صناعة الألماس العالمية تواصل شراء الأحجار الكريمة الروسية

"ألروسا" الروسية تساهم بنحو ثلث الإمدادات العالمية من الألماس
"ألروسا" الروسية تساهم بنحو ثلث الإمدادات العالمية من الألماس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسبّبت العقوبات الأمريكية المفروضة على شركة تعدين الألماس الروسية العملاقة في حدوث فوضى في الصناعة العالمية، مما دفع بالتجار والمصنّعين إلى البحث عن حلول بديلة لمواصلة الاستفادة من أحد المصادر الرئيسية للأحجار الكريمة في العالم.

تقدّم المشترون عبر المراكز التجارية الكبرى في أنتويرب، ودبي، ومراكز التصنيع الرئيسية في الهند على مدار الأسبوعين الماضيين إلى استشارة محامين، للوقوف على تداعيات العقوبات الأمريكية على شركة "ألروسا" (Alrosa PJSC)، وكيفية الاستمرار في الشراء، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

الولايات المتحدة تعاقب شركة تعدين روسية تنتج 30% من ألماس العالم

تزامن ذلك مع توقف تدفق الألماس من المناجم الروسية إلى سورات، المركز العالمي لتقطيع الألماس، لأنَّ البنوك الهندية غير قادرة أو غير راغبة في تسوية المدفوعات.

زار وفد من "ألروسا" في وقت سابق من هذا الأسبوع الهند، حيث عقدوا اجتماعات مع عملاء ومجموعات تجارية لمناقشة كيفية تعزيز المبيعات، بحسب ما قالت المصادر.

أصبح اضطراب أسعار الألماس ملموساً بالفعل، مع بدء ارتفاع تكلفة الأحجار الصغيرة التي تتخصص فيها "ألروسا" الأسبوع الماضي.

تسيطر الحكومة على حصة حاكمة في "ألروسا"، إذ تمتلك الحكومة الفيدرالية 33%، في حين تحتفظ السلطات المحلية بملكية تصل إلى 25%.

هزة كبيرة في الأسواق

ستتسبّب خسارة إمدادات "ألروسا" لفترة أطول في هزة كبيرة لسوق الألماس، إذ تساهم الشركة بنحو ثلث الإمدادات العالمية من الأحجار الخام، مما يعادل نفس مستوى إنتاج شركة "دي بيرز" (De Beers) الشهيرة التي احتكرت القطاع حتى مطلع القرن.

من المقرر أن تبرم "ألروسا" صفقة البيع المقبلة الأسبوع القادم، والتي تعد واحدة من الصفقات العشر التي تبرمها سنوياً، ومن غير المرجح أن تتمكّن من بيع أية أحجار، لعدم قدرة البنوك على تسوية المدفوعات، وفقاً للمصادر المطلعة.

قيود توريد الماس الروسي قد تفيد مناجم الأحجار الكريمة في زيمبابوي

وقالت المصادر، إنَّه برغم فرض الحكومات الغربية عقوبات على روسيا، وانسحاب الشركات من البلاد؛ ما يزال العديد من العاملين في صناعة الألماس في الهند يرغبون في مواصلة الشراء.

وفي حين أعلنت شركتا المجوهرات الأمريكية: "تيفاني أند كو" (Tiffany & Co)، و"سيغنيت جويليرز" (Signet Jewellers) توقفهما عن شراء الألماس الجديد المستخرج من روسيا؛ لكن لم يتبعهما تجار التجزئة في الصين والهند والشرق الأوسط.

تضمّنت اجتماعات "ألروسا" هذا الأسبوع في الهند مناقشات حول كيفية السماح للمصنّعين والتجار الهنود بدفع ثمن ألماس "ألروسا" بالروبل أو الروبية، في حين لم يتم اتخاذ أي ترتيبات مؤكدة، إذ تحتاج أي صفقة إلى دعم الحكومة الهندية، التي لم تشارك في المناقشات. وقد امتنعت "ألروسا" عن التعليق.

قد يكون أحد خيارات "ألروسا" بيع جواهرها للحكومة الروسية، كما فعلت خلال الأزمة المالية عام 2008، ويشار إلى أنّ "وزارة المالية" الروسية امتنعت عن التعليق.

أصبحت الاضطرابات التي تشهدها إمدادات الألماس الروسي ملموسة في الصناعة العالمية التي تعرّضت لنقص إمدادات الأحجار الخام حتى قبل الحرب في أوكرانيا.

ارتفعت أسعار الألماس الخام العام الماضي مع شراء المستهلكين الأمريكيين- حيث السوق الأكثر أهمية- كميات قياسية من المجوهرات، وهذا ما أدى إلى ازدهار الشركات التي تتاجر في الألماس، وتقوم بتقطيعه وتصنيعه.

بدأت أسعار الألماس الخام في التراجع الشهر الماضي مع تزايد مخاوف تأثير التضخم السلبي على ثقة المستهلك. ومع ذلك؛ فإنَّ أسعار الأحجار الصغيرة ترتفع مرة أخرى في الوقت الحالي وسط تطلّع التجارة إلى تأمين الإمدادات.