ملياردير هونغ كونغ يصلح أخطاء الماضي بخوض اكتتاب "غو تو" المربح

الملياردير ريتشارد لي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة باسيفيك سينشري، يصل إلى مركز اقتراع لانتخابات الرئيس التنفيذي في هونغ كونغ، الصين
الملياردير ريتشارد لي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة باسيفيك سينشري، يصل إلى مركز اقتراع لانتخابات الرئيس التنفيذي في هونغ كونغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عاد ريتشارد لي، ملياردير هونغ كونغ إلى دائرة الضوء مجدّداً.

يُعد "لي" الابن الأصغر لـ"لي كا – شينغ" البالغ من العمر 93 عاماً، والمعروف في المدينة باسم "الرجل الخارق" (Superman) لبراعته في إبرام الصفقات، بدأ الابن يكتسب زخماً كمستثمر عصامي بارع. وكانت آخر صفقاته الرابحة "غو تو غروب" (GoTo Group)، عملاقة التكنولوجيا الإندونيسية التي ستبدأ تداول أسهمها يوم الإثنين المقبل.

مكاسب غير متوقعة لـ"علي بابا" و"سوفت بنك" من اكتتاب "غو تو غروب"

تعد "توكوبيديا" (Tokopedia)، وهي شركة التسوق عبر الإنترنت الناشئة التي اندمجت مع شركة "غوجيك" (Gojek) لخدمات طلب سيارات الأجرة عبر الإنترنت بهدف إنشاء "غو تو" (GoTo)، واحدة من أولى الرهانات الكبرى التي قام بها الابن "لي" في جنوب شرق آسيا، وهي المنطقة التي كان يستهدفها لتنويع إمبراطوريته.

بدأ "لي"، البالغ من العمر 55 عاماً، في دعم الشركة عام 2017، وظل عضواً في مجلس إدارتها حتى 2020. وقد فشل في دمج "توكوبيديا" مع إحدى شركات "الشيك على بياض" التابعة له قبل إبرام الصفقة مع "غوجيك"، مما أثمر عن إنشاء أكبر شركة تكنولوجيا في إندونيسيا.

زيادة الاستثمارات

جمعت "غو تو" حتى الآن 1.1 مليار دولار، في واحدة من أكبر الاكتتابات العامة الأولية على مستوى العالم خلال العام الجاري. ووفقاً لتسعيرها؛ تبلغ قيمة حصة "لي"، المملوكة عبر ثلاث أدوات استثمارية، 900 مليون دولار. ليصل صافي ثروته إلى حوالي 5 مليارات دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

جهاز أبوظبي للاستثمار يقود جولة تمويل لـ"غو تو" الإندونيسية قبل طرح عام أولي

"لي"، الذي تعتمد ثروته في الغالب على أصول في هونغ كونغ، زاد من استثماراته في جنوب شرق آسيا في السنوات الأخيرة.

في عام 2019، اشترت "إف دبليو دي غروب هولدينغز" (FWD Group Holdings)، وهي شركة التأمين التابعة له في هونغ كونغ، شركة منافسة تايلندية مقابل 3 مليارات دولار أمريكي، وعقدت اتفاقية توزيع التأمين على الحياة مدتها 15 عاماً مع أكبر جهة إقراض في فيتنام. ووافق في العام التالي على الاستحواذ على 30% من حصة الأقلية في "بي تي بنك راكيات إندونيسيا" (PT Bank Rakyat Indonesia) للتأمين على الحياة.

بعد ذلك، تعاون لي مع بيتر ثيل، المؤسس المشارك لشركة "باي بال هولدينغز" (PayPal Holdings) لإنشاء شركة استحواذ ذات أغراض خاصة لاستكشاف فرص في جنوب شرق آسيا. ومنذ ذلك الحين، دعم ملياردير هونغ كونغ ثلاث شركات ذات أغراض خاصة تركّز على المنطقة، منها شركتان مدرجتان. وتم دمج إحداهما مع "بروبرتي غورو" (PropertyGuru)، منصة العقارات السنغافورية عبر الإنترنت، وبدأ تداول أسهمها الشهر الماضي.

أثرياء آسيا يكدسون الاستثمارات في شركات " الشيك على بياض"

كما يمتلك "لي" شركة "فيو" (Viu)، وهي ثاني أكبر خدمة بث في جنوب شرق آسيا، التي كانت تضم مشتركين يتجاوز عددهم مشتركي "نتفلكس" في المنطقة العام الماضي، وجاءت بعد "ديزني بلس" (Disney Plus) في الترتيب.

أكبر مكاسب فردية

من خلال دعم "غو تو"؛ انضم ملياردير هونغ كونغ إلى المستثمرين، بما في ذلك "صندوق رؤية" التابع لـ"سوفت بنك غروب"، و"تاوباو تشاينا" (Taobao China) التابعة لمجموعة "علي بابا غروب"، و"سيكويا كابيتال إنديا" (Sequoia Capital India). فقد حصل على واحدة من أكبر المكاسب الفردية نتيجة الإدراج، وتتمثّل في أنَّ حصته ستكون أكبر من مساهمة الرئيس التنفيذي للشركة أو مؤسسيها، وذلك وفقاً لحسابات "بلومبرغ" استناداً إلى نشرة الاكتتاب العام.

ورفض ممثلو "لي" و"غو تو" التعليق على الأمر.

وكان لابن الرجل الذي اعتبر لسنوات الشخص الأغنى في هونغ كونغ نصيب من الأخطاء الفادحة.

بعد ممارسة حيلة لفترة قصيرة في مجموعة الموانئ إلى البيع بالتجزئة التابعة لوالده؛ تمكّن "لي"، وهو متسرّب من الدراسة بجامعة ستانفورد، أن يبني إمبراطوريته الخاصة. فقد بدأت الأمور على ما يرام، إذ باع حصة مسيطرة في أولى تجاربه، وهي شركة الخدمات الإعلامية "ستار تي في" (Star TV)، لشركة "نيوز كورب" التابعة لـ "روبرت مردوخ" في عام 1993، وأسس "باسيفيك سنشري غروب" (Pacific Century Group)، وهي شركة استثمارية تركّز على مجالات متنوعة، من التكنولوجيا إلى وسائل الإعلام والخدمات المالية.

خسائر

لكن مع انفجار فقاعة "دوت كوم"؛ بدأت تتراجع أسهم شركة "بي سي سي دبليو" (PCCW)، التي أصبحت الآن شركة الاتصالات والإعلام التابعة لها. وبحلول عام 2009؛ فقدت الشركة 99% من قيمتها السوقية، وعندما سعى "لي" إلى الاستحواذ عليها، قضت محكمة ببطلان الخطة بسبب التلاعب. وفي عام 2005، باع 20% منها إلى شركة مملوكة للدولة التي أصبحت الآن جزءاً من مجموعة "تشاينا يونيكوم غروب" (China Unicom Group) بهدف خفض مديونيات بعد اقتراض 12 مليار دولار لتمويل شراء "بي سي سي دبليو" لـ"كيبل آند وايرليس إتش كيه تي" (Cable & Wireless HKT)، وهي شركة الهاتف المهيمنة في هونغ كونغ آنذاك.

بدأت عودة الملياردير عندما قرر الدخول في مجال التأمين، إذ اشترى بعض وحدات التأمين الآسيوية التابعة لشركة "آي إن جي غرويب إن في" (ING Groep NV) في عام 2012، ثم أنشأ شركة "إف دبليو دي". وتتطلّع الشركة حالياً إلى واحدة من أكثر عمليات الإدراج ترقباً في هونغ كونغ هذا العام.