سفن الطاقة العائمة تتوسع عالمياً مع توقف خطط جنوب أفريقيا

تزايد الطلب على سفن توليد الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي وسط محاولات تجنب الطاقة الروسية
تزايد الطلب على سفن توليد الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي وسط محاولات تجنب الطاقة الروسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل شركة "كارباورشيب" ("Karpowership")، أكبر مورّد في العالم لمحطات الطاقة العائمة التي تعمل بالغاز، على توسيع قدرتها لتوليد الطاقة بنسبة 50% بهدف الاستفادة من الطلب العالمي، حتى في الوقت الذي تكافح فيه لبدء مشاريعها في أكبر أسواقها المحتملة.

يُشار إلى أن الشركة التركية تستعد لبدء توليد 1,118 ميغاواط من الطاقة في ساحل العاج، والبرازيل، وجمهورية الدومينيكان، وكاليدونيا الجديدة، وهي منطقة فرنسية، هذا العام.

ومع ذلك، فقد توقفت المشاريع الثلاثة التي فازت بها في جنوب أفريقيا، حيث غرقت 1,220 ميغاواط من القدرة المخططة في بحر من المعارك القانونية والخلافات البيئية.

إيطاليا توقع اتفاق شراء غاز من أنغولا للاستغناء عن روسيا

وفي حين تكافح "كارباورشيب" في جنوب أفريقيا –حيث فازت الشركة بالعطاءات في أبريل من العام الماضي - فمن المتوقع أن تبدأ مشاريعها في أماكن أخرى خلال أقل من عام.

أما في الدولة الأفريقية الأكثر تصنيعاً، فلم تحصل بعد على الموافقات البيئية ولم تتمكن من توقيع اتفاقيات مع مرافق الطاقة والموانئ الوطنية.

كما اجتذب منح العقود معارضة من نشطاء البيئة الذين يريدون أن تنتقل البلاد إلى الطاقة المتجددة بشكل أسرع.

تعليقاً على الموضوع، قال كيرت مورايس، مدير العلاقات المؤسسية في "كارباورشيب" خلال عرض تقديمي يوم الثلاثاء في كيب تاون، حيث رست وحـدة التخزين والتغويز العائمة "كارمول إل إن جي تي باورشيب أسيا" التي يبلغ طولها 912 قدماً للتزود بالوقود في طريقها من سنغافورة إلى ريو دي جانيرو: "نظراً لأننا نعمل بلا كلل للوصول إلى إغلاق مالي قريب في جنوب أفريقيا، فنحن على وشك تقديم حلول مماثلة في جميع أنحاء العالم".

قائمة مشاريع "كارباورشيب" المقرر أن تبدأ في الأشهر المقبلة:

• ساحل العاج - 200 ميغاواط.

• البرازيل - 560 ميغاواط.

• جمهورية الدومينيكان - 178 ميغاواط.

• كاليدونيا الجديدة - 180 ميغاواط.

أزمة طاقة في جنوب أفريقيا

فضلاً عن ذلك، تعمل الشركة، وهي وحدة تابعة لشركة "كارادينيز هولدينغ" (Karadeniz Holding)، بالفعل على تشغيل سفن طاقة تعمل بالغاز في بلدان تتراوح من كوبا إلى غانا وإندونيسيا، ولديها أيضاً بعض القدرات المتجددة، كما تُفكّر في المشاركة بمشاريع الطاقة الشمسية في جنوب افريقيا التي رست في المناقصات التي تديرها الحكومة، وتلك التي خططت لها مدينة كيب تاون.

الجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا تحاول بشكل يائس تعزيز قدرتها حيث تكافح شركة "إسكوم هولدينغز إس أو سي" (Eskom Holdings SOC) لتلبية الطلب من خلال محطات الفحم القديمة وغير الموثوقة، وقد قطعت شركة الكهرباء 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء عن الشبكة الوطنية لليوم الثاني يوم الأربعاء، وقد تنفذ أكثر من 100 يوم من انقطاع التيار الكهربائي هذا العام.

الاتحاد الأوروبي يطالب المواطنين بخفض استهلاك الطاقة

وبينما أعربت وزارة الطاقة عن سخطها على التقدم البطيء في توصيل سفن "كارباورشيب" بالشبكة الكهربائية، اتهم النشطاء ومنتجو الطاقة المتجددة الحكومة بالتقاعس عن الاستفادة من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة.

في الواقع، تُعدّ جنوب أفريقيا، التي تعتمد على الفحم في أكثر من 80% من احتياجاتها من الكهرباء، في المرتبة 13 في العالم من حيث إنتاج الانبعاثات الضارة بالمناخ. وفي حين ينتج الغاز الطبيعي ملوثات أقل من الفحم، يقول دعاة حماية البيئة إن استخدامه سيؤخر الانتقال إلى طاقة أكثر اخضراراً.

يُذكر أن المرافق التي تديرها "كارباورشيب" تتكون من وحـدة التخزين والتغويز العائمة، وهي سفينة تُعرف باسم (إف إس آر يو - FSRU) تُخزّن الغاز الطبيعي المسال عند 160 درجة مئوية، وسفينة طاقة على بعد عدة مئات من الأمتار، والتي تستخدم الغاز لتوليد ما يصل إلى 450 ميغاواط من الكهرباء.

يمكن للسفينة الموجودة في كيب تاون تخزين 125 ألف متر مكعب (4.4 مليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يكفي لتشغيل سفينة طاقة باستطاعة 450 ميغاواط تعمل 18 ساعة في اليوم لمدة 40 يوماً. ومن ثم تُعاد تعبئة وحـدة التخزين والتغويز العائمة بواسطة ناقلة الغاز الطبيعي المسال.

مما لا شك فيه أن توسع الشركة يأتي مع صعود الطلب على وحدات التخزين والتغويز العائمة في ظل محاولة أوروبا فطم نفسها عن استخدام الغاز عبر الأنابيب من روسيا وذلك رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.

وقد منحت البرازيل شركة "كارباورشيب" الحق في توليد 560 ميغاواط من الطاقة، بعد أن أثّر الطقس الجاف على قدرتها على إنتاج الكهرباء المائية، وفقاً لجون كوكين، منسق تطوير الأعمال فيها.

وقال كوكين، إن استخدام سفن الطاقة، والتي يمكن استخدامها مؤقتاً، يُمثّل فرصة للبلدان لضمان إمدادات طاقة موثوقة مع تكثيف الإنتاج المتجدد.

كما أضاف: "يمكنهم التغيير عندما يشاؤون؛ فالغاز والغاز الطبيعي المسال هما المرحلة الانتقالية".