تركيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المشاركة في الحرب السورية

سوريا في عام 2018
سوريا في عام 2018 المصدر: عمر الحاج قدور لصالح "أ.ف.ب"
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، وهو تحول كبير في السياسة التركية، ويهدف إلى زيادة تكلفة الحرب في أوكرانيا على فلاديمير بوتين.

وفي هذا الصدد، منعت تركيا جميع الطائرات الروسية، بما في ذلك الرحلات الجوية المدنية التي تقِلّ الجنود، من عبور مجالها الجوي لأول مرة منذ تدخل روسيا في الحرب الأهلية السورية في عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد.

اقرأ أيضاً: تركيا تمنع عبور السفن الحربية من مضيقي البوسفور والدردنيل

ونقلت قناة "تي آر تي" (TRT) الرسمية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله، إنَّ الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ بوتين بقراره خلال مكالمة هاتفية دون أن يُحدّد موعد المكالمة.

يُشار إلى أنَّ معظم الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا تمر عبر المجال الجوي التركي، على الرغم من عدم الكشف عن الأعداد الدقيقة للقوات أو العتاد علناً، إلا أنَّ هذه الخطوة تحمل أيضاً وزناً رمزياً، مما يشير إلى تضامن تركيا مع زملائها الأعضاء في الناتو، ويزيد من ضغط تركيا على روسيا من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: وزير الطاقة: تركيا ستواصل شراء النفط الروسي

علاقات معقدة

علاوةً على ذلك، تضيف هذه الخطوة طبقة أخرى إلى العلاقة المعقدة بالفعل بين تركيا وروسيا.

إذ تقف الدولتان في معسكرين متعارضين بخصوص النزاعات بدءاً من سوريا، مروراً بشمال أفريقيا، ووصولاً إلى القوقاز، وغالباً ما تدعمان الأطراف المتحاربة مع بعضها.

في الوقت نفسه، تصاعدت حدّة التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بسبب قرار أردوغان شراء صواريخ دفاع جوي من روسيا، كما يُشكّل السياح الروس الجزء الأكبر من الزوار الأجانب، حيث يجلبون معهم العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها في الاقتصاد التركي، في حين تبني الشركات الروسية محطة الطاقة النووية الوحيدة في تركيا.

وعندما غزت روسيا أوكرانيا، انضمّت أنقرة إلى حلفاء الناتو في إدانتها، كما فرضت تركيا قيوداً على وصول السفن البحرية الروسية عبر مضيق البوسفور.

ويشار إلى أنَّ الحكومة التركية امتنعت عن الانضمام إلى العقوبات خوفاً من الانتقام؛ حيث تُلبّي روسيا حوالي نصف طلب تركيا من الغاز الطبيعي، مما يمنحها نفوذاً هائلاً على الحكومة في أنقرة.

كما يخوض البلدان نزاعاً مريراً في سوريا. وينتشر آلاف الجنود الأتراك حول محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهي عرضة لهجمات القوات الحكومية المدعومة من روسيا.