العزلة الروسية تضرب سوق سندات الدول السوفيتية السابقة المجاورة

عملة الروبل الروسي
عملة الروبل الروسي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في موجة من الصعوبات المالية وخسائر السوق، امتدت من البحر الأسود إلى حافة جبال الهيمالايا.

دفعت العقوبات الشاملة أكبر مصدر للطاقة في العالم إلى مسار الركود العميق لعامين متتاليين، مما يعرِّض التبادل التجاري، والسياحة، وتحويلات بمليارات الدولارات لجيرانها من دول الاتحاد السوفيتي السابق للخطر.

روسيا تطرح على الهند نظام مدفوعات مقومة بالروبل كبديل عن "سويفت"

وبرغم الهدوء النسبي الذي ساد مع اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا هذا الأسبوع؛ ما تزال هناك إشارات تحذيرية بشأن سندات اليورو التي تبلغ قيمتها 17 مليار دولار، الصادرة من دول: طاجيكستان، وجورجيا، وبيلاروسيا، وأرمينيا، وأوزبكستان، وكازاخستان.

وفي الوقت الذي تسبّبت فيه سندات روسيا البيضاء، وروسيا، وأوكرانيا في تكبّد مستثمري الأسواق الناشئة أكبر خسارة منذ الغزو الروسي في 24 فبراير؛ تقترب سندات باقي الدول من التأثير نفسه.

مخاطر التخلف عن سداد الديون

قالت كلوديا كاليش، رئيسة سندات الأسواق الناشئة في "إم آند جي إنفستمنتس" (M&G Investments) في لندن، إنَّ "الروابط الاقتصادية الواسعة" قد "تؤثر في قدرة الجمهوريات السوفيتية السابقة على سداد ديونها الخارجية". وإنَّهم "محفوفون بالمخاطر لاستمرار تأثرهم الشديد بالصراع".

وصلت سندات الدول المشاركة مباشرة في الأزمة - روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا - إلى مستويات بالقرب من التخلف عن السداد. في حين تباينت حدة انتقال العدوى إلى أماكن أخرى.

خبير ديون: حاملو السندات سيواجهون مصيراً مشؤوماً إذا تعثرت روسيا

قالت كاليش، إنَّ طاجيكستان هي الأكثر عرضة لخطر انخفاض التحويلات، إذ يساهم عمالها المهاجرون في روسيا بنحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يتم تحويل 13 مليار دولار سنوياً من روسيا عن طريق عمال الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى. وقد ارتفع العائد على سندات طاجيكستان المستحقة في 2027 بنحو 400 نقطة أساس منذ 23 فبراير.

قالت وكالة "موديز إنفستورز سيرفيس" في تقرير صادر يوم الأربعاء، إنَّ التباطؤ الاقتصادي "الحاد والممتد" في روسيا "قد يؤدي إلى تدهور مستدام في إمكانات النمو في طاجيكستان، ويرجع ذلك في الأساس إلى الانخفاض المتوقَّع في تدفقات التحويلات". وقد وضعت الوكالة التصنيف الائتماني للدولة قيد المراجعة استعداداً لخفضه.

وقد علّقت "ويسترن يونيون" عملياتها في روسيا وبيلاروسيا.

السياحة والبنوك

تعد السياحة في جورجيا من القطاعات المهمة. إذ تساهم صناعة السفر بنحو ثلث الاقتصاد، ويُشكّل السياح الروس 15% من إجمالي عدد السياح. وقد ارتفعت عوائد السندات المستحقة في أبريل 2026 بأكثر من 300 نقطة أساس خلال تلك الفترة.

دعمت بيلاروسيا موقف موسكو طوال فترة الغزو، لذلك فهي تواجه عقوبات دولية خاصة بها. يضاف إلى ذلك أنَّ روسيا تساهم بنحو نصف وارداتها وصادراتها، لذلك ترى "إم آند جي إنفستمنتس" أنَّها ستتأثر بشدة، وتتعرّض لتباطؤ حاد.

تظهر مؤشرات "بلومبرغ" أنَّ سندات اليوروبوند في بيلاروسيا قد تسبّبت في تكبّد مستثمري الأسواق الناشئة أكبر خسارة منذ بدء الغزو.

وقد حذّرت وكالة "ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية" في 18 مارس من تعرض التصنيف الائتماني للبلاد لمزيد من الخفض.

الاحتياطي الروسي الأجنبي يفقد 38.8 مليار دولار منذ بدء الحرب

أما كازاخستان الغنية بالطاقة؛ فتتجسد أكثر نقاط ضعفها في علاقاتها المالية التي تربطها بروسيا، كما جاء في تقرير "جيه بي مورغان" الصادر في 25 مارس.

صنّف "معهد التمويل الدولي" دول طاجيكستان، ومنغوليا، وكازاخستان، وأوزبكستان على أنَّها الأسواق الحدودية الأكثر عرضة لخطر اضطراب التجارة بسبب الصراع.

وقال المعهد في تقرير، إنَّ إجمالي الصادرات والواردات مع روسيا وأوكرانيا تمثل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول.

يشير محللو "جيه بي مورغان" إلى بيلاروسيا، وقيرغيزستان، وأرمينيا على أنَّهن الأكثر انكشافاً على روسيا، نتيجة علاقات تلك الدول التجارية مع روسيا، والتحويلات والاستثمار المباشر، والصناعات المصرفية الخاصة بهم. وكتب المحللون أنَّ تحويلات العمال إلى أوطانهم قد تنخفض بنسبة تصل إلى 40% هذا العام.

قالت وكالة "فيتش للتصنيف الائتماني" في تقرير صادر بتاريخ 9 مارس: "تتباين درجة علاقة دول المنطقة بالاقتصاد الروسي وقنوات نقل العدوى، لكنَّ التداعيات الاقتصادية ستكون جوهرية".

وأشارت الوكالة إلى أنَّ عملات الجمهوريات السوفيتية السابقة تراجعت مع الروبل، مما قد يعيق قدرتها على سداد الديون الخارجية.