"جيه بي مورغان" يراجع انكشافه على السلع عقب فوضى النيكل

لافتة "جيه بي مورغان" خارج المقر الرئيسي في نيويورك، الولايات المتحدة
لافتة "جيه بي مورغان" خارج المقر الرئيسي في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ "جيه بي مورغان تشيس أند كو" بمراجعة أعماله مع بعض عملاء السلع، في أعقاب صدمة النيكل خلال الشهر الماضي عبر إجراء يهدد باستنزاف المزيد من السيولة من القطاع.

طلبت الإدارة العليا في "جيه بي مورغان" من فرق العمل في أنحاء العالم كافةً إجراء الفحص النافي للجهالة لبعض العملاء الحاليين، بمن فيهم تجار المعادن ومصافي النفط، بحسب مصادر مطّلعة على الموقف. قالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنَّ تقييمات المخاطر أُجريت أيضاً حيال اختصاصات تمويل محددة.

نقص حاد في إمدادات النيكل ومخزونات بورصة لندن تواصل التراجع

يعتبر البنك الأمريكي واحداً من بين أكبر اللاعبين في أسواق السلع العالمية والأكبر في سوق المعادن إلى حد كبير. كما كان أيضاً مساهماً أساسياً في صعود أسعار النيكل الذي هز بورصة لندن للمعادن خلال الشهر الماضي كأكبر نظير لمجموعة

"تسينغشان" القابضة (Tsingshan Holding Group)، التي تعد أكبر منتج على مستوى العالم للمعدن الذي يقع في قلب السوق المضغوط.

مراجعة أكثر عمقاً

كان "جيه بي مورغان" يراقب بالفعل، ويعدّل من انكشافه على السلع الأساسية في ظل تقلّبات السوق المتزايدة قبل الارتفاع الحاد لأسعار النيكل خلال فترة وجيزة، بحسب مصدر آخر مطلع على موقف البنك. قال المصدر إنَّه منذ صعود أسعار النيكل في أوائل شهر مارس المنصرم، أجرى البنك عملية مراجعة أكثر عمقاً.

سعر النيكل يتضاعف خلال 48 ساعة ويُربك أكبر بورصة معادن في العالم

قال "جيه بي مورغان" في بيان: "اتساقاً مع الإدارة الحصيفة للمخاطر، راجعنا المخاطر في ضوء مجريات السوق المهمة على مدى السنة الجارية، وسنواصل ذلك في الأسواق كافةً، لكنَّنا سنظل ملتزمين بامتياز السلع الخاص بنا".

ربما يأتي أي انسحاب من قبل البنك في وقت صعب لا سيما بالنسبة إلى أسواق السلع التي يعاني بالفعل جراء هبوط كبير في السيولة، إذ تدفع الأسعار الباهظة والتقلبات الشديدة المضاربين إلى خارج السوق.

في حين أنَّ المراجعة تشمل العملاء في أنحاء أعمال السلع لـ"جيه بي مورغان"، لكنَّها تركز على المعادن الأساسية وأعمال التداول في بورصة لندن للمعادن، بحسب ما ذكر الأشخاص. قال أحد المصادر إنَّ إحدى المسائل التي يدرسها البنك هي طريقة إجراء اختبار التحمل في أنشطته التجارية بحثاً عن أزمات لم يتعرض لها من قبل، على غرار تلك التي وقعت في سوق النيكل.

قالت المصادر إنَّه من غير الواضح ما ستنتهي إليه نتائج عملية المراجعة، بيد أنَّه يمكن أن يسفر ذلك عن تقليص "جيه بي مورغان" لأنشطتة التجارية بسوق السلع الأساسية. أوضحت المصادر أنَّ المُقرض قلّص بالفعل انكشافه في سوق النيكل. كما أنَّ الأمر بات يتطلب الحصول على موافقة إدارة إضافية لعقد صفقات تمويل جديدة في سوق المعادن.

تمويل السلع

أحدثت صدمة النيكل هزة في قطاع السلع، إذ ذكرت بورصة لندن للمعادن أنَّها أوجدت "مخاطر نظامية" هددت السوق. استجابة لذلك، علّقت بعض البنوك مؤقتاً تمويل السلع الأساسية في آسيا في أوائل الشهر الماضي، بحسب مضاربين فعليين في سنغافورة والصين، والذين كانوا يقترضون عادة من البنوك المتضررة. وقالوا إنَّ بعض المضاربين ما زالوا غير قادرين على الحصول على تمويل من تلك البنوك، بما فيها "جيه بي مورغان"، وقيل لهم إنَّ السبب في ذلك يعود إلى أنَّ المقرضين يراجعون أعمالهم في مجال السلع الأساسية.

رجل أعمال صيني يخسر مليارات لرهانه على تراجع أسعار النيكل

تأتي اتفاقيات إعادة الشراء مع البنوك من بين الصفقات التي تضررت، إذ يستعمل المضاربون مخزوناتهم لجمع التمويل.

ذكرت "بلومبرغ" في تقرير الشهر الماضي أنَّ نحو 50 ألف طن من إجمالي صفقة بيع معدن النيكل خاصة بـ"تسينغشان" والتي تفوق 150 ألف طن أُجريت من خلال ترتيب للبيع المباشر خارج المقصورة مع "جيه بي مورغان".

عانت الشركة الصينية في سداد مطالبات الهامش عقب صعود سعر النيكل بنحو 250% خلال ما يزيد قليلاً عن 24 ساعة، لكن هدأت الأوضاع بعد تعليق التداول لمدة أسبوع، وتم إلغاء التنفيذات ذات الأسعار الأعلى، ووافقت البنوك - بقيادة "جيه بي مورغان"- على عدم القيام بمزيد من عمليات البيع لتغطية الهامش.

معادن أساسية

وفقاً للـ50 ألف طن التي ذُكرت؛ كان من الممكن أن تكون شركة "تسينغشان" مدينة لـ"جيه بي مورغان" بنحو مليار دولار في تغطية رأس المال الاحتياطي في اليوم السابق لتعطيل سوق النيكل. في حال تم السماح باستمرار صعود سعر النيكل؛ كان من الممكن أن يزداد حجم انكشاف البنك على "تسينغشان" بمليارات الدولارات الإضافية.

في حين شهدت سوق النيكل استقراراً نسبياً، لم تجرِ تسوية مركز البيع على المكشوف الخاص بشركة "تسينغشان" بطريقة نهائية. ذكرت "بلومبرغ" في وقت سابق أنَّ الشركة قامت بتغطية جزء من مركزها للبيع على المكشوف من خلال شراء عقود النيكل، ولكن ما زالت تملك رهاناً ضخماً على تراجع الأسعار.