صفقات التمويل الإسلامي تحقق أفضل انطلاقة مع قفزة أسعار النفط

العاصمة السعودية الرياض. السعودية وتركيا أكبر دولتين في إصدارات الصكوك الإسلامية في 2022
العاصمة السعودية الرياض. السعودية وتركيا أكبر دولتين في إصدارات الصكوك الإسلامية في 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه الطروحات العالمية للصكوك صوب انطلاقتها القياسية الأكثر اكتظاظاً خلال العام الجاري، في ظل إشارة المصرفيين في إتش إس بي سي" القابضة و"دويتشه بنك" إلى صعود أسعار النفط كمحرك للإصدار المفعم بالنشاط.

بلغت مبيعات الصكوك الجديدة المستحقة في سنة على الأقل ما يصل إلى 24 مليار دولار حتى الآن خلال 2022، وهي أفضل انطلاقة لأي سنة، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ تعود لسنة 1999. كانت المملكة العربية السعودية وتركيا أكبر مصدرين.

السعودية تستحوذ على 25% من إصدارات الصكوك العالمية في 2021

رغم تراجعه يوم الخميس، فقد صعد النفط الخام بنسبة بلغت 40% خلال السنة الحالية، ما جعل المستثمرين في البلدان المنتجة للنفط، والتي تعد من أكبر أسواق التمويل الإسلامي، يتمتعون بوفرة من السيولة النقدية.

في ظل اضطراب أسواق الدخل الثابت على إثر قيام الولايات المتحدة بزيادة أسعار الفائدة، حقق أداء الديون المتوافقة مع الشريعة نتائج أفضل من السندات العالمية ذات التصنيف الاستثماري، حيث خسرت نسبة 4% فقط مقابل هبوطها 7% حتى الآن خلال السنة الجارية، بحسب مؤشرات بلومبرغ.

طلب مكبوت

قال خالد درويش، رئيس أسواق رأس المال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "إتش إس بي سي": "كانت هناك سيولة نقدية وطلب مكبوتان على الصكوك الإسلامية منذ مدة زمنية طويلة ويسفر هذا، بجانب ظروف السوق الصعبة التي تؤثر بصفة عامة على سوق الإصدار والسوق المالية، عن تنامي الاهتمام بإصدار الصكوك مقارنة مع إصدار السندات التقليدية".

بتغطية 2.5 مرة.. "دبي الإسلامي" يصدر صكوكاً ممتازة بقيمة 750 مليون دولار

تكشف البيانات التي جمعتها بلومبرغ عن أن البنك هو أكبر منظم لصفقات الصكوك خلال السنة الحالية.

في ظل عالم تتزايد فيه أسعار الفائدة، يُفضل المستثمرون في الأغلب الديون ذات آجال استحقاق أقصر، ما يزيد من جاذبية الصكوك.

يبلغ متوسط ​​أجل استحقاق الصك في مؤشر بلومبرغ للصكوك الدولارية العالمية نحو 4 أعوام فقط. يأتي ذلك بالمقارنة مع ما يزيد على 7 أعوام لمؤشر بلومبرغ للسندات العالمية مرتفعة العائد المقومة بعملات متنوعة.

صعود النفط

قالت أغاتا راشكفيتش، رئيسة وحدة أسواق رأس المال للديون في منطقة جنوب شرق آسيا في "دويتشه بنك": "يتسم الكثير من المُصدرين بالحركية، ويمتلكون طرقاً للتمويل متنوعة، ويختارون الاستفادة من السوق التي تقدم سيولة مالية قوية".

من الممكن أن تُعزى شعبية الصكوك جزئياً إلى صعود أسعار النفط ما يدعم الثقة لدى بعض المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط.

لكن الانتعاشة ربما لا تستمر طويلاً. كتبت وكالة "فيتش ريتنغز" في وقت سابق من الشهر الجاري، أن تسارع معدلات التضخم تعد خبراً سيئاً بالنسبة لمستثمري الدخل الثابت. وألحق الغزو الروسي لأوكرانيا الضرر بالرغبة في أصول الأسواق الناشئة.

مصر تطرح أول صكوك سيادية بمليارَي دولار في الربع الثاني

ربما يسفر ازدهار أسعار السلع الأساسية عملياً عن عرقلة الإصدار نظراً لأنه يحد من الاحتياج للتمويل الخارجي.

تتوقع شركة "موديز إنفيستورز سرفيس " تحقيق مبيعات أقل خلال عام 2022 بالمقارنة مع السنة الماضية.

لا يعد مصرف "سي آي أم بي إنفستمنت بنك"، وهو منظم رئيسي للإصدار في ماليزيا التي تُعتبر أكبر سوق للصكوك على مستوى العالم، متشائماً إلى هذه الدرجة.

قال جيفري هاشم، الرئيس التنفيذي في مصرف "سي آي أم بي إنفستمنت بنك" : "من المتوقع أن يكون حجم إصدارات الصكوك العالمية ثابتاً خلال الفترة المتبقية من عام 2022".

في منطقة أخرى من أسواق الائتمان:

آسيا

سوَّقت 3 شركات سندات مقوّمة بالدولار في منطقة آسيا يوم الخميس حيث يراقب المستثمرون ما إذا كانت خطة الولايات المتحدة للإفراج عن كميات من النفط الخام من احتياطياتها ستسهم في السيطرة على التضخم.

• زادت عقود مقايضات التخلف عن سداد الائتمان في آسيا باستثناء اليابان لليوم الثاني، وهي أطول سلسلة من نوعها على مدى أكثر من أسبوعين.

• كانت فوارق العائد على السندات الآسيوية من الدرجة الاستثمارية المقومة بالدولار ثابتة عند نقطتي أساس. تتجه السندات الصينية ذات العائد المرتفع المقوّمة بالدولار، التي تهيمن عليها شركات التطوير العقاري، صوب تحقيق مكسبها العاشر خلال 11 جلسة.

• تراجع حجم إصدار السندات الدولارية في آسيا باستثناء اليابان عن الأسبوع السابق، حيث وصلت المبيعات إلى نحو 3.8 مليار دولار حتى الآن خلال الأسبوع الحالي في مقابل ما يفوق 9 مليارات دولار تحققت في الأسبوع السابق.

منطقة الأمريكتين

قامت 4 جهات إصدار على الأقل ببيع سندات أمريكية جديدة مرتفعة العائد، بما فيها ذلك شركة "ورك داي" (Workday Inc) وشركة "دي تي ميد ستريم" (DT Midstream Inc).

• استفادت شركة "تشرشل داونز" (Churchill Downs Inc)، المالكة والمشغلة لمضمار السباق الذي يستضيف سباق "كنتاكي ديربي" السنوي، من سوق السندات الأمريكية ذات العائد المرتفع لجمع 1.2 مليار دولار للمساهمة في تمويل عملية شراء أصولها في شركة "بينينسولا باسيفيك إنترتينمنت" مالك شركة "هارد روك سيوكس سيتي".

• جرى زيادة حجم سندات من فئة ثماني سنوات عن الهدف الأولي الذي يبلغ 900 مليون دولار

أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

كان مصرف "رابو بنك" (Rabobank) وشركة "سي إي زد" (CEZ AS) من بين 15 جهة إصدار عرضت 19 شريحة في سوق السندات الأوروبية في يوم الأربعاء حققت ما يعادل نحو 16 مليار يورو (17.9 مليار دولار).

قام المُقرض الهولندي ببيع سندات إضافية من المستوى الأول، وهي النوع الأكثر خطورة بين ديون البنوك، في حين قامت شركة تشيكية توزع الغاز بتسعير عملية طرح سندات مرتبطة بمعايير الاستدامة.

• أسفرت وفرة الصفقات الحديثة في كافة القطاعات عن زيادة إجمالي مبيعات السنة الحالية إلى ما يفوق 500 مليار يورو.

• دخلت شركة تعدين الذهب "بتروبافلوفسك" (Petropavlovsk) في محادثات مع شركات خدمات استشارية لعملية محتملة لإعادة هيكلة ديون عقب إلحاق بنكه المقرض "غازبروم بنك" (Gazprombank) إلى قائمة الكيانات الموقع عليها عقوبات من قبل المملكة المتحدة.

• انحسرت مخاوف التخلف عن السداد الروسية في ظل بداية ظهور مدفوعات الفائدة الأخيرة للحكومة في بعض حسابات مستثمري السندات.