أكبر شركة مكيفات في العالم تستعد لمستقبل أكثر سخونة

عمّال يقومون بعمليات تجميع لوحدات مكيفات الهواء داخل مصنع لشركة "دايكن" في محافظة شيغا اليابانية
عمّال يقومون بعمليات تجميع لوحدات مكيفات الهواء داخل مصنع لشركة "دايكن" في محافظة شيغا اليابانية المصدر: "دايكن إندستريز"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يزداد العالم دفئاً، ويصبح بالنسبة إلى المليارات من البشر، أكثر خطورة. أما بالنسبة إلى الشركة الأولى عالمياً في تصنيع مكيفات الهواء، "دايكن إندستريز" (Daikin Industries) اليابانية، فهذه تعتبر فرصة كبيرة.

وفقاً لما تقوله وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب العالمي على أجهزة تكييف الهواء سيتضاعف ثلاث مرات حتى عام 2050. ومع ارتفاع دخل الأسر في الاقتصادات النامية، يبدو أن الوقت قد حان للعمل في مجال تكييف الهواء البارد.

اقرأ أيضاً: الكويت مهدَّدة بأن تصبح مكاناً غير صالح للعيش

في الوقت ذاته، تستهلك مكيفات الهواء الكثير من الطاقة الكهربائية، وتعمل باستخدام المبردات التي تُضرّ بالجو، ما يجعلها جزءاً من المشكلة - في الوقت الحالي. وفي هذا الصدد، تعهدت شركة "دايكن" بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو هدف تتشاركه مع الحكومة اليابانية. وبهدف تحقيق ذلك، يُنفق الرئيس التنفيذي لشركة "دايكن"، ماسانوري توغاوا، مليارات الدولارات في البحث والتطوير، ويتطلع إلى البناء على الاختراقات التكنولوجية التي يمكن أن تجعل أجهزة الشركة أكثر كفاءة.

اقرأ المزيد: الطاقة الدولية: الوصول لانبعاثات صفرية يتطلّلب قرارات "عنيفة"

على المدى الطويل، دعم مستثمرو "دايكن" نهجه. وخلال السنوات الثماني التي قضاها كرئيس تنفيذي، تضاعف سعر السهم أكثر من ثلاث مرات، متجاوزاً بكثير مؤشر "توبيكس" الياباني. وفي الواقع، تسببت الجائحة في دمار سلاسل التوريد، ولم تسلم الشركة المصنعة لمكيفات الهواء. وفي الشهر الماضي، جاء تقرير أرباح الشركة الفصلي أقل من التوقعات، ما أدى إلى انخفاض سعر السهم بنسبة 7.3%. وقال توغاوا، إن "دايكن"، أمّنت إمدادات الرقائق خلال العام المقبل، وقد جعلها ذلك على المسار الصحيح لتحقيق الهدف مرة أخرى، وفقاً لمحللة "بلومبرغ إنتليجنس" ليندسي تشين.

تحدثت "بلومبرغ غرين" مع توغاوا، البالغ مع العمر 73 عاماً، مؤخراً حول كيفية استعداد "دايكن" للمخاطر والفرص المستقبلية.

ما مدى أهمية تكييف الهواء؟

إنها ضرورية للغاية لحياة الناس. فعندما يكون الجو حاراً، نحن بحاجة إلى التبريد، وعندما يكون الجو بارداً، نحتاج إلى التدفئة. كما أن الترطيب وإزالة الرطوبة ضروريان أيضاً، فمن دون تكييف الهواء، تنخفض الإنتاجية في المكاتب والمصانع، وهذا كله يعني أن تكييف الهواء ضروري للنشاط الاقتصادي.

في الحقيقة، ليس من الواقعي محاولة الحصول على عالم خالٍ من أجهزة تكييف الهواء. فهذا أمر لا يمكن تصوره. وما تغيّر حقاً هو الدفع لتقليل الكربون. لذا، فإن السؤال هو كيف يمكننا معالجة القضايا البيئية؟ علينا أن نُفكّر في كيف أن التحول إلى حياد الكربون، هو في الواقع فرصة لنا لتنمية أعمالنا.

بالنسبة إلى هدف حياد الكربون، هل ترى تحقيقه ممكناً؟

تستند أهدافنا المتمثلة في الوصول إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 30% في عام 2025 و50% في عام 2050، إلى فهمنا الأفضل لما يمكننا تحقيقه. إلا أن المسألة تكمن في عام 2050. فمن أجل الوصول إلى حياد الكربون بحلول ذلك الوقت، سنحتاج إلى مستوى آخر كامل من الابتكار والتقدم التكنولوجي. ومن دون ذلك، سيكون من المستحيل الوصول إلى هذا الهدف.

تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على تكييف الهواء سيتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050 - وهذا يعني أيضاً أن الطلب على الكهرباء سيتضاعف ثلاث مرات، إلا أن تلبية هذه الاحتياجات بالتكنولوجيا الحالية تعتبر أمراً مستحيلاً. نحن نعمل مع الجامعات والباحثين، بينما نستثمر من أجل ابتكار تقنية جديدة ومبتكرة.

أي نوع من التكنولوجيا الجديدة؟

أحد الأمثلة الجيدة هو التبريد المغناطيسي. فمن الممكن توليد الحرارة أو البرودة باستخدام مجالات مغناطيسية موجبة وسالبة. وهذا الآن عمليّ للمساحات الصغيرة؛ والمسألة هي ما إذا كان يمكننا القيام بذلك للمساحات الكبيرة وبتكلفة أقل، فالموضوع الرئيسي بالنسبة إلينا الآن هو ما إذا كان هذا عملياً أم لا.

نحن نُجري بحثاً مشتركاً على المواد المغناطيسية، وهو أمر مهم جداً. وهذه هي الأشياء التي نحتاج إلى العمل عليها للوصول إلى حياد الكربون في عام 2050.

هل يكفي ذلك لتغيير الواقع إذا جاز التعبير؟

لدينا تكنولوجيا أكثر مما يدرك الناس. ويشمل ذلك العاكسات والمضخات الحرارية والمبردات منخفضة القدرة على إحداث الاحترار العالمي. وعلينا أن نبني عليها.

لنأخذ على سبيل المثال المحولات. في اليابان، تحتوي كل منتجاتنا تقريباً على محولات، ولكن في الصين لا تزال النسبة حوالي 60%. وعندما نصل إلى جنوب شرق آسيا، لا يكاد يكون هناك أي محولات. وهذا هو الحال مع أفريقيا أيضاً. السبب هو التكلفة. لذا فإن ما نركز عليه، هو التحول إلى المحولات بتكلفة أقل بكثير.

إذا نظرنا في جميع أنحاء العالم، فإن حرق الوقود مثل الغاز أو النفط للتدفئة هو السائد، وحتى في أوروبا شديدة التنظيم، فإن الإقبال على المضخات الحرارية، والتي لها تأثير بيئي أقل مقارنة بالوقود المحترق، يزيد قليلاً على 10%. وبحلول عام 2030، لن يكون حرق الوقود للتدفئة ممكناً في أوروبا، بالتالي إذا ابتكرنا منتجات تُقرّبنا من 100%، فسيكون تأثير ذلك هائلاً. وبعد المحولات، ستساعد المضخات الحرارية على تمييز منتجاتنا.

ماذا عن استخدام تعويضات الكربون؟

قد نضطر إلى النظر فيها، إذا لزم الأمر.

ماذا عن المبردات؟

المبرد الأكثر استخداماً حالياً هو (R-410A)، وتبلغ قدرته على إحداث الاحترار العالمي حوالي 2000. أما المبرد الذي نحاول نشره في جميع أنحاء العالم، وإصدار براءات الاختراع له، فهو (R-32)، الذي تبلغ قدرته على إحداث الاحترار العالمي حوالي 700.

كما نحاول الترويج لاستخدام مكيفات الهواء التي تستخدم (R-32)، حيث إن استبدال (R-401A) سيكون له أيضاً تأثيرٌ كبيرٌ على تقليل انبعاثات الكربون. بالإضافة إلى ذلك فإن جمع المبردات وإعادة استخدامها والتخلص منها سيساعد أيضاً.

ما هي الدروس التي تعلمتموها أثناء الجائحة؟

من الواضح أن الناس يريدون العيش بأمان وصحة، ويتم تقدير قيمة ذلك أكثر الآن، حيث نفكر ملياً في كيفية المساهمة في ذلك. بالطبع هناك التدفئة، والتبريد، والترطيب، وإزالة الرطوبة بالإضافة إلى تهوية وتنقية وتعقيم الهواء.

في اليابان، يقضي الناس وقتاً أطول في المنزل بحوالي 40%. وقد يرغبون في جعله أكثر راحة، وربما إعادة البناء، والبحث عن تكييف هواء أكثر راحة. فكيف يمكننا توفير التكييف المناسب لذلك؟ تتغير احتياجات العملاء، فكيف يمكننا تحديدها والاستجابة لها من خلال المنتجات المناسبة؟

لقد بدأتم برنامجاً تجريبياً للتبريد عند الطلب في أفريقيا، حيث تُفرض رسوم واحدة على تكييف الهواء والكهرباء. كيف يمكن أن يتطور نموذج عملكم؟

حسناً، عندما نُفكر في قيمة تكييف الهواء بالنسبة إلى الأشخاص، سنحتاج إلى المزيد من القياسات الحيوية، مثل، ما هي درجة الحرارة والرطوبة وتدفق الهواء الأفضل لصحة الإنسان؟

على سبيل المثال، تقوم جامعة كيوتو بجمع البيانات الحيوية من مدينة في ناغاما من حوالي 10 آلاف شخص لمدة 10 سنوات تقريباً. ويمكنكم إلقاء نظرة على الظروف التي يعيشون فيها، وبيئة التكييف، ونوع التهوية، كما يمكنكم مراقبة صحتهم. وباستخدام هذه البيانات، يمكنكم إنشاء تكييف هواء أكثر صحة من أجل صحة مثالية، لذا فإن السؤال هو كيف يمكننا تنفيذ ذلك؟

نقرأ كل عام عن الوفيات الناجمة عن موجات الحر - ألا يمكن تجنب ذلك؟

لا أعتقد بأنه يمكننا تنمية أعمالنا دون تقديم شيء يُسهم في المجتمع. ولا أعتقد بأنه يمكننا الحفاظ على نشاط تجاري من خلال زيادة الإيرادات فقط، بل أعتقد بأن تكييف الهواء هو عمل يمكن أن يُسهم في المجتمع.

كم مرة تستخدم مكيف الهواء بشكل شخصي؟

أميل إلى أن الشعور بأن الأماكن باردة؛ فأنا نحيل وليس لدي ما يكفي من الكتلة العضلية! إلا أن مقرّ عملنا يقع في أوساكا، وهناك يكون الجو حاراً جداً خلال الصيف؛ ولا توجد وسيلة للبقاء على قيد الحياة هناك من دون تكييف الهواء.