لا تنخدع بالنشاط اللافت لبعض تداولات الرموز غير القابلة للاستبدال

مشاركون في مؤتمر لوس أنجلوس للرموز غير القابلة للاستبدال، والذي عُقد في 30 مارس. 18 مليار دولار حجم "مبيعات الغسل" على منصة "لوكس رير"، تشكل 95% من إجمالي التداولات
مشاركون في مؤتمر لوس أنجلوس للرموز غير القابلة للاستبدال، والذي عُقد في 30 مارس. 18 مليار دولار حجم "مبيعات الغسل" على منصة "لوكس رير"، تشكل 95% من إجمالي التداولات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُظهر نظرة عن قرب على منصة "لوكس رير" (LooksRare)، التي باتت سريعاً سوقاً رائدة للرموز غير القابلة للاستبدال من حيث حجم التداول، أن معظم النشاط هو في الواقع عبارة عن مستخدمين يبيعون الرموز لأنفسهم، للمساعدة في كسب المكافآت على شكل مزيد من العملات المشفرة.

أُطلقت المنصة في شهر يناير من قبل مؤسسين اثنين مجهولين – يستخدمان اسمي "زود" و"غوتس" - كبديل لشركة "أوبن سي" (OpenSea) الرائدة في السوق خلال ذروة ازدهار الرموز غير القابلة للاستبدال. كان الموقع قد خطط لإضافة ميزات حديثة لاجتذاب الشغوفين بالرموز غير القابلة للاستبدال، حسب تدوينة على إحدى المدونات في ذلك الوقت. ثم ركّزت كل تلك المبادرات تقريباً على برنامج الحوافز المبني حول رمز "لوكس" (Looks) الذي يجري منحه للمستخدمين النشطين على المنصة.

اقرأ أيضاً: عودة الزخم إلى عالم التشفير والرموز بفعل "العطايا الافتراضية"

من الممكن أن يُعزى نحو 18 مليار دولار من حجم التداول على المنصة، أو 95% تقريباً من إجمالي النشاط، إلى ما يشار إليه غالباً باسم "مبيعات الغسل" (wash sales)، بحسب البيانات التي جرى جمعها من خلال شركة "كريبتو سلام" (CryptoSlam) المتعقبة للرموز غير القابلة للاسبتدال. ويُنظر إلى المعاملات على أنها واحدة من بين مناطق رمادية عديدة في سوق العملات المشفرة عندما يتعلق الأمر بالتنظيم. في هذه الحالة، تتم المبيعات للفوز برموز جديدة عوضاً عن زيادة أسعار الرموز غير القابلة للاسبتدال، لاجتذاب المشترين غير المرتابين. وتستفيد السوق من الرسوم المتولدة عن كل معاملة.

اقرأ المزيد: أسعار الرموز غير القابلة للاستبدال تنخفض 30% منذ حرب أوكرانيا

لم نتمكن من الوصول إلى ممثلي منصة "لوكس رير" للتعليق على الموضوع، حيث تشير صفحة الإنترنت إلى "فريق لوكس رير" بأسماء مستعارة وألقاب فقط.

إخفاء تباطؤ الطلب

في غضون ذلك، ساهمت منصة "لوكس رير" بطريقة فعالة في إخفاء تباطؤ الطلب في سوق الرموز غير القابلة للاستبدال. هبط إجمالي المبيعات على منصة "أوبن سي" شهرياً منذ يناير الماضي، بحسب بيانات لشركة "ديون أنالاتيكس" (Dune Analytics)، وتراجع حجم مبيعات الموقع بنسبة بلغت 67% في آخر 30 يوماً، بحسب بيانات لشركة "داب رادار" (DappRadar)، بينما تقلّص عدد المتداولين بنسبة بلغت 23%.

يُعدّ امتلاك المقدرة على كسب الرموز، مع جانب مهم متصل بسيولة لامركزية، ميزة جديدة نسبياً متوافرة على منصات الرموز غير القابلة للاستبدال. كان هناك تفاوت وسط أولئك الذين ابتكروا الفكرة السنة الماضية. يجري أيضاً توزيع رسوم "لوكس رير" على حاملي رمز "لوكس". يعتقد بعض المراقبين القانونيين بأن "تداول الغسل" الذي يقود زيادة حجم المبيعات على منصة "لوكس رير"، مخالف للقانون.

قال ديفيد سيلفر، وهو محام مقيم في كورال سبرينغز بولاية فلوريدا، والذي يعمل في قضايا العملات المشفرة: "لا يهمني ما إذا كان الأمر متعلقاً بالأسهم أو السندات أو عملة (بتكوين) أو رموز غير قابلة للتداول أو بطاقات بيسبول". وأضاف: "تداول الغسل هو صورة من صور التلاعب بالسوق، حيث يقوم المستثمر ببيع وشراء الأداة ذاتها في نفس الوقت لخلق نشاط مضلل ومصطنع في السوق".

تضاعف سعر رمز "لوكس" بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال شهر يناير، قبل أن ينهار ويصل إلى مستوى أعلى قليلاً من سعره في أول طرح له، بحسب بيانات جمعتها شركة "كوين ماركت كاب" (CoinMarketCap).

رسوم أقل

يجري ضبط النموذج الشبيه بالتمويل اللامركزي، من خلال عددٍ متنامٍ من المواقع التي تحاول الاستحواذ على حصة من سوق الرموز غير القابلة للاستبدال بعيداً عن شركة "أوبن سي". تأتي رسوم منصة "لوكس رير" أيضاً أقل، حيث تبلغ نسبتها 2% مقابل 2.5% في منصة "أوبن سي".

قال بيدرو هيريرا، كبير محللي البيانات في شركة "داب رادار": "يبدو أن التداول الطبيعي تزايد فعلاً على منصة (لوكس رير). يمكن أن يبلغ الفرق بين بيع الرموز غير القابلة للاستبدال مرتفعة الثمن، مثل رمز (بورد إيب ياكت كلوب) على منصة (لوكس رير) عوضاً عن منصة (أوبن سي) 1-2 إيثريوم يدخره البائع. لذلك يبدو أن مجتمع الرموز غير القابلة للاستبدال يتبنى بطريقة بطئية خيارات أخرى خارج المنصة الأصلية القائمة بالوظيفة".

بعيداً عن التداول المرتبط برمز "لوكس"، تبقي منصة "لوكس رير" سوقاً صغيرة نسبياً للرموز غير القابلة للاستبدال بالمقارنة مع منصة "أوبن سي"، والتي تشمل عادة نحو 10 أضعاف المستخدمين النشطين يومياً، بحسب شركة تعقب البيانات "نانسين" (Nansen).