تحول الطاقة مازال يعني ضخ المليارات في الوقود الأحفوري

منشأة "تشينيير سابين لتسييل الغاز" في لويزيانا، الولايات المتحدة.
منشأة "تشينيير سابين لتسييل الغاز" في لويزيانا، الولايات المتحدة. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

زادت أزمة الطاقة الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا من دوافع العالم للتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون، لكنها في نفس الوقت خلقت سعياً حثيثاً نحو الاعتماد على الوقود الأحفوري في الأجل القريب، وضخ مليارات الدولارات في استثمارات جديدة.

تخطط الولايات المتحدة والدول الأوروبية لبناء محطات غاز طبيعي مسال للعمل لعقود مقبلة، كما يتزايد الطلب على الفحم بكافة أنحاء العالم، يأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي يتم فيه الضغط على موردي النفط الصخري الأمريكي لزيادة الإنتاج لسد فجوة العرض المحتملة لدى الدول التي قاطعت الغاز الروسي.

شركات حفر النفط الصخري تتجاهل دعوة بايدن لرفع الإنتاج

قال مسؤولون تنفيذيون ومستثمرون يوم الثلاثاء، خلال القمة السنوية لـ"بلومبرغ إن إي إف" (BloombergNEF) التي انعقدت في نيويورك، إن التحدي الذي يواجه العالم هو اكتشاف تقنيات أنظف لتوليد الوقود، وفي الوقت نفسه تلبية الطلب الحالي على الطاقة، لذا فالانتقال سيكون صعباً، ولن يتم بسرعة.

قال كيو لوكيفار، رئيس تداول مشتقات الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة في "موتيفا إنتربرايزس" (Motiva Enterprises): "نحتاج لمصادر الطاقة الأحفورية كجزء من ذلك التحول، وسيكون انتقالاً طويل الأجل ولن يتم بين عشية وضحاها".

وقت الوقود الأحفوري

قالت أناستاسيا ديفيز، رئيسة إمدادات الوقود والنفط الأمريكي في "بلومبرغ إن إي إف" في المؤتمر، إن سوق الغاز انقلب رأساً على عقب، وسط سعي الدول للعثور على بدائل للغاز الروسي، خاصة في أوروبا. ورغم ذلك، لن يكون الإنتاج العالمي الحالي كافياً، وسيؤدي إلى الاندفاع نحو الاستثمار في إنتاج المزيد، وخاصة في أراضي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

أضافت ديفيز: "قد تكون أيام نمو الإنتاج الأمريكي غير المحدود وراءنا، ولكن هذا لا يعني أن دور النفط الصخري قد انتهى".

إدارة بايدن توصي بزيادة رسوم التنقيب عن النفط رغم أزمة أسعار الطاقة

من جهته، قال برتراند ميلوت من "صندوق كيبيك للإيداع والتدبير" ( Caisse de dépôt et placement du Québec)، ثاني أكبر مدير لصناديق المعاشات التقاعدية في كندا، إن الحرب قد تساعد أيضاً في تسريع التحول الأخضر.

فجأة، باتت البلدان أكثر حساسية تجاه مخاوف أمن الطاقة، وإدراكاً لتميز مزارع الرياح والطاقة الشمسية، التي لا تحتاج شحنات منتظمة من الوقود.

خطة غيانا النفطية

تستعد غيانا التي تملك احتياطيات نفطية كبيرة للاستفادة من الأزمة، حيث تفكر في توجيه مزيد من الموارد إلى شركة النفط الوطنية لتعزيز جهودها، وتلبية الطلب المتزايد من الدول الصناعية، بالتزامن مع السعي أيضاً لتحقيق أهداف المناخ.

قال بهارات جاغديو، نائب رئيس غيانا، في القمة: "يأتي الطلب على مواردنا من العالم المتقدم بشكل كبير، ولا نعتقد أننا سنحيد عن هدف صافي صفر انبعاثات في حالة تطويرنا لتلك الموارد".

وهذه بالكاد وجهة نظر عالمية.

من جهة أخرى، أوضح جاستن غواي، مدير إستراتيجية المناخ العالمي في منظمة تحقيق العدالة في تحمل أعباء تغير المناخ "صن رايز بروجيكت" (Sunrise Project)، إن بعض شركات الطاقة تستفيد بشكل فردي من أزمة الطاقة الأوروبية الحالية، عبر التخطيط لمشاريع بنية تحتية مكلفة تستغرق سنوات حتى تكتمل، ولن تساهم في سد الاحتياجات في المدى القصير.

"أوبك" تتفق مع منتجي النفط الصخري على خطورة تراجع استثمارات القطاع

وأضاف غواي: "يستغرق بناء محطة جديدة للغاز الطبيعي المسال من 3 إلى 5 سنوات، وأوروبا بحاجة إلى إمدادات غاز جديدة بحلول نهاية العام".

بينما ألقت الحرب في أوكرانيا الضوء على الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري، فإنها تعزز أيضاً طرقاً للابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية.

قال جون مور، رئيس "بلومبرغ إن إي إف": "عندما يكون كل شيء في حالة فوضى، من الجيد التفكير في المهمة التي يتعين القيام بها".