لدى الأسهم الآسيوية 3 جدران حماية من لعنة منحنى العائد

عرض بيانات مؤشرات البورصة التايلاندية على لوحة إلكترونية في البورصة في بانكوك، تايلندا.
عرض بيانات مؤشرات البورصة التايلاندية على لوحة إلكترونية في البورصة في بانكوك، تايلندا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لدى مستثمري الأسهم الآسيوية، القلقين من أن إشارة سوق السندات لركود أمريكي قد تثير موجة أخرى من سوء الأداء، جدار حماية يتكئون عليه.

وتمنحهم عوامل مثل البيئة الكلية الأكثر استقراراً، وتحفيز السياسات في الصين، والدفعة من إعادة فتح الاقتصادات، شعوراً بالارتياح لأن التاريخ لن يكرر نفسه. ففي الماضي، كلما انقلب تقريباً منحنى عائد سندات الخزانة لأجل عامين و10 أعوام - فيما هو إشارة لهبوط محتمل في نمو الاقتصاد الأمريكي والتي تحققت مجدداً الشهر الماضي - كان أداء الأصول الآسيوية يميل عادة للتخلف عن النظراء العالميين.

يأمل المتفائلون بشأن آسيا أن تبرز الأسهم الإقليمية كملاذ نسبي بعد تخلفها لخمسة أرباع، لاسيما في الوقت الذي تهدأ فيه مخاوف المستثمرين من وتيرة متشددة لرفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بينما تصارع البنوك المركزية في أوروبا من تأثير الحرب في أوكرانيا.

"غولدمان ساكس" و"بنك أوف أمريكا" يراهنان على عملات جنوب شرق آسيا

قال شيكاي تشين، مدير الأسهم الآسيوية لدى ذراع إدارة الأصول في "بي إن بي باريبا": "على عكس الدورات السابقة مثل الأزمة المالية الآسيوية، فإن آسيا في موقع يخولها لاستيعاب تأثير الضغوط التضخمية بالنظر إلى الحماية التي يوفرها استقرار الاقتصاد الكلي.. وتواصل آسيا كذلك تقديم عوامل فنية داعمة مثل التقييمات المعتدلة ومراكز المستثمرين البسيطة، والأسس القوية والمنطقية".

وفي حالات انقلاب المنحنى الخمس السابقة منذ عام 1988، انخفض مؤشر مورغان ستانلي لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي بنسبة 1.6% في المتوسط في الأشهر الثلاثة التالية للانعكاس، متخلفاً عن مؤشر الأسهم العالمية بنحو 4%، وفقاً لحسابات "بلومبرغ".

لكن يمكن للمراهنين على الارتفاع الإشارة إلى عامي 2005 و2019 باعتبارهما فترتين خالفتا هذا الاتجاه، عندما ارتفع المؤشر الآسيوي ما بين 6% و8% تقريباً، متماشياً مع الأقران العالمية أو أفضل قليلاً منهم. وهذه المرة، بينما فقد المؤشر ما يناهز 2% منذ انقلاب المنحنى في نهاية مارس، فإن أدائه أفضل من مؤشر مورغان ستانلي لكافة الأسهم العالمية بمقدار 0.5%.

أسواق جنوب شرق آسيا ملاذ آمن متوقع للمستثمرين في 2022

موازين حسابات جارية أفضل

تعني موازين الحساب الجاري الأفضل مقارنة بفترة الأزمة المالية الآسيوية لعام 1997، والفائدة المرتفعة نسبياً، أن العملات الإقليمية تقف على أرض صلبة، وأن الاقتصادات لديها بعض المرونة في مكافحة تباطؤ النمو، وفي الوقت نفسه، ما تزال أجزاء من آسيا تتمتع بمعدلات تضخم منخفضة نسبياً مقارنة ببقية العالم.

وتتخلف المنطقة أيضاً عن الولايات المتحدة وأوروبا في إعادة فتح الاقتصادات وتخفيف قيود فيروس كورونا، وأبرز مثال على ذلك الصين التي تطبق سياسة "صفر كوفيد" صارمة، وهذا يعني أن هناك دفعة متوقعة من تخفيف القيود في المستقبل، وهو الأمر الذي يساعد بالفعل أسواق جنوب شرق آسيا على التفوق في الأداء العام الجاري.

الصين

في ظل تزايد الآمال في أن السلطات الصينية ستتدخل لدعم النمو كما تعهدت في منتصف مارس، فقد يتبين أن أكبر اقتصاد في المنطقة - وهو مكون حاسم لفترات الأداء المتفوق الماضية - عامل إيجابي آخر لآسيا، وأشار المسؤولون يوم الأربعاء أنهم سيكثفون التحفيز النقدي في "الوقت المناسب"، ما أثار التكهنات بأنها قد تأتي في وقت قريب ربما الأسبوع المقبل.

الصين تتعهد مجدداً بتحقيق الاستقرار الاقتصادي

قالت كاثرين يونغ، مديرة الاستثمار في "فيديليتي انترناشونال": "ما تزال الصين مثيرة للاهتمام للغاية لأنها في وضع مختلف تماماً مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي، ونتوقع رؤية المزيد من إجراءات التحفيز النقدي والمالي لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد".

ومع ذلك، يمكن أن يجادل المتشائمون أن الصين كانت بطيئة في تطبيق مثل هذه السياسات وأن أسعار السلع المرتفعة تظل عبئاً على المنطقة، ومن الطبيعي أن يؤثر الركود في الولايات المتحدة على اقتصادات آسيا التي تُصدِّر بكثافة.

كتب المحللون الاستراتيجيون في "نومورا هولدينغز"، بمن فيهم شيتان سيث، في مذكرة الشهر الجاري: "لن تكون الأسهم الآسيوية محصنة، إذا أدت المخاطر الخارجية- المتمثلة في تباطؤ محتمل للنمو الأمريكي وسط تشديد السياسة- إلى انخفاض كبير في معنويات تحمل المخاطر عالمياً في وقت لاحق من العام".

التقييمات

وتبقى التقييمات هي الجزء الأخير من عوامل حماية الأسهم الآسيوية، ومن المفترض أن تجذب على الأقل المستثمرين العالميين في أسهم القيمة، ويتداول مؤشر مورغان ستانلي لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي بخصم مقارنة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و"ستوكس 600" استناداً على الأرباح المستقبلية.

قال ديفيد تشاو، استراتيجي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي باستثناء اليابان في "إنفسكو": "في الوقت الذي تصارع فيه الولايات المتحدة تضخماً مرتفعاً وسياسة نقدية آخذة في التشدد، ويواجه فيه الاتحاد الأوروبي مخاطر جيوسياسية واضحة وأزمة طاقة محتملة، تبدو الأسهم الآسيوية جذابة إلى حد ما من منظور التقييمات والاقتصاد الكلي وأمامها فرصة جيدة للتفوق في الأداء بقية العام.. آسيا أيضاً معزولة نسبياً عن المخاطر الجيوسياسية وتتمتع بتضخم منخفض في الأسعار الاستهلاكية".