موسم نتائج الأعمال سيكون محرجاً للفيدرالي

الاحتياطي الفيدرالي يتجه لمزيد من التشديد في سياسته النقدية وسط مخاوف بشأن تأثير ذلك على النمو
الاحتياطي الفيدرالي يتجه لمزيد من التشديد في سياسته النقدية وسط مخاوف بشأن تأثير ذلك على النمو المصدر: بلومبرغ
 Lisa Abramowicz
Lisa Abramowicz

Lisa Abramowicz is a co-host of "Bloomberg Surveillance" on Bloomberg TV.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توشك الشركات الأمريكية أن تُظهر للاحتياطي الفيدرالي إلى أي مدى يتخلّف عن المنحنى فيما يتعلق بالسياسة النقدية.

وبدأت الشركات الأمريكية تفصح عن نتائج أعمالها للربع الأول الأسبوع الجاري، والأوائل هم البنوك الكبرى بقيادة "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، و"غولدمان ساكس"، ومن المرجح أن تقدّم هذه التقارير والتوقُّعات التي يقدّمها مديرو الشركات صورة أوضح عن اقتصاد سريع الحركة أكثر من معظم البيانات التي يتم إصدارها في هذا الوقت.

وبطريقة معاكسة، كلما كان أداء الشركات أفضل، تعيّن على البنك المركزي أن يكون أكثر تشدداً لمقاومة نجاحها.

باول: "الفيدرالي" الأمريكي مستعد لرفع الفائدة 0.5% في مايو إذا لزم الأمر

وبالتأكيد، لا يريد الفيدرالي أن يكون في وضع يحاول فيه بفاعلية نسف النمو والطلب، ولكن قد لا يكون لديه أي خيار إذا كانت الشركات تقدّم دليلاً على أنَّها قادرة على تمرير الأسعار الأعلى بسهولة إلى المستهلكين، وبالتالي؛ يواصلون تغذية أعلى معدل تضخم منذ أوائل الثمانينيات.

مخاطر الانكماش

وكي أكون واضحاً، أنا لا أقول إنَّ الاحتياطي الفيدرالي يتمنى فشل الشركات الأمريكية أو يأمل في ظهور علامات ضعف بين الأسر الأمريكية، بل في الواقع، يعتمد المسؤولون في البنوك المركزية على الزخم الاقتصادي لتحقيق ما يسمى بالهبوط الناعم أثناء تشديد السياسة النقدية، وهم يريدون أن تكون الأسر قادرة على استيعاب تكاليف الاقتراض المرتفعة، وتباطؤ نمو الوظائف، والزيادة الأقل في الأجور دون أن يتراجعوا عن الإنفاق.

مسؤول بـ"الاحتياطي الفيدرالي": أسعار الفائدة بحاجة إلى زيادتها 3% لكبح التضخم

لكن من الواضح أنَّ الاحتياطي الفيدرالي قلق للغاية من قدرة الشركات على تمرير تكاليفها المتزايدة باستمرار إلى المستهلكين والتسبب في ترسيخ توقُّعات التضخم المرتفعة في النفسية الأمريكية، ومثل هذا التطور يجعل من الصعب تقليدياً السيطرة على التضخم.

وإذا أظهرت الشركات قوة صريحة في أرباحها وتوقُّعاتها؛ فمن المرجح أن يضطر الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية بوتيرة مكثفة أكثر وبطرق تخلق مخاطر أكبر لحدوث انكماش اقتصادي.

لماذا يُعدّ تقليص المركز المالي للاحتياطي الفيدرالي مهماً

نفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ولاية ريتشموند، توماس باركين، الغبار عن هذه الحقيقة في حوار حديث مع مايكل ماكي من "تلفزيون بلومبرغ"، قائلاً إنَّ أحد أسباب استعداده للتشديد بوتيرة أكبر هو أني: "ما زلت أسمع الشركات تقول إنَّ لديها قوة تسعير".

ويشير جوناثان غولوب، كبير محللي الأسهم في "كريدي سويس سيكيوريتيز" إلى أنَّ تقديرات الأرباح لعام 2022 ارتفعت بنسبة 1.8%، وتتوقَّع "بلومبرغ إنتليجنس" أنَّ ربحية السهم في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ستنهي العام مرتفعة بنسبة 37% عن ذروة ما قبل الوباء.

ومن المتوقَّع أن تكون أرباح الشركات قوية حتى مع كون معنويات المستهلكين في أدنى مستوياتها منذ عام 2011 نتيجة أسرع تضخم منذ عام 1982، ومن المتوقَّع أن تقول الحكومة يوم الثلاثاء إنَّ مؤشر أسعار المستهلك قد ارتفع بنسبة 8.4% في مارس على أساس سنوي بارتفاع عن مكاسب فبراير البالغة 7.9٪، وتظهر الدراسات الاستقصائية أنَّ المزيد من الأسر تقول إنَّها تخطط لتأجيل مشتريات كبيرة معينة بسبب التكلفة الأعلى.

أرباح قوية

ومع ذلك؛ فإنَّ مسار أرباح الشركات ما يزال جيداً بما يكفي لكثير من المستثمرين كي يواصلوا الاستثمار في الأسهم الأمريكية، بحجة أنَّ هناك عدداً قليلاً من الأماكن الأخرى التي يمكن فيها استثمار الأموال نظراً لأنَّ الأسهم توفِّر حماية أفضل من التضخم من السندات.

وبعد كل ما حدث العام الجاري، يبدو من الصعب تصديق أنَّ مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يقل بنسبة 6.43% فقط عن أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق في 3 يناير الماضي.

نتيجة لذلك؛ لم تتشدد الأوضاع المالية العامة بشكل حقيقي، بل إنَّها تراجعت عند هوامش الربح في الوقت الذي يعمل فيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على تعزيز رهانات السوق على أكثر من 200 نقطة أساس من زيادات الفائدة حتى نهاية العام.

تحول كبير

وذهب رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك، بيل دادلي، لأبعد من ذلك في مقال رأي لـ"بلومبرغ" الأسبوع الجاري، قائلاً إنَّ البنك المركزي سيتعيّن عليه بالضرورة إجبار أسعار الأسهم على الانخفاض من أجل خفض التضخم بفاعلية أكبر.

إن لم تتراجع الأسهم فعلى "الفيدرالي" إجبارها

وسواء كنت تتفق مع دادلي أم لا؛ فمن الواضح أنَّه بعد عقود من كون البنك المركزي يشجع على ارتفاع تقييمات الشركات؛ فإنَّه يمر بحالة تحول هائلة.

ويأمل المتفائلون ويتوقَّعون أن تستمر الشركات في الإبلاغ عن أرباح متزايدة، ولكن مع حدوث ذلك؛ سيضطر الفيدرالي إلى اتخاذ موقف أقوى لتقليص الطلب، ومن المفارقات أنَّه إذا كانت تقارير أرباح شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أسوأ من المتوقَّع، مع وجود علامات على هدوء الضغوط التضخمية، فقد يحظى الاحتياطي الفيدرالي برحلة أسهل عبر الضغوط المتنافسة المتمثلة في تباطؤ النمو والتضخم دون التسبب في ركود.