طفرة الألواح الشمسية على الأسطح في أستراليا ربما بلغت الذروة

ألواح تحويل الضوء الى طاقة في مزرعة شمسية في غونيدا بأستراليا. الدولة القارة لديها مقومات عالية لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة
ألواح تحويل الضوء الى طاقة في مزرعة شمسية في غونيدا بأستراليا. الدولة القارة لديها مقومات عالية لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبدو علاقة الحب بين أستراليا والطاقة الشمسية على وشك التلاشي بعد عام قياسي آخر شهد تركيب ألواح شمسية على ثلث المنازل المناسبة، وهي نسبة رائدة عالمياً.

في تقريرها الفصلي يوم الخميس؛ قالت هيئة الطاقة النظيفة الأسترالية، إنَّ الأسر ركّبت ما استطاعته 3.2 غيغاوات من ألواح الطاقة الشمسي، مما رفع الإجمالي إلى أكثر من 16 غيغاوات عبر 3 ملايين نظام لتوليد الطاقة على الأسطح. ساعدت هذه الزيادة على رفع مساهمة كهرباء الطاقة النظيفة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 31.4% من إجمالي الكهرباء المنتجة؛ أي أكثر من ضعف الحصة قبل أربع سنوات فقط.

قال ليونارد كوونغ، المحلل في "بلومبرغ إن إي اف" في سيدني، إنَّ الجاذبية الاقتصادية للطاقة الشمسية آخذة في التراجع مع تقلّص الخصومات المؤجلة التي تقدّمها الحكومة الفيدرالية، ومع وضع مشغّلي الشبكات قواعد جديدة للحد من صادرات الطاقة الشمسية على الأسطح والسيطرة عليها. وفي ظل انخفاض أسعار البيع بالتجزئة؛ فإنَّ الأمر سيستغرق وقتاً أطول حتى تتمكّن الأسر من تعويض ما دفعته ثمناً للأنظمة التي اشترتها.

ساعدت هذه الطفرة الهائلة في تخفيف بعض الضغوط على الحكومة لبذل المزيد من الجهد لمكافحة تغيّر المناخ، لاسيما في ظل دور أستراليا كواحدة من أكبر مصدّري الوقود الأحفوري في العالم، مما يجعلها واحدة من أكبر الملوّثين على صعيد الفرد. لكن مع توقُّع "بلومبرغ إن إي اف" حدوث انخفاض هو الأول منذ نصف عقد في إضافة ألواح جديدة العام الجاري؛ قد لا تكون الأسر محرّكاً كبيراً في تحول الطاقة في أستراليا.

وقال كوونغ: "ستتخطى سوق الطاقة الشمسية السكنية الأسترالية ذروتها المحققة في عام 2021، وسيؤدي تدهور الاقتصاد إلى انخفاض قدرة الإضافات السنوية (من الألواح) إلى 2.5 غيغاوات في عام 2022.. الانخفاض في التركيبات ليس له علاقة بتشبع أسطح المنازل (بالألواح) -برغم أنَّه يمثل عاملاً في ذلك- بل له علاقة أكبر بتأثير الموجة الهائلة من تركيبات الطاقة الشمسية على السوق". واعتبر كوونغ أنَّ ما يزيد هذا التأثير هو عشرات السنين من عدم اليقين السياسي، وتحديات ربط الطاقة المتجددة بالشبكة. بلغ الاستثمار في قدرة الطاقة المتجددة واسعة النطاق 2.2 مليار دولار فقط في 2021، بانخفاض نسبته 67% من المستوى القياسي المسجل في 2018، وفقاً لـِ"بلومبرغ إن إي اف".

وقال كوونغ: "هناك نقاط مضيئة في الأفق؛ إذ تواصل اتفاقيات شراء الكهرباء من قبل الشركات والسياسات الحكومية دفع الطلب على السعة الجديدة.. ويمكن أن يؤدي طموح الولايات وحده إلى تجاوز معروض الطاقة المتجددة 60% بحلول 2035".