أسهم البنوك الأمريكية الكبرى تنتعش مع بداية رفع أسعار الفائدة

شعار سيتي غروب
شعار سيتي غروب المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتقدم جهات الإقراض الكبرى في الولايات المتحدة، ومن بينها بنوك "جيه بي مورغان"، و"بنك أوف أميركا"، و "سيتي غروب"، على غيرها، باعتبارها كبرى المؤسسات الفائزة من أجرأ حملة يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي لزيادة تكلفة الاقتراض منذ سنوات.

كانت البنوك بين أفضل القطاعات أداءً على مؤشر "ستاندارد آند بورز 500"، خلال تعاملات أمس الأربعاء، إذ ارتفع القطاع بنسبة 3.7% إلى أعلى مستوى منذ أسبوعين.

وسجل مؤشر القطاع المصرفي "كيه بي دبليو بنك" (The KBW Bank Index) صعوداً بنسبة 3.6%، منتعشاً من هبوط عابر عندما تحدث رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" جيروم باول في مؤتمره الصحفي بعد رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وألمح إلى قرارات زيادة أخرى مستقبلاً.

قال لاري آدم، رئيس شؤون الاستثمار في شركة الخدمات الاستشارية والتخطيط المالي للأفراد "رايموند جيمس" (Raymond James): "إن قطاع المؤسسات المالية من أعلى القطاعات جاذبية في السوق في الوقت الراهن، ومن بين العوامل التي تعزز ذلك اتجاه أسعار الفائدة نحو الارتفاع مما سيساعد في تحسين توقعات القطاع من ناحية ما يستطيع أن يدرّه من أرباح".

اقرأ أيضاً: بقيادة باول.. الفيدرالي الأمريكي يستعد لهبوط اضطراري وسط ضباب الحرب

كان أداء سهم "جيه بي مورغان" هو الأفضل بين أسهم البنوك الكبرى يوم الأربعاء، مرتفعاً بنسبة 4.5% في أفضل أيام تداوله منذ 6 يناير الماضي، وحقق سهم "بنك أوف أميركا" أيضاً مكاسب بنسبة 3.1%.

يأتي صعود أسهم البنوك بعد بداية سيئة لها للعام الحالي، مع انخفاض مؤشر القطاع "كيه بي دبليو بنك" بنسبة 5% منذ بداية 2022 حتى يوم الثلاثاء الماضي.

وتحديداً، واجهت هذه المجموعة من الأسهم مخاوف تتعلق بمعدلات النمو الاقتصادي عالمياً، إذ تسبب تحليق أسعار السلع الأولية في إطلاق أسوأ موجة للتضخم في الولايات المتحدة منذ 40 عاماً، علاوة على أن غزو روسيا مؤخرا لأوكرانيا أدى إلى المزيد من إضعاف معدلات النشاط الاقتصادي المتوقعة.

رغم ذلك، يبدو أن "باول" عمد إلى تهدئة هذه المخاوف بتصريحاته حول قوة الاقتصاد وسوق العمل، بالإضافة إلى ثقته في قدرة "الاحتياطي الفيدرالي" على السيطرة على معدلات التضخم.

اقرأ أيضاً: الأسواق تستعد لأوقات عصيبة بسبب مخاطر التعثر الروسي وتحركات "الفيدرالي"

يُفترض أن تحقق البنوك نتائج أفضل في بيئة تتسم بارتفاع أسعار الفائدة، لأنها تستطيع أن تحصل على إيرادات أعلى مقابل الإقراض، لكن ذلك قد يصبح سلاحاً ذا حدين، نظرا لأن ارتفاع تكلفة الاقتراض ربما يضعف الطلب على القروض، مما يؤدي إلى انخفاض إيرادات البنوك.

قالت كريستينا هوبر، كبير محللي الأسواق العالمية لدى شركة إدارة الاستثمار "إنفسكو" (Invesco): "يحاول الاحتياطي الفيدرالي أن يتحرك بخطوات محسوبة، وأن يحقق بالفعل توقعات السوق. وفي الماضي، كان تأثير رفع أسعار الفائدة إيجابياً على المؤسسات المالية، وهي الحكمة التقليدية السائدة في القطاع".

بخلاف مؤسسات الإقراض، ارتفعت أيضاً أسهم السلع الاستهلاكية غير الضرورية بنسبة 3.4% بعد حديث "باول"، إلى حد جعلها من أفضل القطاعات أداءً على مؤشر "ستاندارد آند بورز 500". وتلقت أسهم التقنية أيضاً دفعة، مع قفزة في أسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 3.3%، وإضافة قطاع خدمات الاتصالات 2.9% إلى قيمته، متجاوزاً أداء مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" الذي تقدم بنسبة 2.2%.