه أوروبا إلى حظر استيراد منتجات الحديد والصلب الروسية الرئيسية، بما يرفع المخاطر بالنسبة إلى صناعات تتعرض فعلاً للضغوط من صعود أسعار الطاقة في أعقاب غزو أوكرانيا.

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين يوم الجمعة خطط استهداف شحنات روسية كانت قد منعت فعلياً بمقتضى عقوبات فرضت على أباطرة صناعة الصلب. ولم تفصح عن تفاصيل أخرى.

قد تضم قائمة أكثر المتضررين من هذا الإجراء أفران القوس الكهربائي (أفران صهر الحديد) التي تعتمد على قوالب الحديد الروسي المضغوطة على الساخن لصناعة الصلب مرتفع الجودة اللازم لشركات صناعة السيارات.

استأنفت أسعار الصلب في أوروبا فعلاً تسجيل ارتفاعات قياسية، حيث اختنقت حركة التصدير من روسيا وأوكرانيا نتيجة للحرب. تمثل روسيا نحو خمس الصادرات المتجهة إلى أوروبا.

اقرأ أيضاً: هل اقترب عصر أمجاد خام الحديد من الانتهاء؟

ستعزز الجولة الأخيرة القيود الناتجة عن قرارات طواعية لوقف استيراد الصلب من روسيا، إذ يهدد أكبر نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الرخاء الاقتصادي.

قال ماتيو واتكينز، محلل رئيسي لدى شركة الاستشارات "سي آر يو غروب": "تعطي هذه القيود طابعاً رسمياً فقط لما يحدث فعلاً في السوق. وهي تثبت بدرجة ملموسة أكثر بأن هذه الأوضاع ليست قصيرة الأمد".

استهدفت العقوبات بالفعل مليارديرات روس مما أدى إلى وقف بعض الصادرات. وقالت شركة "سيفرستال" (Severstal) إنها أوقفت مبيعاتها إلى أوروبا بعد أن فرضت عقوبات على مالكها أليكسي مارداشوف في الشهر الماضي.

أضيف إلى قائمة العقوبات المختلفة أيضاً أكبر مساهم في شركة "إفراز" (Evraz) رومان أبراموفيتش، وأليشير أوسمانوف من شركة "ميتالوينفست" (Metalloinvest)، ومالك شركة "ماغنيتوغورسك أيون & ستيل ووركس" (Magnitogorsk Iron & Steel Works) فيكتور راشنيكوف.

حتى الآن، لم تفرض عقوبات على فلاديمير ليسين، الملياردير الذي يرأس أكبر شركة لإنتاج الصلب في روسيا "نوفولايبتسك ستيل" (Novolipetsk Steel) – التي تمتلك حصصاً في مصانع ببلجيكا وإيطاليا و الدنمارك وفرنسا.

تعتبر روسيا مورداً هاماً للسلع الوسيطة والخامات مثل الأحجار وخام الحديد والبيليت، التي تستخدمها المصانع الأوروبية في إنتاج سلع نهائية. وإذا فرض حظر عليها، ستتعرض هذه المصانع لضغوط عنيفة.

قال واتكينز: "لا يوجد بديل واضح حقاً؛ فنحن نرى مصانع الاتحاد الأوروبي وهي تحاول وتشتري الأحجار من إندونيسيا، وهي ليست مصدراً كبيراً لها".

سيؤدي ذلك إلى مضاعفة أزمات مصانع الصلب التي اضطرت فعلاً إلى خفض الإنتاج في مواجهة صعود أسعار الكهرباء.

مع انخفاض الإمدادات، قد تقفز أسعار الحديد المدرفل على الساخن المعيارية حتى تصل إلى 1500 يورو للطن إذا احتدمت الحرب في أوكرانيا، بحسب محللي "بلومبرغ إنتيلجنس" ومن بينهم غرانت سبور.

يقول سبور إن هذه الإمدادات لن تكفي لإنقاذ كثير من أفران القوس الكهربائي (أفران صهر الحديد) في أوروبا، التي قد تضطر إلى الإغلاق بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء.

معادن أساسية