أمريكا تحقق في تهرب مصانع آسيوية من جمارك معدات الطاقة الشمسية

موظف يفحص الخلايا الشمسية في خط الإنتاج بمصنع ترينا سولار في تشانغتشو، الصين
موظف يفحص الخلايا الشمسية في خط الإنتاج بمصنع ترينا سولار في تشانغتشو، الصين المصور: توموهيرو أوسومي / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تجري الولايات المتحدة تحقيقاً فيما إذا كانت شركات صينية مصنعة لمعدات الطاقة الشمسية، تتهرب من الرسوم الجمركية عن طريق إرسال مكونات إلى دول آسيوية أخرى لتجميعها قبل تصدير المنتجات النهائية.

يمثل قرار وزارة التجارة الأمريكية بفتح تحقيق بناء على طلب من "أوكسين سولار" ( Auxin Solar Inc)، وهي شركة صغيرة لتصنيع الألواح في كاليفورنيا، الخطوة الرسمية الأولى لبدء تحقيق قد يمتد لمدة عام ويتوج برفع الرسوم على الواردات.

إجراء التحقيق سيكون له تأثير كبير على قطاع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، والذي يعتمد على ماليزيا وفيتنام وتايلندا وكمبوديا لتوفير حوالي 80% من إمدادات الوحدات، بدلاً من الشركات العملاقة المنتجة للطاقة الشمسية في الصين، التي تحقق عادة جزءاً صغيراً فقط من الإيرادات بأمريكا الشمالية.

اقرأ أيضاً.. وكالة تريد استمرار رسوم حمائية فرضها ترمب على معدات الطاقة الشمسية

تداعيات خطيرة

قال جيفري أوزبورن، المحلل بشركة كوين آند كو" (Cowen & Co) في مذكرة بحثية: نتوقع تداعيات خطيرة على صناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة.. هناك إمداد محلي محدود لتعويض خسارة العرض".

يقول بعض جماعات الدفاع عن الطاقة الشمسية إن التحقيق قد يرفع الأسعار ويقوض عمل الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تغير المناخ من خلال إبطاء وتيرة منشآت الطاقة النظيفة.

ارتفعت أسهم شركة "فرست سولار" (First Solar Inc)، أكبر شركة مصنعة في الولايات المتحدة، بنسبة 5.6% أمس الاثنين، حيث من المفترض أن يعزز القرار حفنة صغيرة من الموردين المحليين.

تراجعت شركة "لونغي غرين انرجي تكنولوجي" (Longi Green Energy Technology Co) ومقرها الصين، أكبر مورد عالمي للطاقة الشمسية، بنسبة 2.4% اعتباراً من الساعة 12:15 مساء الثلاثاء في شنغهاي، في حين انخفضت شركة "جينكو سولار" (Jinko Solar Co) بنسبة 2.3% وانخفضت شركة " ترينا سولار" (Trina Solar Co) بنسبة 0.2%.

لم تستجب شركات "لونغي" و"جينكو" و"ترينا" فوراً لطلبات للتعليق على قرار الولايات المتحدة.

قدمت شركة "أوكسين سولار" ومقرها سان خوسيه بولاية كاليفورنيا طلبها لإجراء تحقيق في فبراير، قائلة إن الشركات المصنعة في الدول الآسيوية تستخدم مكونات من الصين وتتجنب الرسوم الجمركية.

إغراق واسع الانتشار

قال الرئيس التنفيذي مأمون راشد في رسالة بالبريد الإلكتروني: "نحن ممتنون لمسؤولي وزارة التجارة الذين أدركوا الحاجة إلى إجراء التحقيق بشأن الإغراق الواسع الانتشار، وكيف أنه يستمر في إلحاق الضرر بالشركات الأمريكية المنتجة للطاقة الشمسية".

يعود تاريخ التعريفات المطروحة إلى عام 2012، عندما فرضت الولايات المتحدة رسوماً على الخلايا والوحدات الشمسية الواردة من الصين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بعد أن حددت أن الشركات المدعومة من بكين كانت تبيع بأسعار مخفضة.

الولايات المتحدة ترفض طلباً للتحقيق مع شركات طاقة شمسية آسيوية

سرعان ما ظهرت المصانع في أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا والتي أنتجت الخلايا والألواح الشمسية التي لم تخضع للتعريفات.

قال بعض المدافعين عن تصنيع وحدات الطاقة الشمسية، إن هناك حاجة إلى مزيج من الإجراءات التجارية الصارمة والحوافز الضريبية للمساعدة في تعزيز إنتاج معدات الطاقة النظيفة داخل الولايات المتحدة، وأشادوا بقرار وزارة التجارة.

قال زاك موتل، رئيس ما يعرف بـ"التحالف من أجل أمريكا مزدهرة"، في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني: "لقد اختارت إدارة بايدن الوقوف إلى جانب الشركات والعمال الأمريكيين".

تأثير كبير

لكن المدافعين عن الطاقة المتجددة قالوا إن التحقيق سيضر بالصناعة التي تعتبر بالغة الأهمية لأهداف الرئيس المتعلقة بالمناخ.

قالت هيذر زيتشال، الرئيسة التنفيذية للرابطة الأمريكية للطاقة النظيفة، في بيان عبر البريد الإلكتروني: "إذا كان التزامها بمستقبل طاقة نظيفة حقيقياً، فإن الإدارة الأمريكية ستعكس مسارها بموجب هذا القرار فوراً".

سيجعل التحقيق من الصعب تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، وفقاً لما ذكرته أبيجيل روس هوبر، الرئيسة التنفيذية لاتحاد صناعات الطاقة الشمسية، التي قالت إن الاتحاد سيضغط من أجل إيجاد حل أسرع للتحقيق.

قالت وزارة التجارة الأمريكية إنها ستصدر نتائجها الأولية بشأن التحقيق، في غضون 150 يوماً.

من المقرر اتخاذ قرار نهائي في غضون 300 يوم، مع احتمال تمديد لمرة واحدة لمدة 65 يوماً.

قالت الوزارة إن الوكالة ستطلب من الشركات في الدول المستهدفة، الحصول على معلومات حول إنتاج الخلايا الشمسية والوحدات وشحناتها إلى الولايات المتحدة.