النساء منشغلات بما تجنيه زميلاتهن أكثر من اهتمامهن بفجوة الأجور بين الجنسين

الشفافية في الأجور قد لا تكون كافية لإغلاق فجوة الأجور بين الرجال والنساء
الشفافية في الأجور قد لا تكون كافية لإغلاق فجوة الأجور بين الرجال والنساء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إضفاء العلنية على رواتب الجميع من المفترض أن يكون معادلة رائعة. لكن دراسة جديدة بيّنت أن النساء أكثر اهتماماً بمجاراة بعضهن البعض من الاهتمام بسد فجوة الأجور بين الجنسين.

توصّل تقرير نشر من قبل المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، إلى نتيجة مذهلة وواقعية، وهي أن النساء في أماكن العمل يفترضن سلفاً أنهن سيتقاضين أجراً يقل عن زملائهن من الرجال، ولذلك يستخدمن شفافية الأجور لتحويل انتباههن إلى ما إذا كانت أجورهن تتماشى مع زميلاتهن الأخريات في نفس الشركة.

قانون شفافية الأجور

هذا الاستنتاج من المحتمل أن يؤثر على نتائج التشريع الرائد التي تجري مناقشته حالياً، حيث صوّت البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على مطالبة الشركات التي يعمل فيها 50 موظفاً على الأقل بالكشف عن بيانات الأجور، في حين تحظر القواعد المعتمدة على تلك الشركات منع الموظفين من مشاركة المعلومات حول أجورهم. ويُمكن تعديل المقترحات قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنها وتحويلها إلى قانون، وهو ما سيستغرق شهوراً. إلا أن المشرعين قالوا إنها تهدف إلى سد فجوة الأجور بين الجنسين.

"تمكين المرأة" يُضيف 20 تريليون دولار للاقتصاد العالمي

عن ذلك، قالت الكاتبة ماريانا باغيو، الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في التحليلي السلوكي بالمفوضية الأوروبية، خلال مقابلة بالفيديو يوم الثلاثاء: "يعني تفاعل النساء بشكل أكبر مع اختلاف أجورهن عن النساء الأخريات بدلاً من الرجال، أنه يتعين علينا أن نكون واعين لهذه الآلية عند تعزيز شفافية الأجور، وذلك لكي نُمكّن النساء من الاستجابة لفجوة الأجور بين الجنسين".

تفاصيل الدراسة

تثير الدراسة الجديدة الشكوك حول قدرة الشفافية المتزايدة وحدها على إصلاح فجوة الأجور بين الرجال والنساء.

خلال البحث طُلب من 1800 شخص في ألمانيا وإسبانيا وبولندا، وهي الدول الثلاثة الأكثر تقدماً من حيث تحقيق هدف تطبيق تشريعات الشفافية في الأجور، إكمال مهمة محددة مقابل الحصول على رموز، وتم إخبار الموظفين خلال التجربة بما إذا كانوا سيتقاضون أجوراً جيدة أو سيئة مقارنة مع الآخرين.

وعندما عرفت النساء المشاركات أنهن سيتقاضين أجوراً تقل عن النساء الأخريات، كنّ أقل حماساً لبذل جهد إضافي (لن يكون له مرود)، مقارنة بردة فعلهن عند معرفتهن أن الرجال يتقاضون أجوراً أعلى.

النساء يقلصن الفجوة في "وول ستريت" لكن تكافؤ الفرص ما زال بعيد المنال

وقالت جينيفرا ماراندولا، الكاتبة المشاركة والخبيرة الاقتصادية بوزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية، إن الطريقة الأكثر فاعلية لتشجيع النساء على طلب زيادة في أجورهن قد تتمثل في إعطائهن المزيد من الملاحظات حول الأداء.

وتابعت: "ربما تحتاج النساء إلى زيادة ثقتهن بأنفسهن بشكل أكبر حتى يشعرن أنهن يمتلكن حق التصرف إزاء فجوة الأجور بين الجنسين".

وتوصلت الدراسة كذلك إلى أن الرجال يميلون إلى بذل جهد إضافي في المؤسسات التي يرتفع فيها عدد المديرات، وقد يعود سبب ذلك، وفقاً لباغيو، إلى أن الرجال ينظرون للنساء على أنهن "تهديد لمكانتهم". بالمقارنة، عملت النساء بشكل أفضل تحت إدارة المديرات من الإناث.