أسوأ أداء فصلي للأسهم الأوروبية في عامين بسبب مخاوف تباطؤ النمو

شاشة عرض لأسعار الأسهم في بهو بورصة "يورونكست" في العاصمة الفرنسية باريس يوم 15 ديسمبر 2021. تسببت الحرب في أوكرانيا في حالة من عدم اليقين طغت على أسواق الأسهم الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة
شاشة عرض لأسعار الأسهم في بهو بورصة "يورونكست" في العاصمة الفرنسية باريس يوم 15 ديسمبر 2021. تسببت الحرب في أوكرانيا في حالة من عدم اليقين طغت على أسواق الأسهم الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت الأسهم الأوروبية أول انخفاض ربع سنوي منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا في 2020، بعدما أثرت حالة عدم اليقين الاقتصادي جراء الحرب في أوكرانيا، والتضخم الحاد، على شهية الاستحواذ على الأصول الخطرة.

أغلق مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الخميس على انخفاض بنسبة 0.9%، منهياً الربع الأول من العام بتراجع 6.6%، وقاطعاً أطول سلسلة مكاسب ربع سنوية منذ عام 1998. قادت أسهم التجزئة والبنوك تراجعات الخميس، في حين تفوقت أسهم قطاع المرافق.

اقرأ أيضاً: المستثمرون يترقبون أبريل أفضل شهور السنة للأسهم الأوروبية

ابتعد المستثمرون عن الأسهم في أول شهرين من العام الجاري بعد تفاقم المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي نتيجة ارتفاع أسعار السلع إبان الغزو الروسي لأوكرانيا. وبرغم تحقيق المؤشر المعياري مكاسب شهرية صغيرة في مارس بعد تعافيه من الخسائر الناجمة عن الحرب؛ ما تزال المخاوف قائمة بخصوص ارتفاع التكاليف التي تعوق الأرباح الأوروبية، لا سيما أنَّ انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة يثير قلقاً من ركود يلوح في الأفق.

اقرأ المزيد: المتداولون "يلعبون بالنار" باستخدام صندوق مُغلق للمراهنة على الأسهم الروسية

تباطؤ الأرباح

قالت جانيت ميوي، رئيسة تحليل السوق لدى "بروين دولفين" (Brewin Dolphin) لـ"تلفزيون بلومبرغ": "من المنطقي أن تكون في وضع أكثر حذراً. حظيت الشركات بأرباح جيدة، ولكن هذا سيتباطأ بالتأكيد خلال العام. هناك خط زمني من انعكاس منحنى العائد حتى ذروة سوق الأسهم، ولذلك لا نرغب في الخروج من الأسهم قبل الأوان".

تأخر انتعاش الأسهم الأوروبية عن نظيراتها في الولايات المتحدة. ففي حين صعد مؤشر "ستوكس 600" بأقل من 1% منذ بداية الحرب؛ حقق مؤشر "إس آند بي 500" مكاسب بأكثر من 8%. قال الخبراء الاستراتيجيون لدى "سيتي غروب"، إنَّ ذلك يعكس "تفككاً في الأسهم المترابطة سابقاً. ونشك في أنَّ الأسواق قد تطبّق الآن خصماً كبيراً للغاية على الأسهم الأوروبية مقابل نظيراتها الأمريكية".

محادثات تركيا

كان من المقرر استئناف محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا الجمعة، وفقاً لمسؤول أوكراني كبير سعى إلى تدعيم تلك المحادثات هذا الأسبوع في تركيا، والتي فشلت في تحقيق تقدّم كبير. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنَّ روسيا ستواصل إمداد أوروبا بالغاز في الوقت الذي طالب فيه العملاء بالدفع بالروبل، مما خفّف المخاوف من أن يؤدي التغيير إلى اضطرابات مدمّرة.

سيركز المستثمرون كذلك على موسم الأرباح الفصلية في شهر أبريل الذي كان الأفضل تاريخياً للأسهم الأوروبية في كل عام. قدّم شهر أبريل لمدة 25 عاماً متوسط مكاسب بلغ 2.3% لمؤشر "ستوكس 600" الأوروبي، و7 عوائد سلبية فقط، وهو الأقل في أي شهر.

من بين الأسهم المحركة للسوق؛ أغلق سهم "هينيس آند موريتز" (Hennes & Mauritz) متراجعاً بنسبة 13%، في أكبر نسبة تراجع منذ عام 2017، بعد الإفصاح عن تباطؤ مفاجئ في نمو المبيعات، لتصبح واحدة من أوائل شركات التجزئة التي أشارت إلى تأثير الحرب في الاستهلاك. بدورها؛ حقّقت "بيرنود ريكارد" (Pernod Ricard) المكاسب التي دفعت بمحللي "سيتي غروب" إلى ترجيح تفوق مبيعات الربع الثالث على التوقُّعات، مع قيام "دويتشه بنك" بزيادة السعر المستهدف للسهم.