السعودية تبدأ بناء مصنع للهيدروجين الأخضر في "نيوم" الشهر الجاري

السعودية تسعى لتعزيز تحول الطاقة عبر بوابة الهيدروجين الأخضر
السعودية تسعى لتعزيز تحول الطاقة عبر بوابة الهيدروجين الأخضر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعتزم المملكة العربية السعودية بدء بناء مصنع للهيدروجين الأخضر خلال الشهر الجاري، إذ تمضي قدماً في خطط لتصدير الوقود في غضون أربع سنوات تقريباً.

المملكة في طريقها لبيع الهيدروجين الخالي من الكربون من مشروع بقيمة 5 مليارات دولار في منطقة "نيوم" بحلول عام 2026، وفقاً لـِ بيتر تيريوم، رئيس الطاقة والمياه في المنطقة الجديدة.

قال "تيريوم"، إنَّ المهندسين انتهوا من تسوية الموقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وستبدأ شركة "إير برودكتس كيميكال"(Air Products & Chemicals)، ومقرها الولايات المتحدة في بناء المصنع قريباً.

أوضح "تيريوم"، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "آر دبليو إي" (RWE AG) أكبر شركة للطاقة في ألمانيا، في مقابلة، أنَّه من المحتمل أن يكون هناك طلب من شركات من آسيا إلى الولايات المتحدة، على الهيدروجين الأخضر، الذي يعتبر عنصراً بالغ الأهمية للانتقال إلى أشكال أنظف من الطاقة.

اقرأ أيضاً: وزير الطاقة السعودي: سنقود سوق الهيدروجين الأخضر رغم أن البعض لا تعجبه الفكرة

أضاف "تيريوم": "هناك منافسة محتملة بين أوروبا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبعض أجزاء من الولايات المتحدة"، وسيتم بيع الشحنات "لمن يقدّمون أعلى سعر".

توجه ولي العهد

تريد المملكة العربية السعودية أن تكون أكبر مصدر للهيدروجين في العالم. ينبعث من الهيدروجين الأخضر بخار الماء فقط عند الاحتراق، مما يجعله أقل تلويثاً للبيئة، مقارنة بالنفط، والغاز الطبيعي، والفحم.

تظل تقنية إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، أمراً غير مؤكد، لكن من المرتقب أن تصل قيمة السوق إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050، إذا تمكّنت الشركات المصنّعة من خفض التكاليف، وفقاً لـِ "بلومبرغ إن إي إف".

وتعتقد الرياض أنَّ الطلب على النفط سيظل مرتفعاً لعقود، وتنفق مليارات الدولارات لزيادة طاقتها الإنتاجية من الخام. مع ذلك؛ يهدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تنويع الاقتصاد، والهيدروجين كجزء مهم من استراتيجيته، لتنويع اقتصاد البلاد بعيداً عن النفط.

اقرأ أيضاً: "أرامكو" توقع 5 مذكرات تفاهم مع شركات محلية وعالمية لتصنيع الهيدروجين الأخضر

تقود شركة النفط الحكومية "أرامكو" السعودية جهود البلاد لإنتاج الهيدروجين الأزرق، الذي يتم إنتاجه عن طريق تحويل الغاز، واحتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

يقود مشروع "نيوم"، المسمى هيليوس، تحالفاً يضم شركة "إير برودكتس" ( Air Products)، و"أكوا باور" (ACWA Power International)، وهي شركة سعودية. يتم تصنيع الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة.

ستستخدم الشركات 120 من أجهزة التحليل الكهربائية التي تنتجها شركة "تايسينكروب" (Thyssenkrupp AG)، يبلغ طول كل منها حوالي 40 متراً، لفصل الهيدروجين عن الماء. وسيتم شحن الوقود من المملكة العربية السعودية على شكل أمونيا، وهو أسهل في النقل من الهيدروجين في شكل غازي. ووفقاً لما قاله "تيريوم"؛ فإنَّ الخطة "ضخمة الحجم، وتمثّل تحديات غير معروفة باستمرار".

سيتم تشغيل المصنع بحوالي 4 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعله أحد أكبر المحطات التي يتم تشييدها على مستوى العالم. وتم اختيار المنطقة بفضل وفرة ضوء الشمس والرياح والأراضي الخالية لإقامة الألواح الشمسية والتوربينات.