"فيسبوك" تتراجع عن اقتحام عالم البودكاست

 تتجه "فيسبوك" اليوم إلى أولويات جديدة من أبرزها عالم ميتافيرس
تتجه "فيسبوك" اليوم إلى أولويات جديدة من أبرزها عالم ميتافيرس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأ اهتمام "فيسبوك" بخدمة البث الصوتي (البودكاست) يتلاشى بعد عام من إطلاقها تقريباً.

وكانت "فيسبوك" أطلقت خدمة الغرف الصوتية المباشرة (Live Audio Rooms) خلال فترة شعبية سوق الصوتيات في أبريل الماضي، وذلك لتقديم القصص القصيرة المعروفة باسم المقاطع الصوتية والبودكاست للمستخدمين في الولايات المتحدة.

حينها وقّعت الشركة صفقات مع منشئي المحتوى، وأعلنت عن رعايتها لـ"بودكاست موفمينت"(Podcast Movement)، الذي يُعدّ أحد أكبر المؤتمرات في الصناعة بالولايات المتحدة. كما ظهر مديرو منتجات "فيسبوك" في برنامج "نيو ميديا شو" القائم منذ فترة طويلة لتشجيع مقدمي البودكاست على الانضمام إلى المنصة.

اهتمامات جديدة

إلا أن الشركة تؤكد حالياً على مبادرات أخرى خلال محادثاتها مع شركاء البودكاست، بما في ذلك الفعاليات في عالم ميتافيرس والتسوق الإلكتروني، وفقاً لمسؤولين يعملون مع المنصة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، للحفاظ على سرية مناقشاتهم مع "فيسبوك".

مع تحوّل "فيسبوك" إلى منصة للمسنين.. هل تستطيع فيديوهات "إنستغرام" إنقاذ "ميتا"؟

من جهة أخرى، تضاؤل ​​اهتمام "فيسبوك" بالبودكاست أصاب البعض بخيبة أمل في هذه الصناعة المزدهرة، حيث إن نطاق منصتها من المرجّح أن يصل إلى جمهور أكبر، ويجلب معه المزيد من العائدات الإعلانية. بينما بات انتباه الشركة الأم "ميتا بلاتفورمز" ينصب حالياً على مشاريع الفيديو القصيرة وميتافيرس، وسط منافسة محتدمة وانخفاض شديد في سعر سهمها.

عن. ذلك، قال متحدث باسم "فيسبوك" إن الشركة تستمر في العمل على البودكاست حتى أثناء عملها على تسريع المزايا ذات الأولوية مثل "ريلز" (Reels) و"فيد" (Feed). وترى الشركة تفاعلاً جيداً مع منتجاتها الصوتية، وفقاً للمتحدث الذي رفض التطرق إلى التفاصيل.

الهوس الصوتي

انتقال "فيسبوك" إلى المنتجات الصوتية كان ضرورياً في بعض النواحي، حيث كان لابد للشركة من دخول هذا المجال أثناء مرحلة الهوس الصوتي التي عاشها العالم خلال العام الماضي، عندما بلغت قيمة المنصة الصوتية المباشرة "كلوب هاوس" نحو 4 مليار دولار، ورغبت كل شركة تكنولوجية في نسخ منتجها. كما بلغت القيمة السوقية لشركة "سبوتيفاي تكنولوجي" أكثر من 50 مليار دولار في العام الماضي، وهو ما يزيد عن ضعف قيمتها حالياً، ووقّعت "أمازون دوت كوم" صفقات صوتية كبيرة. لذلك لم يتفاجأ أحد عندما أعلنت "فيسبوك" عن تقديمها لمنتجات صوتية.

واستكشفت الشركة أثناء اقتحامها المجال إنشاء برنامج تدريبي لجلب المبدعين إلى المنصة. وقالت ستيف كولبورن، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ"إيديت أوديو" (Editaudio)، إن مجموعة تعمل مع "فيسبوك" طرحت على الشركة الدفع لها مقابل تدريب 15 من مقدمي البودكاست ذوي الخلفيات المتنوعة حول كيفية إنشاء برامجهم واستخدام المنصة، لكنها لم تتابع خروج الفكرة إلى حيز الوجود.

وبعد رعايتها لـ"موفمينت بودكاست" في أغسطس، لم ترع "فيسبوك" الفعالية الفرعية للمؤتمر في مارس ولم تُرسل أحداً لحضورها، وفقاً لقائمة حضور الفعالية.

في غضون ذلك، توقف بعض أوائل شركاء الغرف الصوتية المباشرة عن استضافة المحادثات، ولم تتم إعادة توقيع الصفقات معهم. فعلى سبيل المثال، وقّع ناشط الحقوق المدنية ديراي مكيسون اتفاقية أولية مكوّنة من ستة عروض، سارت على ما يرام، على حد قوله، إلا أن الصفقة لم تُجدّد مع ذلك.

"فيسبوك" تستكشف فرص منتجات دردشة صوتية لمنافسة تطبيق "كلوب هاوس"

أولويات جديدة

في إشارة أخرى على تبدّل الأولويات، يبدو أن إيرينا لام، التي تُعدّ إحدى أبرز مديرات البودكاست في "فيسبوك"، قد غيّرت مهامها الرئيسية إلى الموسيقا، وفقاً لصفحتها على موقع "لينكد إن".

إلا أن مجهودات "فيسبوك" المحدودة في مجال البث الصوتي أفادت بعض مزودي المحتوى، حيث قالت منتجة البرامج السياسية "تي واي تي نتوورك" (TYT Network) إن "فيسبوك" تُعدّ ثاني أكثر منصات الاستماع شعبية لديها بعد "أبل بودكاستس". وقالت الشبكة إنها أضافت محتوى بودكاست إلى "فيسبوك" في سبتمبر الماضي، وأسهمت المنصة منذ حينها "بإضافة مئات الآلاف من الاستماعات الشهرية. فيما يُمثّل ضعف عدد الجمهور الذي تحصل عليه "تي واي تي" عبر "سبوتيفاي"" وفقاً لرئيسة التسويق برافين سينغ.