يخت أوليغ ديريباسكا يواصل الإبحار متجاوزاً العقوبات

يخت "كليو"، الذي أطلق عليه اسم "كوين كيه"، الضخم المرتبط بأوليغ ديريباسكا، في ميناء فتحية في تركيا.
يخت "كليو"، الذي أطلق عليه اسم "كوين كيه"، الضخم المرتبط بأوليغ ديريباسكا، في ميناء فتحية في تركيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عاد يخت "كليو" الفاخر الذي تبلغ تكلفته 65 مليون دولار، المملوك للملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا، قطب صناعة الألمنيوم، الذي تسببت صلته بالرئيس فلاديمير بوتين في إدراجه على قوائم العقوبات، إلى الإبحار بعد أن توقف قبالة جزر المالديف.

ظل اليخت البالغ ارتفاعه 239 قدماً في المحيط الهندي لمدة شهرين على الأقل، وسط تزايد التدقيق حول ديريباسكا وأوليغارشية روس آخرين مقربين من الرئيس الروسي، عقب غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

رسا "كليو" صباح يوم السبت بالتوقيت المحلي، في غوجيك، بتركيا، فيما يواصل الآن الإبحار في المنطقة، وفقاً لبيانات السفن التي حللتها بلومبرغ نيوز.

يترأس ديريباسكا، الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ 2018، مجموعة صناعية تضم مزوداً رئيسياً للمعدات العسكرية لروسيا.

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ديريباسكا في وقت سابق من الشهر الجاري، في نفس اليوم الذي استهدف فيه التكتل بنات بوتين الراشدات، ويأتي ذلك ضمن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على كبار رجال الأعمال والمتهمين بتمكين موسكو من شن حرب على أوكرانيا.

يخوت روسية فاخرة بأكثر من ملياري دولار محتجزة في أوروبا

تحاول السلطات الأمريكية وحلفاؤها في بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا تحديد موقع اليخوت الفاخرة، وغيرها من ممتلكات كبار رجال الأعمال الروس.

تمت بالفعل مصادرة نحو 12 يختاً، حيث استولت السلطات الإيطالية على يخت فخم بقيمة 530 مليون يورو (578 مليون دولار) يملكه الملياردير الروسي أندريه ميلينشينكو، كما استولت إسبانيا على يخت فيكتور فيكسيلبيرغ، الذي تبلغ قيمته 90 مليون دولار، بالإضافة إلى يخت "كريسينت" البالغ قيمته 600 مليون دولار، والذي يُعتقد أنه مملوك لإيغور سيتشين، رئيس شركة "روسنفت" لإنتاج النفط (Rosneft)، ومقرها موسكو.

قال ممثل عن ميلينشينكو، إنه ليس لديه انتماء سياسي، وإنه سيعارض قرار إدراجه ضمن قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.

تم رصد "كليو"، الذي يتسع لـ18 شخصاً ويحتوي على مصعد خاص، أثناء تحركه في 20 مارس تقريباً، متجهاً إلى شمال غرب جزر المالديف. وفي 21 مارس، عرض نظام التعريف الأوتوماتيكي (AIS) رسالة كتبها الطاقم تشير إلى وجود "أمن مسلح" على متن اليخت، والتي عادة تستخدم لإبعاد القراصنة في المنطقة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

يخوت أثرياء روسيا تتجه لجزر المالديف وسيشل بعد فرض العقوبات

بعد بضعة أيام، أظهر نظام التعريف الأوتوماتيكي إبحار "كليو" صوب دبي، قبل أن يغير الاتجاه جنوباً، وعرض رسالة توضح أنه في طريقه إلى مومباي، ثم عاد مرة أخرى إلى ماليه، عاصمة جزر المالديف، حيث توقف اليخت هناك قبل أن يبدأ رحلة مسافتها 3000 ميل (4828 كيلومتراً) باتجاه الشمال الغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس، باتجاه بورسعيد.

تسببت الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في تشتيت اليخوت الروسية، وإبحارها إلى أماكن يقل فيها احتمال الاستيلاء على القوارب الخاصة، ومن بينها أجزاء من الشرق الأوسط ومنطقة البحر الكاريبي، وفقًا لشركة "سباير غلوبل"(Spire Global) التي تعتمد على البيانات والتحليلات الفضائية.

تمثل اليخوت العملاقة المملوكة للروس نحو 10% من الأسطول العالمي، وفقاً لمجموعة "ذا سوبر يخت" المهتمة بالصناعة.

الاستيلاء على يخوت الأثرياء الروس.. ليس بالمهمة السهلة

أفادت وسائل إعلام محلية، أن السلطات في فيجي تفاجأت هذا الأسبوع بوصول يخت "أماديا"، الذي تبلغ تكلفته 325 مليون دولار، ويملكه قطب الذهب الذي يتعرض لعقوبات، سليمان كريموف. وتنص قواعد ميناء فيجي على عدم استقبال أي يخت يصل إلى البلاد قبل حصوله على موافقة من وزارات حكومية.

يبدو أن الساحل التركي أصبح وجهة مفضلة لليخوت الروسية، ومن بينها يخت "سولاريس" المملوك لرومان أبراموفيتش، في الوقت الذي اختفت فيه العديد من القوارب المملوكة لأباطرة خاضعين للعقوبات وتوقفت عن الإفصاح عن مواقعها، في انتهاك للقانون البحري الدولي.