"أوبك" تُبقي على توقعات نمو طلب النفط عند 4.2 مليون برميل يومياً في 2022

المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أبقت منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، على توقُّعات نمو الطلب العالمي على النفط في العام 2022 دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يومياً لتصل إلى متوسط 100.9 ملايين برميل يومياً، نظراً لارتفاع عدم اليقين، وتسارع وتيرة التطورات الجيوسياسية في الأسابيع الأخيرة، وفق بيانات التقرير الشهري الصادر اليوم الثلاثاء عن المنظمة.

روسيا تعزز إنتاجها النفطي في فبراير دون تلبية حصتها في تحالف "أوبك+"

توقَّعت المنظمة ارتفاع نمو الطلب على نفطها 100 ألف برميل يومياً في 2022 ليصل إلى متوسط 29 مليون برميل يومياً، في حين رجحت أن يبقى نمو المعروض من خارجها لعام 2022 دون تغيير، بواقع 3.02 مليون برميل يومياً، ليصل بذلك متوسط إجمالي المعروض إلى 66.59 مليون برميل يومياً.

زيادة الإنتاج

أكدت المنظمة أنَّ إنتاج الدول الأعضاء في "أوبك" زاد 440 ألف برميل يومياً في فبراير إلى متوسط 28.47 مليون برميل يومياً.

توقعات بتمسك "أوبك+" بخطط الضخ البطيء للنفط رغم الأزمة الروسية الأوكرانية

في شهر فبراير الماضي، عدّلت "أوبك" توقُّعات الطلب على نفطها لعام 2022، بزيادة قدرها 0.1 مليون برميل يومياً عن تقرير الشهر الماضي، ليرتفع الطلب المُتوقَّع إلى 28.9 مليون برميل يومياً، أي أعلى بمليون برميل عن عام 2021.

شهدت التقديرات الجديدة انخفاضاً طفيفاً بمقدار 10 آلاف برميل يومياً إلى حوالي 600 ألف برميل، ليبلغ متوسط هذه الإمدادات 63.6 ملايين برميل يومياً.

في الولايات المتحدة، تقلّص إجمالي الإنتاج في ديسمبر، على أساس شهري، بمقدار 200 ألف برميل يومياً. لكنَّه شهد زيادة على أساس سنوي بمقدار 150 ألف برميل يومياً في 2021 إلى 17.75 برميلاً يومياً. في حين تشير التقديرات إلى أنَّ إمدادات النفط من كندا وأستراليا انخفضت في الربع الرابع من 2021.

تراجعت العقود الآجلة في نيويورك بأكثر من 6% لتتداول دون 100 دولار لبرميل برنت، و96 دولاراً للخام الخفيف الأمريكي.

أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى في 13 عاماً

نفط

تجنب النفط الروسي

تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في اضطراب أسواق السلع من النفط الخام إلى الحبوب، مما أدى إلى تجنّب المشترين للنفط الروسي خوفاً من تعرضهم لعقوبات، على الرغم من أنَّ بعضهم يفكر في مصادر بديلة.

أشار تقرير المنظمة إلى أنَّ توقُّعات الطلب العالمي على النفط معرضة للتغيير خلال الأسابيع المقبلة مع وضوح الآثار بعيدة المدى للاضطرابات الجيوسياسية الحالية.

كما أبقت "أوبك" على توقُّعاتها بشأن نمو إمدادات النفط من خارج المنظمة عند 3 ملايين برميل يومياً في 2022، لكنَّها تظل خاضعة للمراجعة والتعديل خلال الأسابيع المقبلة بسبب الاضطرابات السياسية.

قالت المنظمة، إنَّ توقُّعات نمو إنتاج روسيا النفطي لن يتغير عند 960 ألف برميل يومياً ليصل إلى متوسط 11.76 مليون برميل، مشيرة إلى أنَّ التوقُّعات تخضع لدرجة عالية من عدم اليقين بسبب التوترات الجيوسياسية.

كما زاد إنتاج السعودية من النفط 141 ألف برميل في فبراير إلى 10.19 مليون برميل يومياً مقارنة بزيادة 54 ألف برميل في يناير.

الأزمة الأوكرانية

"الأحداث الجارية في أوروبا الشرقية إلى جانب المخاوف المستمرة بشأن كورونا تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وهيكلته بشكل كبير، على المستوى القصير؛ فإنَّ النمو الاقتصادي العالمي سيكون سلبياً"، بحسب التقرير.

تتوقَّع المنظمة أن تؤدي الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تأثير قوي على الاقتصاد العالمي، وارتفاع قوي لأسعار السلع الأساسية، مما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم والتي كانت عند مستويات مرتفعة في الأساس، وخاصة أسعار الغذاء، والتي تمثل تحدياً كبيراً للدول الناشئة ذات الدخل المنخفض.

كما تسهم الحرب في مزيد من الاختناقات لسلاسل التوريد والشحن العالمية، بما يؤثر على التجارة العالمية، وينتج عنه تراجع ثقة المستهلك والأعمال، ليس في أوروبا فقط؛ ولكن في جميع أنحاء العالم.

وبحسب التقرير؛ لم تشهد التقديرات الخاصة بكورونا تغييراً مادياً عن الشهر الماضي، مع توقُّعات بتأثير اقتصادي سلبي محدود للمتحور "أوميكرون" على العالم خلال الربع الأول من العام الجاري، مع الوضع في الحسبان مراجعة إمكانية عودة الإغلاقات مرة أخرى، مما يؤثر على النمو الاقتصادي، والطلب على النفط.

تحديات إضافية

رصد التقرير تحديات إضافية تتجاوز الصراع الجيوسياسي الحالي في دول أوروبا الشرقية، واستمرار تداعيات كورونا، ومنها اضطرابات سلسلة التوريد، ونقص العمالة في أجزاء مختلفة من العالم، خاصة في قطاع الخدمات واللوجستيات، بالتزامن مع ارتفاع مستمر في معدلات التضخم.

نظراً لتعقيد الوضع، وصعوبة التمكّن من فهم النتائج بشكل شامل من هذا الصراع؛ تظل توقُّعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 دون تغيير عن الشهر الماضي عند 4.2%. يأتي ذلك بعد تقدير طفيف للنمو، وهو مُعدَّل بالزيادة لعام 2021، والذي يبلغ الآن 5.7% مقارنة بـ 5.6% في الشهر السابق.