المركز المالي للصين تحت الإغلاق الكامل بسبب "أوميكرون"

سكان يصطفون أمام مجموعة من الكوادر الصحية للخضوع إلى اختبار "كوفيد-19" في أحد أحياء مدينة شنغهاي الصينية في 26 مارس 2022
سكان يصطفون أمام مجموعة من الكوادر الصحية للخضوع إلى اختبار "كوفيد-19" في أحد أحياء مدينة شنغهاي الصينية في 26 مارس 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يعيش سكان شنغهاي البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة في أحد أشكال الإغلاق، وسط مكافحة المركز المالي لاحتواء سلالة أوميكرون المتحورة لفيروس كورونا شديدة العدوى.

لا يزال النصف الشرقي من المدينة الصينية الضخمة يخضع لقيود مشددة على الحركة، رغم انتهاء الإغلاق الشامل الذي استمر 4 أيام صباح يوم الجمعة، وفقاً لبيان حكومي صدر يوم السبت. ما يعني أن كافة سكان المدينة يخضعون حالياً لشكل من أشكال الحجر الصحي، حيث تحول الإغلاق لشطري المدينة بوصوله إلى النصف الغربي من شنغهاي يوم الجمعة.

بدأ السكان في الجزء الغربي من المدينة، حيث يعيش نحو ثلثي السكان، في الساعة 3 صباحاً يوم الجمعة حسب التوقيت المحلي، الخضوع لقيود الإغلاق، مع اقتراب الإغلاق في الشرق من نهايته، حيث أُقِرَّ إغلاق يستمر لمدة 4 أيام في الغرب، إذ يتم منع السكان من مغادرة المنزل ما لم يخرجوا لإجراء فحوصات كوفيد الجماعية الإلزامية.

منذ الأيام الأولى للوباء، برزت شنغهاي كمركز لأسوأ تفشٍ للفيروس في الصين، حيث أظهرت بيانات رسمية أن الإصابات اليومية في المدينة ارتفعت من أقل من 5 حالات في بداية مارس إلى أكثر من 6300 حالة يوم الجمعة.

وقال وو تشيان يو، المسؤول في لجنة الصحة في "بلدية شنغهاي"، في تصريحات إعلامية يوم الجمعة: "الوضع الوبائي خطير ومعقد في الوقت الحالي، ومهمة الوقاية والسيطرة شاقة للغاية".

فحص واسع النطاق

أشار تشيان يو إلى أن الزيادة المتجددة في أعداد الإصابات، بعد الانخفاض القصير في وقت سابق من هذا الأسبوع نتيجة لفحوصات كوفيد واسعة النطاق. حيث قامت السلطات بفحص أكثر من 14 مليون شخص في النصف الغربي من المدينة، يوم الجمعة، ضمن جولتين من الفحوصات.

يعد انتشار سلالة أوميكرون شديدة العدوى في شنغهاي، التي تضم أكبر ميناء للحاويات في العالم، والمقرات الإقليمية للعديد من الشركات المحلية والأجنبية، أكبر اختبار لأهداف الرئيس شي جين بينغ المزدوجة، المتمثلة في القضاء على الفيروس مع الحد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لاستراتيجية الوصول بإصابات كوفيد إلى الصفر، في ظل تفشي المرض في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما يهدد بتعطيل سلاسل التوريد العالمية.

مدينة أشباح

تظهر لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية، كيف تسبب التنفيذ الصارم لإجراءات الإغلاق في تحول المدينة التي كانت مزدهرة ذات يوم إلى مدينة أشباح، حيث شوارع التسوق خالية والتي كانت عادة ما تكون مكتظة بالناس.

وبينما انتهى إغلاق شرق شنغهاي رسمياً في الساعة 5 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الجمعة، لم يتمكن معظم السكان من مغادرة منازلهم على الفور، في ظل ما وصفته الحكومة المحلية بنظام الحجر الصحي التدريجي.

يتم وضع الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة أو بدون أعراض تحت الحجر الصحي المركزي للعلاج أو المراقبة في مرافق مؤقتة، والتي تم تأسيسها في الغالب داخل صالات الألعاب الرياضية، أو مراكز المعارض المنتشرة بكافة أنحاء المدينة.

وتقضي القواعد ببقاء أي شخص يعيش في مبنى تم الإبلاغ عن حالة إصابة بفيروس كوفيد فيه محتجزاً في منزله لمدة أسبوعين، كما يخضع سكان باقي المباني داخل نفس المجمع الذي يضم المبنى، حيث تم الإبلاغ عن وجود مريض بفيروس كوفيد، للحجر المنزلي لمدة 7 أيام.

كذلك يتم تقييد حركة السكان الذين يعيشون بالقرب من المجمعات المغلقة داخل منطقتهم فقط لمدة أسبوع، حيث يقتصر الأمر على إرسال شخص واحد من كل منزل مرة واحدة يومياً لإحضار السلع الضرورية وتوصيلها لهم.

حتى يوم السبت، ما زال جميع سكان النصف الشرقي من المدينة البالغ عددهم نحو 9 ملايين شخص يخضعون لشكل من أشكال القيود، وفقاً للبيان الرسمي. حيث جاءت نحو 40% من الإصابات الجديدة المبلغ عنها يوم السبت من الجزء الشرقي للمدينة، المعروف باسم بودونغ.