شركات متعطشة للرقائق الإلكترونية تضطر لفكها من الغسالات الكهربائية

أزمة نقص الرقائق الإلكترونية لن تنتهي قريباً
أزمة نقص الرقائق الإلكترونية لن تنتهي قريباً المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لجأت مجموعة صناعية كبيرة إلى شراء الغسالات الكهربائية، وفك أشباه الموصلات منها حتى تستخدمها في أنظمتها التكنولوجية الخاصة، بحسب تصريح رئيس تنفيذي في إحدى الشركات المحورية في سلسلة توريد صناعة الرقائق الإلكترونية.

علق بيتر وينينك، الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding) على هذا الموقف، دون أن يذكر اسم مجموعة الشركات المقصودة أثناء مؤتمر هاتفي حول نتائج أعمال شركته يوم الأربعاء.

وقال إن المجموعة المأزومة نقلت إليه معاناتها في الأسبوع الماضي فقط، مشيراً إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية ستستمر في المستقبل المنظور، على الأقل بالنسبة لبعض القطاعات.

إسبانيا تخطط لاستثمار 12.4 مليار دولار في صناعة الرقائق الإلكترونية

أوضح وينينك أن: "الطلب الذي نشهده حالياً ينبع من مجالات عديدة في هذه الصناعة"، وهو يشير إلى الانتشار الواسع لتطبيقات إنترنت الأشياء.

وقال: "إنه واسع الانتشار جداً. ونحن لم نُقدِّر بدرجة كبيرة اتساع رقعة هذا الطلب حق قدرها. ولا أعتقد أن ذلك الطلب سيتلاشى".

حتى شركات صناعة معدات الرقائق الإلكترونية الكبرى، ومن بينها شركة "لام ريسيرش" (Lam Research) الأمريكية، تعاني في الحصول على مكونات كافية لتغطية الطلب، الأمر الذي قد يزيد صعوبة زيادة الطاقة الإنتاجية عند مصانع أشباه الموصلات بدرجة كبيرة في الأجل القريب.

قال تيم أرشر، الرئيس التنفيذي لشركة "لام" في مؤتمر هاتفي حول نتائج الأعمال يوم الأربعاء: "على جانب الطلب، مازالت بيئة العمل قوية جداً، في حين أن استمرار الأعطال المرتبطة بجانب العرض قد تحد من حجم الاستثمار في معدات صناعة الرقائق التي تنفذ في عام 2022".

لم تتغلب شركات صناعة السيارات حتى الآن على أزمة نقص أشباه الموصلات التي مثلت تحدياً لنشاطها لمدة تزيد على عام.

قالت شركة "تسلا" هذا الأسبوع إن الإنتاج مازال معطلاً بسبب نقص مكونات أساسية وارتفاع أسعارها، في حين نبهت "فولكس واجن" إلى توقع استمرار النتائج السلبية لندرة الرقائق الإلكترونية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، خفّضت شركة "تويوتا موتور" مستهدف الإنتاج إلى 100 ألف وحدة للعام الحالي بسبب عدم كفاية أشباه الموصلات.

ماذا تقول "بلومبرغ إنتيليجنس"؟

وَقْفُ الإنتاج ونقص المكونات نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، ربما يفاقم أزمات سلاسل التوريد ويؤخر تعافي مبيعات السيارات الأوروبية في عام 2022.

انخفضت مبيعات سيارات الركوب في أكبر خمس أسواق أوروبية بنسبة 40% عن مستوى ما قبل الجائحة في عام 2019، مما يشير إلى أن أزمة أشباه الموصلات لم تنتهِ.

رغم قوة الطلب والحجوزات، ربما تكشف بيانات رسمية صادرة عن "رابطة مصنعي السيارات الأوروبية" انخفاضاً بنسبة 20% في مشتريات السيارات الأوروبية نتيجة هذه الاختناقات.

- مايكل دين، وكليف مكاندا، محللان لدى "بلومبرغ إنتيجلينس"

سوق متعطشة

لم تترجم بعض علامات ضعف الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية بعد في صورة تخفيف الضغط على صُنّاع المنتجات والأجهزة الأخرى المتعطشة للسيليكون.

في الأسبوع الماضي، قررت شركة صناعة أشباه الموصلات الأكبر في العالم "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" أن طاقتها الإنتاجية ستظل مضغوطة طوال 2022.

وقامت شركة صينية كبرى لصناعة الرقائق الإلكترونية ببيع إنتاجها حتى نهاية 2023، وفق تصريحات وينينك من شركة "إيه إس إم إل هولدينغ".

أبرز سي سي ويي، رئيس شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" (TSMC)، التحديات التي تواجه موردي الشركة أثناء مؤتمر هاتفي حول نتائج الأعمال يوم الخميس الماضي، موضحاً أن نقص القوى العاملة والرقائق أدى إلى طول فترة الانتظار قبل تسليم الأدوات.

زادت فترات الانتظار لتسليم أشباه الموصلات قليلاً في شهر مارس، لتصل إلى مستوى جديد مرتفع يبلغ 26.6 أسبوع، بعد الإغلاق في الصين وزلزال في اليابان تسبب أيضاً في تعطيل التوريد، وفق دراسة قامت بها مجموعة "سوسكوهانا فاينانشيال".