خطط إيطاليا للتخلي عن الغاز الروسي تقود دراغي إلى أفريقيا

ماريو دراغي
ماريو دراغي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يسعى رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، إلى إنجاز مجموعة كبيرة من صفقات الغاز الطبيعي في القارة الأفريقية، في محاولة لقطع علاقات بلاده مع روسيا في مجال الطاقة.

من المقرر أن يسافر دراغي إلى وسط وجنوب أفريقيا الأسبوع المقبل، بهدف الحصول على مزيدٍ من الإمدادات، بعد إبرام إيطاليا اتفاقات شراء الغاز من الجزائر ومصر. ربما تثير جولته المرتقبة بعض مشاعر الغضب، حيث يتنافس الشركاء الأوروبيون على إيجاد بديل لواردات الطاقة القادمة من روسيا، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: إيطاليا تشتري غازاً إضافياً من الجزائر لخفض اعتمادها على روسيا

قالت مصادر مطلعة على الأمر، طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لخصوصية المعلومات، إن الصفقات المحتملة في جمهورية الكونغو وأنغولا، قد توفر لإيطاليا إمدادات سنوية إضافية بواقع 5 مليارات متر مكعب و1.5 مليار متر مكعب على التوالي. ومع إضافة هذه الكميات إلى حجم الإمدادات الإضافية من الجزائر، يمكن لإيطاليا استبدال أكثر من نصف كمية الطاقة التي تحصل عليها من روسيا، في وقت مبكر من العام المقبل.

اقرأ المزيد: إيطاليا تُجمّد أصول أثرياء روس تصل قيمتها إلى 140 مليون يورو

قالت المصادر إن المحادثات مستمرة، وربما تتغير تفاصيل أي اتفاقات.

تحصل إيطاليا حالياً على نحو 40% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وقد سعى دراغي مع عملاقة الطاقة المحلية، شركة "إيني" (Eni)، إلى إيجاد مصادر بديلة بعد غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا في فبراير. وتعد قارة أفريقيا خياراً جذاباً، نظراً إلى تواجد "إيني" في أكثر من 12 دولة أفريقية.

دبلوماسية مقلقة

مع ذلك، فإن دبلوماسية الطاقة التي يمارسها محافظ البنك المركزي السابق، تثير بعض القلق لدى حلفاء الاتحاد الأوروبي، حيث أثار الاتفاق مع الجزائر مخاوف إسبانيا من تأثر وصولها إلى غاز البلاد، الأمر الذي فرض إجراء محادثات بين روما ومدريد. كذلك، من غير الواضح بعد كيف يمكن أن تتوافق الخطط الإيطالية، مع المساعي لأن تكون مفاوضات شراء الغاز "مركزية" على مستوى الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: محادثات إيطالية إسبانية لخفض التوترات بشأن الغاز الجزائري

قال أوليفر سارتور، كبير مستشاري الصناعة لدى مركز أبحاث "أغورا إنيرجي ويندي" (Agora Energiewende): "من المهم تماسك الاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر، وهذا أمر ضروري. بعض الدول ستتعرض للانكشاف أكثر من غيرها، ولذلك فإن سعيها لحماية نفسها أمر طبيعي. لكن لابد من التفكير في الأولوية القصوى هنا".

موزمبيق أيضاً

ستُركّز مناقشات دراغي في الكونغو وأنغولا الأسبوع المقبل، وفقاً للمصادر، على تعزيز شحنات الغاز الطبيعي المسال وقضايا أخرى، مضيفة أن هذه الرحلة قد يتبعها سفر إلى موزمبيق رغم عدم تأكيد الخطط بعد.

جذبت اكتشافات الغاز قبالة موزمبيق الشركات المشغّلة العالمية، ومنها "إيني"، إلى مياه البلاد. ورغم مخاطر العمل في البلاد نتيجة لهجمات الجماعة المتمردة التي تهدد عمليات التطوير البرية، قد يبدأ مصنع "كورال سول" (Coral Sul) للغاز الطبيعي المسال، التابع لـ"إيني"، الإنتاج في النصف الثاني من عام 2022.

تنص صفقة الشركة مع مجموعة "سوناطراك" الجزائرية الموقعة يوم الإثنين خلال أول زيارة رسمية لدراغي إلى الجزائر العاصمة، على شراء إيطاليا نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز سنوياً بحلول 2023-2024. وقد أبرمت الشركة، يوم الأربعاء، اتفاقية مع مصر لزيادة تدفقات الغاز الطبيعي المسال إلى إيطاليا، معلنة استعدادها لاستثمار مليارات اليورو في ليبيا، ​​والتي تواجدت فيها منذ عقود.

تنافس أوروبي

لم يكن دراغي المسؤول الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي لجأ إلى الدول الغنية بالغاز لتخفيف الاعتماد على موسكو. تقوم ألمانيا، المعتمدة في وارداتها على الغاز الروسي بنسبة 40%، بإنشاء بنية تحتية للغاز الطبيعي المسال، وقد توصلت إلى اتفاق توريد مع قطر في شهر مارس. كذلك، تخطط دول أخرى، من فرنسا إلى كرواتيا، لبناء أو توسيع محطات الاستيراد، في وقت وافقت فيه الولايات المتحدة أيضاً على زيادة الشحنات إلى دول الاتحاد الأوروبي.

قال سيمون تاغليابيترا، الزميل الأول في مركز أبحاث "بروغيل" (Bruegel) في بروكسل: "يتحرك الجميع بسرعة كبيرة. من المنطقي أن يتصرف دراغي في هذا الوقت، وهو يقوم بذلك بشكل جيد للغاية".