"شل" وشركات أخرى تهرع لتأمين النفط من الإكوادور بعد العقوبات على روسيا

شاحنة نقل وقود تابعة لشركة "شل"
شاحنة نقل وقود تابعة لشركة "شل" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هرعت "فاليرو إنيرجي" (Valero Energy) و"ماراثون بتروليوم" (Marathon Petroleum) الأمريكيتان لتكرير النفط، و"شل ويسترن سبلاي آند تريدينغ"

(Shell Western Supply and Trading)، الوحدة التجارية التابعة لـشركة "شل"، إلى الحصول على النفط من الإكوادور بعدما حظرت الولايات المتحدة واردات الخام الروسي.

قال بابلو نوبوا، مدير تجارة النفط لدى "بترو إكوادور" (EP Petroecuador) المملوكة للدولة، إنّ الشركة عقدت اجتماعات متتالية مع عديد من المصافي وشركات تجارة النفط في ولاية لويزيانا الأمريكية خلال الأسبوع الحالي.

يجري سباق محموم للاستبدال بالنفط الروسي بعدما هرعت شركات صناعة الوقود وتجارة النفط إلى سدّ فجوة العرض في السوق الضيقة فعلياً. ومع التأرجح الشديد في أسعار النفط بسبب تصاعد المخاوف بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، تُتداوَل العقود الآجلة لخام برنت عند نحو 100 دولار بعدما قفزت إلى أعلى مستوى لها في 14 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر. يشمل الحظر المفروض على النفط الروسي رواسب زيت الوقود، وهي المادة الأولية المستخدمة بديلاً للخام الثقيل الشبيه بما تنتجه الإكوادور.

قال نوبوا في مقابلة في نيو أورليانز: "تحرص مصافي التكرير والتجار على توقيع عقود توريد متوسطة وطويلة الأجل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. من المنطقي أن تحاول السوق تأمين إمدادات ثابتة عندما يكون النفط نادراً في السوق العالمية".

دفعت التوقعات بفرض قيود أمريكية على الخام الروسي مصافي التكرير في تكساس إلى التواصل مع الموردين في المكسيك والبرازيل بحثاً عن أسعار أفضل ولتأمين كميات نفط لأجل طويل حتى قبل غزو أوكرانيا. باعت البرازيل شحنة واحدة إلى الساحل الأمريكي في شهر فبراير، وهي تزوّد سنغافورة وأوروبا عادة بزيت الوقود.

نفط بأسعار السوق

تسعى "ماراثون"، أكبر صانعة للوقود في الولايات المتحدة، للحصول على 11 إلى 22 شحنة من النفط الإكوادوري الثقيل على مدار 11 شهراً، بدءاً من يونيو، وفقاً لنوبوا. وتبحث "بتروجام" (Petrojam) المملوكة للدولة في جامايكا عن تأمين 11 شحنة مماثلة، في حين تتفاوض "شل ويسترن" على تمديد عقد توريد قائم مدته 3 سنوات ينتهي في ديسمبر 2023. ولم تردّ كل من "ماراثون" و"فاليرو" على طلبات التعليق عبر رسائل البريد الإلكتروني فوراً.

قال نوبوا إنّ "شل" مستعدة لدفع مزيد من الأموال للحصول على كميات النفط ما دام أمكن تحميلها من محطة "أو سي بي" (OCP) الإكوادورية القادرة على التعامل مع السفن الكبيرة. تسعى "فاليرو" كذلك للحصول على عقد توريد. رفضت "شل" التعليق على الأمر.

بدأت "بتروجام" التواصل مع دول مثل غويانا والأرجنتين منذ غزو أوكرانيا لتأمين إمدادات إضافية من النفط الخام والوقود، وتتحدث مع شركة البترول الوطنية النيجيرية بشأن توريد 4 ملايين برميل من النفط الخام سنوياً، وتجري مباحثات حالية مع "بترو إكوادور" و"إيكو بترول" (Ecopetrol) الكولومبية لعقد اتفاقيات توريد محددة المدة، وفقاً للمدير العام وينستون واتسون في بيان من الشركة.

تزامناً مع ذلك، تخطط الإكوادور، العضوة السابقة في "أوبك"، لزيادة إنتاج النفط وسط ارتفاع أسعار الخام. وفي عرض تقديمي عبر الإنترنت بوقت متأخر من يوم الثلاثاء، قال إيتالو سيدينو، رئيس "بترو إكوادور": "إما الآن وإما لن نحصد أبداً فرصة الحصول على أسعار جيدة" مرة أخرى. تعتزم الشركة، بالتعاون مع القطاع الخاص، زيادة الإنتاج بأكثر من النصف في أربع سنوات إلى 763 ألف برميل يومياً.

تتوقع "بترو إكوادور" بيع النفط بأسعار السوق، وقال نوبوا إنها تريد تجنب تكرار خطأ سابق تعلَّق بقروض مدعومة بالنفط مع شركات آسيوية، أدت إلى خسارة البلاد ملايين الدولارات. لكن الإكوادور عادت حالياً إلى التفاوض مع آسيا بشأن قروض النفط وتحرير مزيد من البراميل لبيعها في السوق الفورية.

بعد تخلّفها عن سداد ديون لدوافع سياسية في عام 2008، تحولت الإكوادور إلى الصين في عام 2009 للحصول على قروض تقارب 18 مليار دولار، جرى دعم عدد منها من خلال تسليم 1.3 مليار برميل من النفط. وسيُشحَن بعض هذه الكميات التي وصفها الرئيس غييرمو لاسو بأنها "تضرّ بالمصالح الوطنية مع مرور الوقت". تنتج الإكوادور نحو 180 مليون برميل من النفط الخام سنوياً.

يجري تسليم معظم شحنات الخام الروسية إلى الساحل الغربي من الولايات المتحدة، وتعتبر الإكوادور أكبر مورد للنفط الأجنبي إلى مصافي التكرير في كاليفورنيا.

نفط