مديرو الصناديق يفرّون من سوق الأسهم الصينية رغم انخفاضها 75%

أشخاص يتجولون في منطقة لوجياتسوي المالية المطلة على نهر هوانغبو في شنغهاي، الصين، بتاريخ 27 فبراير 2022
أشخاص يتجولون في منطقة لوجياتسوي المالية المطلة على نهر هوانغبو في شنغهاي، الصين، بتاريخ 27 فبراير 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشعر مديرو الصناديق بالريبة إزاء شراء الأسهم الصينية لأن الصلات الوطيدة للبلاد مع روسيا، والقيود المشددة المرتبطة بوباء كوفيد-19، وعدم الوضوح حيال نهاية التدابير التنظيمية الصارمة، تطغى على فرصة الشراء بسعر متدنٍّ بعدما هبطت الأسهم 75% من أعلى مستوياتها.

يتردد أغلب المستثمرين الذين أجرت "بلومبرغ" مقابلة معهم في التوغل في السوق، حتى مع تراجع قيم الأسهم إلى أدنى مستوياتها منذ ما يزيد على عقد من الزمان. يعتزم البعض منهم الاحتفاظ بمراكزهم الاستثمارية الحالية، بيد أن القليل منهم يطمح إلى تعزيزها.

وقال جون بلاسارد، وهو مدير في شركة "ميرابود آند سي": "ما زلنا نتفادى سوق الأسهم الصينية. توجد علامات استفهام كثيرة"، مضيفاً أن الشركة باعت استثماراتها في سوق الأسهم الصينية السنة الماضية ولم تعُد إليها.

اقرأ أيضاً: "مورغان ستانلي" يخفض توقعاته لنمو اقتصاد الصين إلى "صفر" بالربع الحالي

هبط مؤشر "ناسداك غولدن دراغون"، موطن شركات من نوع مجموعة "علي بابا" القابضة و"بايدو" و"نيت إيز" (NetEase Inc) بنسبة بلغت 11.7% في يوم الاثنين، وتراجع بنسبة 29% في أثناء الجلسات الثلاث الماضية، ليبلغ أدنى مستوى له منذ شهر يوليو عام 2013. هبطت الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ أيضاً لتسجل أسوأ أداء لها خلال يوم واحد منذ الأزمة المالية العالمية في سنة 2008.

جاء التراجع عقب تصريح لمسؤولين أمريكيين بأن روسيا طلبت من الصين تقديم مساعدة عسكرية في حربها ضد أوكرانيا. نفت الصين هذا التصريح، بيد أن المضاربين يشعرون بالقلق من أن أي عملية فرض عقوبات ضد بكين قد تسفر عن تفاقم معوقات سلاسل الإمداد وتلحق الضرر بالنمو الاقتصادي العالمي.

تقول جيان شي كورتيزي، التي تدير صناديق الأسهم الصينية والآسيوية في شركة "غام إنفستمنت"، إنّ المخاوف من توسيع العقوبات الروسية لتمتد إلى الصين تضع ضغوطاً على سوق الأسهم الصينية. وتتوقع أن نقطة التحول ستأتي فقط في حال "استنفاذ" عمليات البيع لشهادات الإيداع الأمريكية والتوصل إلى تسوية للموقف في أوكرانيا.

ورفضت كورتيزي التعليق على أي تعديلات في محفظة الأصول لدى شركة "غام".

اطلع على التطورات الاقتصادية العالمية المتفاعلة مع الأزمة الروسية-الأوكرانية

في هذه الأثناء، خفّض محللو "جيه بي مورغان تشيس" أمس الاثنين تصنيف 28 من الأسهم الصينية المتداولة في بورصات الولايات المتحدة وهونغ كونغ، مشيرين إلى تغير الأوضاع في ظل أخذ المستثمرين المخاطر الجيوسياسية والمخاوف المتنامية حيال مخاطر الإجراءات التنظيمية في الحسبان.

تضررت ثقة المستثمرين أيضاً من الإغلاق الناجم عن تفشي وباء كوفيد في منطقة شنتنش، وهي مركز تكنولوجي كبير خارج هونغ كونغ مباشرة، واقعة في مقاطعة جيلين الشمالية.

وقال جوليان لافارج، كبير الخبراء الاستراتيجيين في السوق لدى مصرف "باركليز برايفت بنك": "سيحتاج المستثمرون على الأرجح إلى مدة زمنية طويلة من الهدوء قبل الرجوع بأعداد ضخمة إلى البلاد"، لافتاً إلى أنه "في ظل وجود عوامل عديدة تضع ضغوطاً متجددة على أسواق الأسهم الصينية فإن مشاهدة أداء الأصول المحلية أقل من أداء نظراء عديدين على مستوى العالم لا يُعَدّ أمراً مفاجئاً".

تصفية الأصول

من النادر أن يجري تداول مؤشر "ناسداك غولدن دراغون" أقل من "مؤشر ستاندرد آند بورز 500". وبتقييم عند 14 ضعفاً للأرباح الآجلة حالياً فإنّ مقياس الأسهم الصينية قد بلغ أدنى مستوى له منذ عام 2008 مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500". ووفقاً لبيتر كيسلر، مدير محفظة أصول في شركة "تريوم كابيتال" (Trium Capital)، فإنّ ذلك يجعل الوقت الحالي ملائماً لزيادة الاستثمار في شركات التكنولوجيا الصينية.

يقول كيسلر: "نزيد حيازاتنا حالياً، إذ نرى تصفية للمراكز الاستثمارية". ويضيف: "لدي اعتقاد بأن تراجع الأسهم الروسية إلى مستوى الصفر قد أثار الذعر لدى كثير من المستثمرين الذين يتوقعون حالياً مخاطر ليست بسيطة يمكن أن تحدث في الصين".

يزيد زيادونغ باو، مدير صندوق الأسواق الناشئة في شركة "إيدموند دي روثتشايلد أسيت مانجمنت" (Edmond de Rothschild Asset Management)، مراكزه الاستثمارية ببطء، بيد أنه يرى أن بلوغ الوضع الإيجابي مسألة سابقة لأونها في ظل تعدد الأمور حولنا حالياً.

في غضون ذلك، لا يفعل أغلب مديري الصناديق شيئاً، وذلك على الأقل في الوقت الحالي.

وقالت شركة "بوكوم إنترناشيونال" في رسالة إنّ "استغلال تراجع الأسعار بشدة لا يزال أمراً من قَبيل الاستعجال" في بورصة هونغ كونغ، حتى في ظل بروز بعض علامات على الاستسلام في سوق الأسهم هناك.

آسيا والمحيط الهادئ