"سيتي" قد يتكبد 1.5 مليار دولار جرّاء انسحابه من روسيا

مقر "سيتي غروب" في نيويورك، الولايات المتحدة
مقر "سيتي غروب" في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يواجه "سيتي غروب" (Citigroup) ضربة لأرباح أعماله في روسيا تُقدَّر بنحو 1.5 مليار دولار مع توسيع العملاق المصرفي لانسحابه من البلاد، وفقاً لمحللين لدى شركة "ويلز فارغو أند كو" (Wells Fargo & Co).

قال محللو "ويلز فارغو" بقيادة مايك مايو، في مذكرة للعملاء يوم الاثنين "سيتي غروب"، الذي يقع مقره في نيويورك، سيُضطَرّ على الأرجح إلى شطب جزء من صافي استثماره البالغ مليار دولار في شركته الفرعية الروسية، وتخصيص أموال إضافية لخسائر قروض لمستهلكين ولشركات روسية. قال بنك "سيتي غروب"، الذي يتمتع بأكبر وجود في روسيا لبنك أمريكي، إنه سيوسع نطاق انسحابه بما يتجاوز الخطط المعلنة سابقاً للتخلص من عمليات المستهلكين هناك.

9.8 مليار دولار حجم تعرُّض "سيتي غروب" لروسيا

قال إدوارد سكايلر، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة العالمية، تعليقاً على الموضوع في بيان يوم الاثنين: "قرّرنا الآن توسيع نطاق عملية الخروج تلك لتشمل خطوط أعمال أخرى، ومواصلة تقليل عملياتنا المتبقية وانكشافنا. سيستغرق تنفيذ هذا القرار وقتاً نظراً إلى طبيعة عمليات الخدمات المصرفية والمالية".

كان البنك قد أعلن الأسبوع الماضي أنه كان يقيّم العمليات في البلاد بعد أن تسبّب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا في فصل الاقتصاد الروسي عن النظام المالي العالمي. أضاف سكايلر يوم الاثنين أن "سيتي غروب" سيتوقف عن السعي وراء أي عمل تجاري أو عملاء جدد في البلاد، وسيقدم المساعدة للشركات متعددة الجنسيات لإنهاء عملياتها هناك.

سيناريو الضغط الشديد

لدى "سيتي غروب" نحو 3,000 موظف في روسيا، وقد صرّح الشهر الماضي أن لديه نحو 9.8 مليار دولار من القروض والأصول وانكشافات أخرى مرتبطة بروسيا والشركات المحلية ونظرائها، وكذلك في بنك روسيا، حتى نهاية 2021.

حذّر المدير المالي مارك ماسون من أنه في حال انطباق سيناريو الضغط الشديد قد يخسر البنك نحو 4.9 مليار دولار، أو نحو نصف إجمالي انكشافه. وأضاف في يوم المستثمرين في البنك في وقت سابق من هذا الشهر: "قد تكون الخسائر أقل بكثير، إذ يعتمد ذلك فقط على كيفية تطور الوضع، وسنواصل مراقبته". كما بيّن أن "سيتي غروب" كان يسعى جاهداً للحد من هذا الانكشاف في الأسابيع الأخيرة.

الولايات المتحدة تحظر المعاملات مع "بنك روسيا" و"الصندوق السيادي"

ربما أجبر التدهور المستمر لاقتصاد روسيا "سيتي غروب" على تقييم الخسائر مدى الحياة على القروض المقدمة للمستهلكين والشركات الروسية بموجب منهجية محاسبية تُعرف باسم خسائر الائتمان المتوقعة الحالية، وفقاً لمحللي "ويلز فارغو". إضافة إلى شطب استثمارات البنك في شركته الفرعية المحلية، سيضيف هذا ما يصل إلى مبلغ تقديري يبلغ 1.5 مليار دولار خسائر.

تقليص الانكشاف

قال مايو في المذكرة: "هذا أقل من تقدير (سيتي) للحالة الأسوأ، ويبلغ 4 إلى 5 مليارات دولار، ومن المحتمل أن (سيتي) حاول الحد من انكشافه والتخفيف من حدته مع تصاعد التوترات".

أعلن "سيتي غروب" العام الماضي أنه سيخرج من عمليات التجزئة المصرفية في أكثر من 12 دولة، بما فيها روسيا، كجزء من جهوده لتبسيط أعماله. توقف بيع تلك الوحدة في الأسابيع الأخيرة، ما يرجح احتمال إغلاقها. قال البنك يوم الاثنين إنه سيواصل إدارة تعهداته والالتزامات التنظيمية الحالية للمودعين في روسيا.

"سيتي غروب" تحذّر: "الأرباح بلغت ذروتها"

انضم "سيتي غروب" إلى عمالقة "وول ستريت" في الانسحاب من الأعمال في روسيا، ومنهم مجموعة "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs Group)، و"جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co) وغيرهما من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة والعالم. كما قلب "دويتشه بنك" (Deutsche Bank) مساره أواخر الأسبوع الماضي وأعلن انسحابه بعدما قال "جيه بي مورغان" إنه يشارك حالياً في أنشطة محدودة في البلاد، وأعلن بنك "غولدمان ساكس" عن خطط لإغلاق عملياته هناك.

لطالما كان "سيتي غروب" هو البنك الذي تلجأ إليه الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة للمساعدة في إدارة وتمويل الشركات التابعة في أكثر من 100 دولة. لدى البنك ما يقرب من 600 عميل من مجموعة الشركات التابعة العالمية في روسيا.

كانت "ماكدونالدز" (McDonalds) و"كوكاكولا" (Coca-Cola) من بين الشركات التي قالت إنها ستوقف عملياتها التجارية في البلاد مع ارتفاع عدد القتلى في أوكرانيا وفرار ملايين اللاجئين.