"يونيكريديت" يدرس مغادرة روسيا فيما يتزايد انسحاب البنوك

رئيس "يونيكريديت"  التنفيذي أندريا أورسيل
رئيس "يونيكريديت" التنفيذي أندريا أورسيل المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ مصرف "يونيكريديت" بدراسة الإنسلال من عملياته التشغيلية في روسيا في إطار مراجعة عاجلة للأنشطة التجارية، في دلالة على تسارع الانسحابات في القطاع المالي بالبلاد مغبةً لغزو أوكرانيا.

قال رئيسه التنفيذي، أندريا أورسيل، في مؤتمر نظمه "مورغان ستانلي" الثلاثاء: "ليس بالإمكان التوصل لاستنتاجات بين عشية وضحاها، لكننا سنكشف قريباً عن تفاصيل أكثر... بات جلياً أننا نحتاج لأن ندرس بطريقة جادة تأثير وانعكاسات ومدى صعوبة فك ارتباط بنك كامل مع البلاد.".

بنوك "وول ستريت" تباشر إنهاء الروابط مع الشركات الروسية

ينضم المصرف، الذي يقع مقره الرئيسي في ميلانو، لقائمة متنامية من البنوك الأوروبية التي بدأت أو تدرس بطريقة جادة الانسحاب من روسيا إثر غزوها أوكرانيا، حيث قلب "دويتشه بنك" توجهه، وأعلن الانسحاب خلال الأسبوع الماضي. "يونيكريديت" من بين المصارف الأوروبية ذات الانكشاف الكبير على الاستثمارات في روسيا إلى جانب "رايفايزن بنك إنترناشيونال" (Raiffeisen Bank International) النمساوي و"سوسيتيه جنرال" الفرنسي.

سبق أن أوضح "يونيكريديت" أنه في حال وقوع سيناريو متطرف يشطب أصوله المصرفية الروسية، سيعني ذلك تكبده خسائر تبلغ نحو 200 نقطة أساس من رؤوس الأموال الاحتياطية، أو ما يعادل نحو 7.4 مليار يورو (8.1 مليار دولار). أكد أورسيل على الالتزام بتوزيعات الأرباح المقررة لسنة 2021.

قلّص سهم "يونيكريديت" خسائره ليسجل تراجعاً بنسبة 2.1% عند الساعة 10:48 صباحاً بتوقيت ميلانو الثلاثاء.

ليس مفاجئاً

قال جوناثان تايس، وهو محلل مصرفي في بلومبرغ إنتليجنس: "لا تفاجئنا تصريحات أندريا أورسيل، رئيس "يونيكريديت" التنفيذي، حول دراسة الخروج من روسيا كواحد من عدة خيارات، فهذا يتسق مع مغادرة المصرف الناجزة لتركيا في 2021. سيكون الحد الأقصى للخسارة الذي أفصح عنه بمقدار 200 نقطة أساس من رأس المال من الفئة الأولى (CET1) قابلاً للإدارة، رغم أننا نشك بأنه سيحتاج لخفض الخطط المتعلقة بعوائد رأس المال في الأجل القريب".

العالم يعاقب بوتين مستخدماً النظام المالي أداة للحرب

أعلن "يونيكريديت" السنة الماضية عن اعتزامه توزيع أرباح على المساهمين بمقدار لا يقل عن 16 مليار يورو بحلول 2024، وأدخل أورسيل تعديلات لتبسيط الإدارة والتخارج من الأنشطة التجارية غير الرئيسية. كما أكد "يونيكريديت، ثاني أكبر مصرف في إيطاليا، أنه يحاول التوصل لصفقات اندماج واستحواذ ترفع من القيمة لصالح المساهمين، بيد أنه تجنب صفقة استحواذ محتملة على "أوتكريتي بنك" الروسي في يناير في ظل تنامي المؤشرات على اندلاع صراع في المنطقة.

لا مزيد

بلغ حجم القروض المقدمة لعملاء وحدة "يونيكريديت" في روسيا 7.8 مليار يورو (8.6 مليار دولار) بنهاية ديسمبر، فيما بلغ الانكشاف على أصول خارج البلاد لعملاء روس نحو 4.5 مليار يورو. قال أورسيل إنه مع حسبان الموقف الراهن، فإن المصرف لن يستثمر "بنساً واحداً إضافياً " في البلاد.

جاءت إجراءات المصارف الأوروبية للانسحاب من روسيا في أعقاب قرارات نظرائهم في وول ستريت لتقليص النشاط التجاري. قالت مجموعة "غولدمان ساكس" إنها تعتزم إنهاء عملياتها التشغيلية هناك.

"سيتي" قد يتكبد 1.5 مليار دولار جرّاء انسحابه من روسيا

يلتحق عمالقة القطاع المالي بشركات من قطاعات اقتصادية الأخرى، بما فيها "ماكدونالدز" و"كوكا كولا"، اللتان قد أعلنتا أنهما ستنهيان أنشطتهما التجارية في البلاد مع تصاعد أعداد الضحايا في أوكرانيا ونزوح الملايين.

قال أورسيل: "أولويتي هي ضمان توفير الاستقرار الكامل لمصرفنا وامتلاكنا القدرة على خدمة مجتمعاتنا في كافة أنحاء أوروبا". أضاف قوله إن تفكيك بنكٍ يوظف ما يفوق 4 آلاف شخص، ويخدم أزيد من 1500 فرد من عميل مؤسسي "لا يمكن ولا يجوز أن يأتي دون دراسة دقيقة".