رمز رقمي مهجور يعود للأضواء ويتفوق على أفضل العملات المشفرة أداءً

رمز إيثيريوم في دانبري، المملكة المتحدة
رمز إيثيريوم في دانبري، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برغم استحواذ عملات "بوريد إيبس" (Bored Apes) للرموز غير القابلة للاستبدال الصادرة مؤخراً على الأضواء في عالم العملات المشفرة؛ إلا أنَّ نسخة مهجورة من ثاني أكبر رمز رقمي استعادت رواجها، وارتفعت وتفوقت عليها حتى من ناحية القيمة.

قفزت "إيثيريوم كلاسيك" (Ethereum Classic)، التي تأسست عام 2016 بعد التغير الذي طرأ على برمجة أكبر سلسلة "بلوكتشين" استخداماً، بأكثر من 80% خلال الأسبوع الماضي. في حين ارتفعت "إيب كوين" (ApeCoin) بنحو 70% تقريباً أثناء الفترة نفسها، وفقاً لبيانات الأسعار الصادرة عن "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap). كما حقّقت أرباحاً أكبر مقارنة بجميع نظيراتها على قائمة أعلى 100 رمز رقمي من ناحية القيمة السوقية.

"مستثمر رقمي" مُخضرم: شبكات التشفير لا تهدد مكانة "إيثريوم"

بلغت قيمة العملة الـ 26 في قائمة أكبر العملات الرقمية الآن قرابة الـ 6.5 مليار دولار، إذ قفزت وسط التكهنات التي ثارت حول تحديث آخر على "إيثيريوم" سيُوقف هجوم المناهضين للطريقة المستخدمة حالياً في تعدين العملة.

مكاسب قبل التحديث

حقّقت "إيثيريوم" بدورها أيضاً مكاسب قبل تطبيق التحديث، والذي من المزمع بدء العمل به في وقت لاحق من العام الجاري، ويطلق عليه اسم "الدمج"، وسيؤدي التغيير الجديد إلى انتقال "إيثيريوم" من النظام المعروف باسم "إثبات العمل"- الذي تُعطي فيه شركات التعدين أوامر المعاملات باستخدام أجهزة حاسوبية تمتص كميات هائلة من الطاقة- إلى نظام آخر تقوم فيه العملات المُخزنة للأشخاص بالوظيفة نفسها.

تغييرات جديدة على "إيثيريوم" لتوفير الطاقة ومنافسة "بتكوين"

بدأ الاختبار الأخير قبل إطلاق نظام "الدمج" في الخامس عشر من مارس الجاري، ويبدو أنَّه يعمل على ما يرام. ومع الانتقال لهذا النظام الجديد الذي يطلق عليه أيضاً اسم "إثبات الحصة"؛ لن يحتاج معدنو "إيثيريوم" قريباً إلى معدّاتهم المكلفة للتعدين، ومن المتوقَّع أن تكون "إيثيريوم كلاسيك" إحدى أكبر المستفيدين من ذلك.

دعم قوة الحوسبة

قال مطوّرو "إيثيريوم كلاسيك" في منشور مدونة مؤخراً: "أهلاً بآلات تعدين خوارزمية (إيثاش) المنبوذة. بعد إطلاق أسلوب الدمج سيُنبذ أكبر نظام بطريقة إثبات العمل في آلات تعدين (إيثيريوم) الافتراضية. و(إيثيريوم كلاسيك) مؤهلة لامتصاص الكم الأكبر من معدل معالجة (إيثاش) المُستبعد هذا".

بدأت "إيثيريوم كلاسيك" عندما رفض بعض معدّني "إيثيريوم" ترقية برمجتهم لمجابهة عملية قرصنة أثرت في مشروع آخر لـ "إيثيريوم" يدعى "داو" (DAO) في 2016.

إيثريوم تتجاوز خللاً برمجياً بسلام

إذا حوّل المزيد من المُعدّنين تركيزهم نحو "إيثيريوم كلاسيك"، مما يدعم قوة الحوسبة التي تسمى بمعدل المعالجة؛ يجب أن يعزز هذا درجة أمان الشبكة. ومع انضمام مُعدنين أكثر لهذا التوجه؛ سيصبح تنفيذ هجوم الـ 51% أكثر صعوبة.

التصدي لهجمات الـ 51%

في هذا النوع من الهجوم، يمكن لأكثر من 50% من المعدّنين التواطؤ معاً لمحاولة العبث بمعاملات الشبكة، مما يسمح بالإنفاق المزدوج للعملة ذاتها على سبيل المثال. أيضاً، قد يسمح الحصول على دعم من آلات التعدين الإضافية بإعطاء دفعة لسعر عملة "إيثيريوم كلاسيك"، في ظل حيازة وتداول عدد أكبر من مُعدِّنيها.

قال ساشا فليشمان، مدير محفظة استثمارية في شركة "أركا" (Arca): "تنتعش (إيثيريوم كلاسيك) بسبب الإشارات الإيجابية عن اقتراب (إيثيريوم) من العمل بأسلوب الدمج".

وأوضح قائلاً: "مسؤولو آلات تعدين عملات (إيثيريوم) مثل وحدة معالجة الرسوميات والدائرة المتكاملة الخاصة بالتطبيق، يسعون جاهدين لإثبات جدارة إنتاجية أنظمتهم، والرواية المُعلنة هي أنَّ المُعدّنين سيوجهون آلاتهم نحو شبكة (إيثيريوم كلاسيك) إذا تمكّنوا من ذلك، مما يؤدي إلى زيادة معدل المعالجة وتقوية الشبكة. ومن هذا المنطلق؛ ستستفيد الشبكة، ويصبح من الصعب تعريضها للخطر".