واشنطن وطوكيو تؤكدان دعمهما اتفاقيات الصرف الأجنبي

وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، لدى وصوله إلى مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن يوم 20 أبريل 2022 للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين
وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، لدى وصوله إلى مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن يوم 20 أبريل 2022 للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أفاد وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي أنَّه ناقش تحركات الين المفاجئة الأخيرة مع وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، واتفقا على دعم اتفاقيات سعر الصرف الأجنبي الحالية.

قال سوزوكي أثناء حديثه مع الصحفيين في وقت متأخر يوم الخميس، في العاصمة الأمريكية واشنطن: "ناقشنا طريقة تفكير مجموعة السبع الحالية حول الصرف الأجنبي، وسيستند ردنا إلى هذا الاتفاق".

اقرأ أيضاً: مسؤول سابق باليابان: البنك المركزي لن يغير سياسته رغم ضعف الين

ذكرت قناة "تي بي إس" الأمريكية بعد ظهر الجمعة أنَّ سوزوكي ناقش مع يلين إمكانية التدخل المُنسّق في سوق الصرف، وذلك نقلاً عن مسؤول حكومي ياباني لم تحدد اسمه. وقد أدى التقرير إلى صعود العملة اليابانية لتسجل نحو 127.94 ين مقابل الدولار، بعد بقائها عند مستوى 128.60 عند منتصف النهار تقريباً.

اقرأ المزيد: اليابان تسجل أطول فترة من العجز التجاري منذ 2015 في ظل ضعف الين

رفض سوزوكي خلال المؤتمر التعليق على مناقشة الطرفين مسألة التدخل في السوق لدعم الين، قائلاً إنَّ المحادثات ركّزت على حالة اقتصاد الدولتين بدلاً من التركيز على المخاوف بخصوص العملات.

اختلاف السياسات النقدية

بموجب اتفاقيات مجموعة السبع الدائمة؛ يجب على السوق تقرير أسعار صرف العملات الأجنبية، برغم التأثير السلبي المحتمل بسب تحركاتها المفرطة.

أُجريت المباحثات بعدما سجل الين أدنى مستوياته منذ عقدين عند 129.40 مقابل الدولار في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويعود ضعف العملة اليابانية غالباً إلى الاختلاف الحاد في السياسة النقدية بين اليابان والولايات المتحدة، إذ يسعى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تسريع رفع أسعار الفائدة، في حين يحافظ بنك اليابان على المستويات شديدة الانخفاض لعائدات السندات.

ضخّم ضعف الين كذلك من تأثير ارتفاع أسعار السلع الأساسية الضاغط على أرباح الشركات وميزانيات الأسر في اليابان.

وفي حين أعرب سوزوكي عن قلقه المستمر بشأن التحركات الأخيرة؛ أشار إلى أنَّه "تاريخياً؛ قالت الحكومة إنَّ هذه التحركات المفاجئة لا تروق لها، ولكنَّنا نشهد هذه التحركات المفاجئة في الوقت الآني، وعلينا مراقبة الوضع بدقة وبإلحاح".

دفعت هذه التصريحات الصادرة في منتصف صباح الجمعة في طوكيو سعر الين إلى تسجيل هبوط طفيف ليبلغ 128.6 ين أمام الدولار مقارنة مع 128.26 قبل حديث سوزوكي.

يُمكن أن تستمر تدخلات سوزوكي اللفظية لبعض الوقت قبل بلوغها مستوى يبدو فيه التدخل الفعلي في السوق حتمياً.

استعداد للتدخل

مع ذلك؛ اعتاد وزراء المالية اليابانيون القول، إنَّ الحكومة مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التحركات المفرطة قبل حدوث التدخل الفعلي.

تسبّب ضعف الين في معاناة بعض المستهلكين، لأنَّه أدى إلى تفاقم تكاليف الواردات الباهظة فعلياً، والمدفوعة بالارتفاع الشديد في أسعار السلع الأساسية. ومن المقرر أن يُعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن تدابير لمواجهة هذا التأثير الأسبوع المقبل.

في الوقت ذاته، يُنظر بترقب شديد إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان الأسبوع المقبل، مع تصاعد التكهنات حول اضطرار البنك المركزي إلى البدء في معالجة الآثار السلبية لضعف الين.

يتوقَّع عدد متزايد من الاقتصاديين قيام البنك بمجموعة إجراءات قبل نهاية العام، ولكنَّ غالبية الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ" توقَّعوا إصرار بنك اليابان بشدة على ميعاد الأسبوع المقبل.