4 أسباب وراء تزايد ملكية الأجانب في سوق الأسهم السعودية

لوحة معلومات تداولات سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض
لوحة معلومات تداولات سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض المصدر: "أ ف ب"
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حدد محللان ماليان، 4 أسباب رئيسية وراء ارتفاع ملكية المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودية الرئيسية خلال الربع الأول من العام الجاري، تتضمن نمو أرباح القطاع المصرفي، وارتفاع أسعار النفط، وزيادة أسعار المعادن، بالإضافة إلى بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة جديدة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية.

طروحات الأسهم تتألق في الشرق الأوسط.. وتندثر في أوروبا

توقع المحللان لـ"الشرق" أن تواصل ملكية المستثمرين الأجانب في السوق السعودية ارتفاعها خلال الربع الثاني من العام الجاري.

باستثناء أرامكو.. أرباح شركات البورصة السعودية تقفز لأعلى مستوى في 19 عاماً

ارتفعت ملكية الأجانب في السوق السعودي خلال الربع الأول بنحو 87.2 مليار ريال، بنمو 29%، مقارنة بالربع الأخير في عام 2021، في أعلى زيادة ربعية منذ بداية السماح للأجانب بالاستثمار بالسوق في يونيو عام 2015.

بلغت ملكية المستثمرين الأجانب في سوق المملكة 392.4 مليار ريال بنهاية الربع الأول تشكل 3.3% من إجمالي القيمة السوقية للسوق، وتشكل نحو 11.7% من اجمالي القيمة السوقية للسوق في حال استثناء القيمة السوقية لشركة أرامكو.

الاكتتابات العامة في الخليج.. الربع الأول يُنبئ بعامٍ قياسي

وفي إفادة لـ"الشرق"، حدد خالد الفيصل، مدير محافظ في السعودية، 3 أسباب رئيسية وراء الارتفاعات الملحوظة في ملكية الأجانب بالسوق:

  • نمو أرباح القطاع المصرفي السعودي بفضل ارتفاع أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تميز القطاع عن غيره في المنطقة بأن 68% من ودائع عملائه مجانية لاتكلفه أي مبالغ، مما يزيد من أرباحها.
  • ارتفاع أسعار النفط وأسعار المواد البتروكيماوية، مع وجود ميزة تنافسية لشركات البتروكيماويات بوفرة اللقيم المحلي وسعره الثابت لبعض الشركات، بالإضافة إلى التوزيعات الثابتة والمستدامة لشركة أرامكو.
  • زيادة أسعار المعادن مما جعل المستثمرين يتوجهون للاستثمار في شركة معادن السعودية.

5 فئات لحصص الأجانب

تتوزع حصص ملكيات الأجانب إلى 5 فئات، هي: اتفاقيات مبادلة، والمستثمرون المقيمون، والمستثمرون المؤهلون، والشركاء الاستراتيجيون، والمحافظ المدارة.

جاءت فئة المستثمرين المؤهلين الأعلى بقيمة 317.9 مليار ريال، ثم الشركاء الاستراتيجيون بـ61.8 مليار ريال، والمستثمرون المقيمون بـ10 مليارات ريال، واتفاقيات المبادلة بقيمة 2.6 مليار ريال، وأخرهم المحافظ المدراة بقيمة 56.6 مليون ريال.

بحسب الفيصل تتوزع نسبة كبيرة من ملكية الأجانب في السوق السعودية، في 4 قطاعات رئيسية:

الراجحي والأهلي وأرامكو الأعلى

وفقاً لبيانات شركة السوق المالية السعودية (تداول)، فإن استثمارات الأجانب في مصرف الراجحي تُعدّ الأعلى بقيمة 53.6 مليار ريال، وتشكل 13.21% من القيمة السوقية للمصرف بنهاية الربع الأول، يليه البنك الأهلي السعودي بقيمة 40.3 مليار ريال، تشكل 12.72% من القيمة السوقية للبنك، ثم شركة أرامكو السعودية بـ30.1 مليار ريال تمثل 0.35% من القيمة السوقية للشركة، وشركة سابك بقيمة 27.8 مليار ريال تمثل 6.97% من القيمة السوقية للشركة، وإس تي سي بـ17.8 مليار ريال تشكل 8.28% من القيمة السوقية للشركة.

توقع الفيصل، أن تواصل استثمارات الأجانب نموها في سوق الأسهم السعودية مع تركزها أكثر في قطاع المصارف بفضل النمو في الأرباح المتوقعة خلال العام الجاري بالتزامن مع ارتفاع التوزيعات النقدية.

بحسب تقرير صادر عن وكالة "إس آند بي غلوبال" للتصنيفات الائتمانية "S&P"، فإن البنوك السعودية ستسفيد من الزيادات المتوقعة في أسعار الفائدة، فمقابل كل ارتفاع بمقدار 100 نقطة أساس يزيد صافي الربح 13% ويصعد العائد على حقوق الملكية بمقدار 1.5 نقطة، في المقابل تسهم الزيادة في إضعاف الائتمان.

كما رجح أن تزيد استثمارات الأجانب في قطاعات تجزئة الأغذية والاتصالات وشركات السياحة مثل "دور" و"سيرا" وغيرها، بسبب موسمية أعمالها، حيث ترتفع أرباح الشركات السابقة خلال الربع الثاني والثالث من العام الجاري بالتزامن مع دخول شهر رمضان وموسم الأعياد والعمرة والحج، لكنه توقع في المقابل تراجعها في قطاع البتروكيماويات.

ملاذات آمنة

من جانبه، حدد حمد العليان، الرئيس التنفيذي لشركة محافظ خاصة، سببين رئيسيين وراء تنامي ملكية المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودية، وهي ارتباط السوق السعودي بالنفط، والذي يشهد مرحلة صعود متواصلة جعل من جاذبية الأسهم السعودية أكبر لدى المتتبعين لمسار السوق، والآخر هو بحث المستثمرين الأجانب عن ملاذات آمنة جديدة في ظل الوضع الجيوسياسي غير المستقر في أوروبا.

توقع العليان أن يشهد الربع الثاني مزيداً من التدفقات للسيولة الاجنبية على أسواق المال السعودية، خصوصاً في ظل العقوبات المتوالية على الاقتصاد الروسي، الذي كان أحد الاقتصادات المستحوذة على اهتماك ملاك السيولة عالمياً.