عقار "ليلي" للزهايمر لا يساوي 20 مليار دولار بعد

جزء مقطعي لدماغ الإنسان
جزء مقطعي لدماغ الإنسان المصدر: بلومبرغ
Sam Fazeli
Sam Fazeli

Sam Fazeli is senior pharmaceuticals analyst for Bloomberg Intelligence and director of research for EMEA.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعدُّ مرض الزهايمر حقيقة قاتمة لكثير من المسنين، إذ يتمُّ تشخيص واحد من كل 10 من كبار السن فوق الخامسة والستين في الولايات المتحدة الأمريكية بإحدى أشكال الخرف المرتبطة بهذا المرض، وفقاً لجمعية الزهايمر. ولا يوجد في السوق علاج فعََال لهذا المرض، أو لوقف تقدُّمه القاسي، ومن هذ المنطلق يتشابه علاجه العملي بالكأس المقدسة لدى شركات الأدوية ومستثمريها.

وفي ظلِّ هذه الخلفية، أصدرت شركة "إيلاي ليلي آند كو" Eli Lilly & Co يوم الإثنين بيانات حول المرحلة الثانية من التجربة السريرية الصغيرة لعقارها المضاد "دونانيماب"(donanemab)، التي أظهرت تباطؤاً ملحوظاً في تدهور المرضى بالمراحل المبكرة للمرض، مقارنةً بأولئك الذين تلقوا علاجاً بديلاً. وكانت هذه مفاجأة، وابتهج المستثمرون بتلك الأخبار، مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركة "ليلي" بأكثر من 11%، وإضافة ما يقرب من 20 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة. كما أعطت الأخبار دفعة قوية لأسهم شركة "بيوجين إنك" التي تعمل على عقار لمرض الزهايمر، يستهدف علاج المشاكل المماثلة في الدماغ مثلما يفعل علاج "ليلي".

رد الفعل

ولكن هل يعدُّ رد الفعل هذا مبرراً؟ بقدر ما أحب أن أقول نعم، إلا أنَّ الإجابة هي لا، مع الأسف... ليس بعد... وإليكم الأسباب.

تتعلق المسألة أولاً بكيفية إعداد التجربة، وما كان يجب لنتائجها أن تُظهر، فلقد سعت تجربة "ليلي" إلى قياس التغييرات في كلٍّ من الإدراك، والوظيفة اليومية للمرضى بخلاف التجارب الأخرى على عينة من مرضى الزهايمر، التي سعت إلى قياس أحدهما، أو الآخر، أو كليهما، ولكن بشكل منفصل. وهذا زاد من صعوبة المقارنة بينهما، بل من الصعب استخلاص استنتاج مؤكَّد من النتائج بدون توفُّر المزيد من البيانات التي يُمكن أن تساعد في شرح أيَّة فروقات دقيقة متعلِّقة بعصا القياس الجديدة هذه. كما افتقرت أيضاً إلى بعض أهدافها الثانوية، التي تضمَّنت بعضاً من أكثر الطرق المتعارف عليها في قياس فعالية أدوية مرض الزهايمر.

وبالرغم من أنَّ التجربة قد أظهرت تباطؤاً في تدهور المرضى بالمراحل المبكرة للمرض بنسبة 32% مقارنةً بالدواء البديل على مدار 76 أسبوعاً، إلا أنَّه قد تمَّ إعدادها على فرضية إظهارها تباطؤاً، ونسبته50%، وبالتالي قد يُنظر إلى تلك النسبة (32% فقط) على أنَّها نتيجة فاشلة للتجربة. كما تعدُّ هذه تجربة مبكرة بآلية دوائية جديدة في مرض غير مفهوم بشكل جيد، ولهذا يجب أن نكون أكثر تسامحاً. ولكن مع ذلك، والأهم من هذا، هو عدم اتضاح إن كان تقليل معدل التباطؤ بمقدار الثلث يعدُّ مفيداً حقاً في تطور المرض على المدى الطويل، فنحن ببساطة نحتاج إلى المزيد من البيانات التفصيلية.

أما بالنسبة لوجود أيَّة صلة بعقار "أدوكانوماب" (aducanumab) للزهايمر الذي تنتجه شركة "بيوجين"، فذلك أمر ضعيف؛ لأنَّه بالرغم من استهداف عقار "ليلي" لعدو مشابه في الدماغ، وهو الأميلويد، إلا أنَّ هناك اختلافات دقيقة ومهمة في نوع الأميلويد الذي يقوم بمهاجمته. لذلك لا يوجد أي ارتباط مباشر بينهما.

وفي حين يرغب الجميع في الحصول على عقار يُمكن أن يساعدنا في إدارة هذا المرض المروع، إلا أنَّ الوقت لا يزال مبكراً للاحتفال، فنحن بحاجة إلى المزيد من البيانات والتجارب الأفضل لإثبات أنَّها تستحق المخاطرة السريرية والمالية.