خبير ديون: حاملو السندات سيواجهون مصيراً مشؤوماً إذا تعثرت روسيا

مباني مجمع الكرملين بجانب نهر موسكفا في موسكو، روسيا
مباني مجمع الكرملين بجانب نهر موسكفا في موسكو، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال أحد أكبر المحامين العالميين المخضرمين في منازعات الديون السيادية، إنَّ حملة السندات الحكومية الروسية لن يتمكّنوا من استعادة أموالهم إذا تخلّفت موسكو عن السداد.

يرى أوسلاندر، الذي عمل ضمن لجنة الدائنين الرافضين في الأرجنتين عام 2016، فرصاً محدودة لمقاضاة روسيا في المحاكم في حال تخلّفها عن السداد، على الأقل حتى نهاية النزاع المستعر في أوكرانيا.

أضاف "أوسلاندر" في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز": "حصول حملة السندات على أموالهم؛ يتوقّف كلياً على حل هذا النزاع، وعودة روسيا إلى المشهد العالمي.

التزام موسكو

حتى الآن، أوفت روسيا بجميع التزاماتها، وأشارت إلى عزمها على استرداد سندات بقيمة ملياري دولار يُستحق أجلها في الرابع من أبريل المقبل، كما تتيح إمكانية إعادة الشراء بالروبل لتسهيل الدفع لحملة السندات داخل البلاد.

مع ذلك؛ ما يزال خطر التخلف عن السداد قائماً، مع حجب العقوبات الغربية لروسيا عن جميع مصادرها التمويلية، مما يقوّض قدرة موسكو على الدفع للدائنين في الوقت المحدد.

ذكر "أوسلاندر"، المقيم في نيويورك، وساعد مجموعة من حملة السندات من قبل على مصادرة محركات طائرات هليكوبتر مملوكة للجيش الأرجنتيني في الولايات المتحدة قبل 5 سنوات، أنَّه في حالة تخلّف روسيا عن السداد؛ قد يصعُب على حملة السندات استعادة أموالهم، ما لم تقرر موسكو أنَّه من مصلحتها التوصل لاتفاق مع المستثمرين.

اقرأ أيضاً: روسيا تتفادى مخاطر التخلف عن سداد مدفوعات فائدة.. مجدداً

تعجيل السداد

تابع المحامي، الشريك في مؤسسة "ويلك أوسلاندر" (Wilk Auslander): "عندما تتأمل نموذج الأرجنتين، سترى أنَّه مهما حدث في المحكمة، وبغضِّ النظر عن الأحكام القضائية التي جرى الحصول عليها؛ لم يتغير أي شيء البتة حتى خسرت كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها ماوريسيو ماكري".

يمكن للمستثمرين الأجانب مقاضاة روسيا، والمطالبة بسداد مدفوعات سنداتهم فوراً، وهو ما يسمى بتعجيل السداد، وستنحاز المحاكم الأمريكية لصف حاملي السندات هؤلاء على الأرجح، لكنَّ استرداد الأموال قد يشوبه تعقيدات، بحسب قوله.

وأضاف: لو اختارت روسيا إعلان تعثرها مستقبلاً، أو منعتها العقوبات من سداد مدفوعات الديون؛ سيواجه حملة السندات معركة شاقة في المحاكم للمطالبة بحقوقهم، أو مصادرة الأصول المرتبطة بروسيا؛ إذ يمكن أن تكون هذه الأصول محمية بموجب الحصانة السيادية.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يحظر شراء السندات الروسية أسوةً بالعقوبات الأمريكية

اختتم "أوسلاندر": "يجب أن تنتهي هذه الحرب بطريقة مقبولة للأسواق العالمية، حتى تتمكّن روسيا من العمل بشكل طبيعي إلى حد ما مجدداً. وحتى يحدث ذلك؛ لا أستطيع التفكير في أي طريقة يمكن لأي شخص أن يستعيد أمواله بها في حالة التخلف عن السداد".