حبس خبير عملات مشفرة لمساعدته في تهرب كوريا الشمالية من العقوبات

علم كوريا الشمالية وفي الخلفية أسلاك شائكة أمام سفارة بيونغ يانغ في كوالالمبور. يقول الادعاء العام الأمريكي إن العقوبات هي أداة أساسية في وجه الديكتاتورية، وإن ما قام به خبير القرصنة فيرجيل غريفيث يمثل "ضربة في الصميم" لبرنامج العقوبات على كوريا الشمالية
علم كوريا الشمالية وفي الخلفية أسلاك شائكة أمام سفارة بيونغ يانغ في كوالالمبور. يقول الادعاء العام الأمريكي إن العقوبات هي أداة أساسية في وجه الديكتاتورية، وإن ما قام به خبير القرصنة فيرجيل غريفيث يمثل "ضربة في الصميم" لبرنامج العقوبات على كوريا الشمالية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حُكم على خبير عملات مشفرة بالسجن لأكثر من خمس سنوات، بعد أن أقرّ بالذنب بمساعدة كوريا الشمالية على التهرب من العقوبات الأمريكية.

قال فيرجيل غريفيث، العالِم السابق في مجال العملات المشفَّرة في "مؤسسة إيثريوم" (Ethereum Foundation) أمام قاض فيدرالي في نيويورك يوم الثلاثاء، إنَّه اعتقد "بشكل مغرور وخاطئ" أنَّه أكثر دراية من السلطات الأمريكية والأشخاص في شركته وأفراد عائلته، الذين حاولوا جميعاً ثنيه عن المشاركة في مؤتمر عن الـ"بلوكتشين" والعملات المشفَّرة في عام 2019، في العاصمة الكورية الشمالية، بيونغ يانغ.

اقرأ أيضاً: إنفوغراف.. كم سرقت كوريا الشمالية من العملات المشفرة؟

أصدرت المحكمة الجزئية الأمريكية برئاسة القاضي ب. كيفين كاستل، حكماً بالسجن لمدة 63 شهراً على غريفيث، الذي كان قد أقرّ بالذنب في سبتمبر الماضي بتهمة واحدة، هي التآمر لخرق قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية. وكان المدّعى عليه قد طلب السجن لمدة عامين فقط، لكنَّ القاضي رفض هذا الطلب، قائلاً في جلسة استماع في مانهاتن، إنَّ غريفيث أظهر "نية متعمدة وإرادية لانتهاك نظام العقوبات".

اقرأ المزيد: البيت الأبيض يحذر الشركات الأمريكية من قرصنة إلكترونية روسية محتملة

غريفيث البالغ من العمر 39 عاماً، كان قد تجاهل تحذيرات محددة من وزارة الخارجية بعدم حضور المؤتمر. وجرى اعتقاله في نوفمبر 2019 في لوس أنجلوس، بتهمة تقديم معلومات تقنية عن الـ"بلوكتشين" إلى نظام الديكتاتور كيم جونغ أون، إذ قال المدّعون، إنَّه يمكن استخدامها لمساعدة البلاد في غسيل الأموال والتهرب من العقوبات.

الإقرار بالذنب

في شرحه للحكم، أشار كاستل إلى صور لـ غريفيث ومتآمر آخر لم تُعرف هويته في المؤتمر، وهما يشرحان كيفية تحويل أموال كوريا الشمالية إلى عملة مشفَّرة، كوسيلة للتهرب من العقوبات. في الصور، كان غريفيث يرتدي زياً رسمياً كورياً شمالياً، ويقف أمام لوح أبيض، وقد رسم عليه صورة وجه مبتسم، وكُتب: "لا توجد عقوبات، يا للسعادة".

في الوقت الذي كان فيه غريفيث يواجه ما يصل إلى 20 عاماً في السجن؛ وافق المدّعون على المطالبة بمدة لا تزيد على 6 سنوات ونصف السنة، في صفقة الإقرار بالذنب. يُذكر أنَّ غريفيث محتجز في سجن فيدرالي منذ يوليو، بعد أن ألغى كاستل إطلاق سراحه بكفالة، قائلاً إنَّ ارتفاع قيمة العملات المشفَّرة التي يمتلكها، تمنحه الوسائل والحافز للفرار.

قال محامو غريفيث للقاضي، إنَّه يعاني من اضطراب الوسواس القهري، واضطراب الشخصية النرجسية، وكان مهووساً بكوريا الشمالية، ويأمل "بغرور وسذاجة" في العمل من أجل السلام.

قال غريفيث في رسالة وجهها إلى القاضي قبل النطق بالحكم: "أحب بلدي، ولم أعتزم فعل أي شيء لإلحاق الأذى به".

ضربة في الصميم

من جهتها، رأت المدعية العامة أنَّ تصرفات غريفيث كان قد خُطط لها بشكل جيد، وهي "ضربة في الصميم" لبرنامج العقوبات على كوريا الشمالية.

قالت كيمبرلي رافينر، مساعدة المدّعي العام الأمريكي للقاضي: "نحن جميعاً نشهد على حرب سبّبتها نزوة ديكتاتور"، في إشارة إلى حرب روسيا في أوكرانيا، مضيفة أنَّ الأداة الأساسية في المواجهة هي العقوبات.

يُذكر أنَّ غريفيث، كان موضوع الملف الشخصي في مجلة "نيويورك تايمز" عام 2008، فقد وصفته بأنَّه من أتباع "بدعة القرصنة"، وأطلقت عليه لقب "رجل الغموض على الإنترنت".

يشار إلى أنَّ القضية مسجلة تحت اسم "الولايات المتحدة ضد غريفيث"، وتحمل رقم (20-cr-00015) في سجل الشكاوى في محكمة المقاطعة الأمريكية، المقاطعة الجنوبية في نيويورك "مانهاتن".